إثيوبيا تدين "اعتداءات" السودان وتتمسك بوساطة أفريقيا لـ"سد النهضة"
أكدت إثيوبيا تمسكها بالوساطة الأفريقية لحل أزمة سد النهضة، معربة في الوقت ذاته عن إدانتها لما وصفته بـ"اعتداءات السودان" على حدودها.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية السفير دينا مفتي، في مقابلة خاصة لـ"العين الإخبارية"، الخميس، نعتقد أن "جنوب أفريقيا لعبت دورا كبيرا في حل أزمة سد النهضة ونفتخر به كأفارقة".
وتابع: "نتطلع في إثيوبيا إلى دور مماثل من الكونغو الديمقراطية، الرئيس القادم للاتحاد الأفريقي في مفاوضات سد النهضة، ولا خيار سوى دعم الوساطة الأفريقية للمفاوضات، والأفارقة لن ينسوا دور إثيوبيا في دعم القضايا الأفريقية".
وأكد مفتي على الموقف الإثيوبي الثابت بشأن "إيجاد حلول أفريقية للقضايا الأفريقية".
- السودان يطلع السعودية على مستجدات أزمة الحدود مع إثيوبيا
- السودان يطلع الكونغو على أزمة سد النهضة.. ورئيسها يعد بالتوسط للحل
وأضاف: "قضيتنا هي الاستفادة العادلة من مياه النيل ولا يوجد ما يمنع استفادة إثيوبيا في حقها من مياه النيل".
ولفت المسؤول الإثيوبي، إلى زيارة رئيسة البلاد، سهلى ورق زودي، إلى الكونغو، وقال إن "الزيارة حققت أهدافها في إطلاع الأفارقة على القضايا الراهنة مع السودان وسد النهضة".
مفتي أشار إلى أن "الإثيوبيين وقفوا مع الكونغو الديمقراطية في الأوقات العصيبة، ونعتقد أنها كدولة أفريقية لن تنسى ذلك وستعمل على إيجاد حل لمفاوضات سد النهضة".
وأوضح أن "إثيوبيا تساهم بـ86% من مياه النيل، ولا يمكن أن يكون هناك موقف يمنع إثيوبيا من الاستفادة"، موضحا أن بلاده "منذ وضعها حجر الأساس لسد النهضة أكدت التزامها عدم نيتها الإضرار بدول المصب وهو التزام ما زالت ملتزمة به".
يشار إلى أن سد النهضة التي أوشكت أديس أبابا على الانتهاء منه بعد إعلانها مؤخرا اكتمال المرحلة الأولى لعملية الملء، لا يزال محل خلاف بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان)، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنه رغم جولات التفاوض المتعددة والتي راعتها تارة الولايات المتحدة وتارة أخرى الاتحاد الأفريقي، علاوة على اجتماعات ثلاثية لم تسفر عن حل للقضايا الشائكة.
وتطرق المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية إلى قضية الحدود بين بلاده والسودان، قائلا: "أديس أبابا على حق في موقفها من قضية الحدود"، معتبرا أن "الاعتداءات الأخيرة من السودان ضربة في خاصرة العلاقات"، وفق تعبيره.
ولفت مفتي إلى أن "أديس أبابا لم تتوقع من السودان ضربة في الظهر وخيانة بانتهاكه للأراضي الإثيوبية، في وقت كانت فيه البلاد منشغلة بحرب داخلية".
وأردف قائلا: "على الدول الأفريقية التعلم من هذه الخطوة غير الموفقة من السودان".
وأضاف أن "المسؤولين على الأمر في السودان هم من يتحملون هذه الخطوة، التي كانت ضربة في خاصرة العلاقات بين البلدين ولا تمثل موقف شعبي البلدين".
وأشار إلى أن بلاده أبلغت الدول الأفريقية والدول الأخرى بما جرى من قبل السودان وموقف إثيوبيا من هذه القضية، وهو "عودة القوات السودانية إلى مواقعها قبل الأحداث ثم الجلوس للتفاوض وترسيم الحدود".
وتابع المسؤول الإثيوبي، قائلا: "نعطي الدبلوماسية أولوية، لكن لها نهاية ونحن دائما نقول مقولة واحدة عندما نصل إلى الجسر سنعبره"، في إشارة منه إلى تحديد الخطوة الثانية في حال فشل الطرق الدبلوماسية.
وأثيرت مؤخرا أزمة بين أديس أبابا والخرطوم بشأن الحدود بين البلدين حيث أعلن السودان أنه استعاد منطقة سيطر عليها إثيوبيون منذ 25 عاما، وهو الأمر الذي رفضته إثيوبيا واصفة ذلك بأنه "اعتداء" من السودان الذي دعت جيشه إلى التراجع لمواقعه السابقة على الحدود قبل تحركاته التي بدأها منذ شهرين.
وتناول مفتي، في حواره مع "العين الإخبارية" استعداد بلاده للقمة الإفريقية في نسختها الـ34 والمقرر عقدها بأديس ابابا يومي 6 و7 فبراير المقبل.
وقال مفتي إن إثيوبيا على استعداد لاستضافة القمة الافريقية، وستعمل بجهد كبير من أجل تهيئة الظروف الملائمة لاستضافة القمة والاجتماعات والأنشطة المتعلقة بها.
وأشار إلى أن إثيوبيا التي تحتضن مقر الاتحاد لديها خبرات متراكمة في مجال أعداد واستضافة القمم والمؤتمرات الدولية.
وأضاف مفتي أن أجندة الاتحاد الأفريقي ستتركز حول السلام والتنمية القتصادية والتطوير والقضايا التي تربط بين القارة الافريقية والدول الأخرى، معتبرا أبرز أحداث أجندة الدورة الجديدة هو إجراء انتخابات لمفوضيات الاتحاد الافريقي.
وختم بالقول: ستناقش القمة أجندات عن السلام والأمن والاستقرار والتنمية والتطور في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن الاستقرار والأمن هما مصلحة دول إفريقيا وما تنادي به الشعوب.