يمر على إثيوبيا هذا الأسبوع أحد أهم الاحتفالات الدينية، التي تعتبر معلما دينيا وثقافيا فريدا، يكشف عن تنوع التراث الديني لمختلف الطوائف المسيحية في البلاد.
وتعود الاحتفالية للطوائف المسيحية وهي أعياد الغطاس ويسميها البعض عيد التعميد، حيث تعود مرجعيتها الدينية إلى التوقيت الذي تم فيه تعميد السيد المسيح على نهر الأردن، فيقوم مسيحيو إثيوبيا بالاحتفال بعيد التعميد أو الغطاس، في أيام تخرج فيها التوابيت الكنسية للساحات العامة، بمشاركة أتباع الكنائس المختلفة في البلاد.
وفي الوقت نفسه في احتفالية يتفرد بها مسيحيو إثيوبيا عن باقي مسيحيي العالم، من خلال عرض مهرجان ديني يعكس التلاحم والتعاون، لإحياء الاحتفالية الخاصة بالتعميد.
وعلى الرغم من أن الاحتفالية تخص المسيحيين في البلاد، فإن من أجمل المشاهد التي قد تراها في مناطق إثيوبيا المختلفة، صور التعايش الديني، التي تكون عادة بين مختلف الأديان، خاصة المسلمين والمسيحيين «أكثر الأديان التي لديها أتباع في البلاد».
وخلال الاستعدادات لمثل هذه المناسبات، تجد المسلمين يقفون مع إخوتهم المسيحيين في أحياء العاصمة ومناطق أخرى من البلاد، من خلال تنظيف الميادين العامة والمناطق التي تقام فيها الاحتفالات كنوع من التعاون وهي توضح كيفية قبول الآخر، الذي يختلف معك في كل شيء، وهي لوحة جميلة يتم عكسها بصورة توضح مدى التعايش الذي يعكسه المجتمع الإثيوبي بكل أطيافه الدينية.
ويحدث أيضاً ذلك في أعياد المسلمين: الأضحى ورمضان، التي يظهر فيها كيف يقف المسيحيون مع إخوانهم المسلمين في جميع المناطق ويقومون بالمساعدة في تهيئة المواقع التي يؤدي فيها المسلمون صلواتهم.
ويراعي المسلمون والمسيحيون في إثيوبيا بعضهم بعضاً؛ فعندما تكون هناك تحركات لهما، يحاول المسلم أن يمهد لأخيه المسيحي الأجواء لقضاء مناسبته الدينية، وكذلك المسيحي يسعى ألا يضايق أخاه المسلم خلال أيام الجمعة في الأسواق والمناطق، خاصة تلك التي توجد فيها المساجد.
وتعتبر مشاهد التعايش الدينية في مناطق مختلفة من إثيوبيا نموذجاً يحتذى به، وليس أدل على ذلك، من أن مقاطعات مثل إقليم أمهرة بشمال إثيوبيا ومناطق هرر بشرق البلاد، تظهر فيها أكثر صور التعايش الديني، التي وصلت إلى حد التزاوج والتصاهر بين المسلمين والمسيحيين، إضافة إلى أنهم (المسلمون والمسيحيون) يشدون من أزر بعضهم بعضاً في الأفراح والأتراح، في صهر لأكثر التحديات في مجتمع يمتاز بأنه متعدد الأديان والثقافات والعقائد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة