سعري مكنن رئيس الأركان الإثيوبي.. رصاص الغدر يغتال الشجاعة
مواقفه الوطنية وولاؤه للجيش ولوطنه أجبرت كل من يعرفه على احترامه، وأكسبته حب جميع القوميات الإثيوبية.
"شجاع.. وطني.. شديد الولاء للجيش ولبلاده".. هكذا يصف الجميع رئيس الأركان الإثيوبي الجنرال سعري مكنن، الذي اغتيل، السبت الماضي، أثناء محاولة انقلاب فاشلة بإقليم أمهرة.
أجبرت مواقفه الوطنية وولاؤه للجيش وللوطن كل من يعرفه على احترامه، وأكسبته حب جميع الشعوب والقوميات الإثيوبية.
وسعري مكنن حاول التصدي بكل شجاعة لمحاولة الانقلاب التي استهدفت أمن واستقرار بلاده حتى اغتالته رصاصة الغدر من حارسه الشخصي.
ولد الجنرال مكنن، 57 عاما، بمنطقة "أباغونا" في مدينة شيري بإقليم تجراي شمالي إثيوبيا، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في مدينة شيري.
وبدأ حياته العسكرية عام 1977 بالانضمام إلى جبهة تحرير تجراي التي خاضت حربا ضد نظام مينغستو هيلي ماريا العسكري 1975-1991.
وتلك الحركة كانت نواة لتشكيل الائتلاف الحالي الحاكم في إثيوبيا "الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية".
وفي العام 1996 تم ترقيته إلى رتبة العقيد، وتعُيينه نائبا لقائد الفرقة العسكرية شمال البلاد بعد سقوط نظام مينغستو العسكري.
وفي عام 1999 ونظرا لكفاءته العسكرية تم ترقيته إلى رتبة عميد، وفي عام 2006 تمت ترقيته إلى رتبة لواء (جنرال) ليتم تعيينه رئيسا لهيئة أركان الجيش الإثيوبي في يونيو/حزيران 2018 خلفا للجنرال سامورا يونس.
كما حصل سعري مكنن، على بكالوريوس العلوم الإدارية، والماجستير في العلوم الإدارية من جامعة جرين ويتش، البريطانية.
واغتيل سعري مكنن وهو برفقة أحد أقوى جنرالات الجيش الإثيوبي الجنرال المتقاعد، جزاي أبرا، قائد العمليات اللوجستية السابق، بعد أن أطلق عليهما الحارس الشخصي لرئيس هيئة الأركان النار وأرداهما قتيلين.
وكان مكنن، يتصدى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في إقليم أمهرة التي قادها الجنرال أسامنيو تسيجي، بعد أن قام باقتحام مقر حكومة الإقليم عبر مجموعة من مليشياته الموالية له، أسفرت عن مواجهات قتل خلالها حاكم الإقليم أمباوجو مكنن ومستشاره أززو واسي النائب العام بالإقليم مقبارو.
وأعلنت السلطات الإثيوبية، الإثنين، عن مقتل الجنرال أسامنيو تسيجي، مدبر محاولة الانقلاب في إقليم أمهرة، شمالي البلاد، متأثراً بجراح أصيب بها خلال ملاحقة أمنية له.
كما إعتقلت العميد تفرا مامو، قائد القوات الخاصة في إقليم أمهرة شمالي البلاد، لتورطه في محاولة الانقلاب.
وشكلت الحكومة الإثيوبية فريق تحقيقات من كبار رجال الشرطة والجيش وجهاز الأمن والمخابرات لكشف المتورطين في محاولة الانقلاب.
ووصف آبي أحمد، عملية إطلاق النار على الجنرال سعري مكنن، بأنها تمت من "جهات مأجورة" تسعى إلى تقويض النظام الدستوري بتنفيذ المحاولة الانقلابية الفاشلة في إقليم أمهرة.
والأحد الماضي، قال نغوسو طلاهون، السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في تصريحات صحفية، إن "مجموعة من العناصر المسلحة غير المعروفة حاولت الاستيلاء على المقر الرئيسي لحكومة إقليم أمهرة شمالي البلاد".
وأضاف أن "هذه المجموعة المسلحة حاصرت مقر الحكومة، وحاولت الاستيلاء عليه خلال مواجهات مع الأجهزة الأمنية أسفرت عن مقتل حاكم الإقليم، أمباجو مكنن، ومستشاره أززو واسي، والنائب العام بالإقليم مقبارو.
وأكد طلاهون أن الجيش والحكومة الفيدرالية يسيطران على الموقف تماماً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة.
وأشار السكرتير الصحفي لرئيس الوزراء الإثيوبي إلى أن السلطات ستكشف عن ملابسات محاولة الانقلاب الفاشلة لاحقاً بعد حسم الأمور.
وإقليم أمهرة هو ضمن الأقاليم الإثيوبية التسعة، ويتمتع بحكم شبه ذاتي ضمن النظام الفيدرالي المتبع في إثيوبيا.