بالصور.. 4 آلاف صائم في أطول مائدة إفطار بمدينة باتي الإثيوبية
شهدت مدينة باتي بإقليم أمهرة شمال إثيوبيا مائدة إفطار هي الأطول من نوعها بالمدينة، حيث شارك فيها 4 آلاف صائم من الفقراء والمساكين.
وفي مشهد كرنفالي رمضاني اكتست شوارع مدينة باتي بالمئات من المسلمين لتناول وجبة الإفطار الرمضاني، ليزداد المشهد روعة باصطفاف المشاركين لأداء صلاة المغرب عقب الإفطار.
والإفطار الذي أصبح حديث مدينة باتي في إقليم أمهرة شمال إثيوبيا، نظمته جمعية أبوذر الخيرية التي جمعت في مائدة إفطارها أكثر من 4 آلاف صائم بينهم 118 من الأيتام في المنطقة.
ويعد الإفطار الثاني لجمعية أبوذر الخيرية التي تعمل في رعاية وكفالة الأيتام، لكنه الأكبر من حيث الحضور والمشاركة التي ضجت بها شوارع المدينة.
وقال جمال عبده، مؤسس جمعية أبوذر الخيرية: "فكرة الإفطار جاءت لاعتبارات كثيرة في هذا الشهر المبارك خاصة ونحن جمعية ترعى الأيتام والهدف منها هو أن نعزز من القيمة التكافلية للتآخي والتآلف بين الأيتام.
وأوضح عبده، لـ"العين الإخبارية": "الأيتام يشعرون بالحزن في شهر رمضان لفقد والديهم ومن المهم أن نخرجهم من هذا الجو من خلال المشاركة في إفطار جامع مع الآخرين"، مضيفا: "بالرغم من أن الدور الرئيسي للجمعية هو رعاية ومساعدة الأيتام إلا أن هذا الإفطار كان الهدف منه هو جمع الأيتام مع الأغنياء ومحاولة مشاركتهم وتحفيزهم بهذا الشهر والشد من أزرهم".
ولفت المسؤول الأول بالجمعية إلى أن دورها هو رعاية الأيتام ومساعدتهم في تقديم المعونات والأدوات المدرسية والملابس والتأهيل وتأمين الحماية الاجتماعية لهم.
وعبر محمد أحمد، شاب إثيوبي من منطقة باتي، وناشط اجتماعي، عن سعادته لنجاح الإفطار بالحجم الذي خطط له، وقال لـ"العين الإخبارية" إن فكرة الإفطار جسدت مدى قوة التعايش والترابط الذي يتمتع به سكان مدينة باتي والقادمين إليها.
وأضاف: "الإفطار عكس الترابط الذي تعيشه المنطقة التي تمثل بوتقة انصهار للشعوب الإثيوبية المختلفة وشعوب أخرى من العرب والأفارقة والقوميات الإثيوبية المختلفة".
وأشار الناشط الاجتماعي إلى أن المائدة التي أعدتها ونظمتها جمعية أبو ذر لفتت أنظار الجميع إلى أهمية مثل هذه المبادرات التي جمعت بين الأيتام والفقراء والمساكين وطلاب العلم.
وتابع أن سكان باتي المدينة الصغيرة أثبتوا للعالم والإثيوبيين أنهم سفراء سلام وأن مدينتهم هي مدينة تعايش وسلام واستقرار تحتضن الجميع، مشيرا إلى أن مدينة باتي تعتبر إثيوبيا مصغرة.
وأضاف أن شهر رمضان له ميزة وتقليد خاص في مدينة باتي التي تجمع بين كل مكونات المجتمع الإثيوبي وما يميزه من تقاليد وعادات خاصة في الشهر الكريم بمساجدها العتيقة وحلقات الذكر والتعليم.
ومدينة باتي في شمال وسط إثيوبيا بإقليم أمهرة تعتبر من المدن التاريخية العريقة، وتمثل بوتقة انصهرت فيها جميع قوميات وشعوب إثيوبيا، فضلا عن وجود الشعوب الأخرى من العالم العربي والأفريقي.
وتزخر المدينة بآثار تاريخية إسلامية بجانب تميزها بالتعايش السلمي بين مختلف شعوبها والقادمين إليها.
كما تشتهر مدينة باتي بسوقها الكبير الذي يتخذ من المرتفعات الإثيوبية والوادي المتصدع موقعا استراتيجيا، مما شكل منه مفترقًا ثقافيًا مهمًا لشعبي أمهرة وأورومو، وشعب عفار الذين يعيشون في الصحراء المتاخمة لهذه المنطقة.