إثيوبيا: نسعى لاتفاق بشأن السد.. والفشل سببه الأطراف الأخرى
حمل وزير المياه والري الإثيوبي، السودان ومصر، مسؤولية عدم التوصل حتى الآن لاتفاق بشأن سد النهضة، مؤكدا أن أديس أبابا مرنة جدا بالمفاوضات.
وقال سلشي بقلي، خلال مؤتمر صحفي، الجمعة، إن القاهرة والخرطوم تتخذان مسارا يعطل المفاوضات التي تسعى إثيوبيا إلى نهايتها بشكل مرض لجميع الأطراف.
وأضاف في المؤتمر ،الذي عقده بمقر وزارة الخارجية، واستعرض خلاله أداء وزارته خلال الأشهر الستة الماضية، إن "إثيوبيا غير معنية بفشل الأطراف في التوصل إلى اتفاق بشأن سد النهضة خلال الجولات 7 الماضية التي كان يرعاها الاتحاد الأفريقي."
وتابع أن الأعمال الهندسية في بناء سد النهضة وصلت إلى 91%، بينما بلغ نسبة البناء الكلية لـ 78.3%، مشيرا إلى أن إثيوبيا ستبدأ عملية الملء الثانية لسد النهضة خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وزار وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي في 30 يناير/ كانون الثاني الماضي سد النهضة، وأكد أن بناء سد النهضة يسير وفق الجدول الزمني الموضوع وعملية البناء تتقدم بشكل جيد.
وقال بقلي، في تغريدة له عقب الزيارة عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر"، إن بناء السد يسير على النحو المخطط له وبالطريقة المطلوبة، مشيرا إلى أن دعم الإثيوبيين في الداخل والخارج لاستكمال المشروع أقوى من أي وقت مضى.
ولم يتسن الحصول على رد فوري من الجانبين المصري والسوداني حول تصريحات المسؤول الإثيوبي، إلا أن الجانب السوداني طالب في وقت سابق بضرورة التوصل لاتفاق قانوني مُلزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، يحفظ ويراعي مصالح القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، مؤكدا رفضه لسياسة الأمر الواقع.
وقال وزير الخارجية السوداني عمر قمر الدين، إن بلاده عادت لمفاوضات سد النهضة على أمل دور أكبر لخبراء الاتحاد الأفريقي، عملا بشعار الحلول الأفريقية لمشاكل القارة.
وترفض الخرطوم الاستمرار فيما أسمته مفاوضات "الحلقة المفرغة"، مطالبة بتغيير منهجية التفاوض، وذلك في أعقاب اجتماع سداسي لوزراء الخارجية والري للدول الثلاث عن بعد بتقنية الاتصال المرئي.
أما على الجانب المصري فقد اتهم وزير الري محمد عبد العاطي في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، إثيوبيا بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات سد النهضة وعدم التوصل لاتفاق نهائي.
وقال في كلمة له خلال الجلسة العامة أمام البرلمان المصري، نقلتها وسائل إعلام محلية، إن "هناك تعنتا من الجانب الإثيوبي في ملف مفاوضات سد النهضة، وتراجعا في كل مرة عن البنود التي تم الاتفاق عليها".
وخلال السنوات الماضية، خاضت مصر والسودان (دولتا المصب) مفاوضات شاقة مع إثيوبيا (دولة المنبع) للتوافق حول سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق وتخشى القاهرة والخرطوم من تأثيراته السلبية.
وتعثرت المفاوضات أكثر من مرة كان آخرها نهاية العام الماضي فيما لم يتضح بعد سبل حلحلة الملف الذي مثل للدول الثلاث قضية أمن قومي.
وظلت إثيوبيا تؤكد أنها تستهدف التنمية وليس الإضرار بمصالح دولتي المصب مصر والسودان خشية تأثر حصتهما من المياه في وقت ما زالت فيه المفاوضات الثلاثية لم تصل إلى اتفاق يضمن مصالح كافة الأطراف بشأن عملية الملء والتشغيل.