إثيوبيا تطلق مبادرة بـ29 تريليون دولار لنقل الغاز عبر السكك الحديدية
أعلنت إثيوبيا توقيع اتفاقية الدولة المضيفة لإطلاق واحدة من أضخم المبادرات الصناعية والطاقية في أفريقيا، والتي تُقدر قيمتها بنحو 29 تريليون دولار أمريكي.
وتهدف المبادرة إلى إنشاء ممر اقتصادي قاري يعتمد على شبكة سكك حديدية لنقل الغاز الطبيعي المسال، بما يتيح استفادة مباشرة لأكثر من 1.2 مليار شخص في مختلف أنحاء القارة. وجاء الإعلان وفق بيان صادر عن وزارة النقل واللوجستيات الإثيوبية، وتقارير لمصادر إعلامية نيجيرية تناولت تفاصيل المشروع.
ووفق بيان وزارة النقل واللوجستيات الإثيوبية فقد وقّعت اتفاق مذكرة التفاهم بمقر الاتحاد الأفريقي الثلاثاء حيث وقعها عن الجانب الإثيوبي وزير الدولة للنقل واللوجستيات، باريو حسن، فيما وقع عن شركة “إنسايت دايناميك ريسورسز” الجهة المعنية بتطوير مبادرة الممر الاقتصادي لنقل الغاز بالسكك الحديدية الرئيس التنفيذي للشركة موسى إبراهيم كوتشي.
وأكد باريو حسن أن المبادرة تتماشى مع رؤية إثيوبيا لتوسيع بنية النقل الأخضر وتعزيز استخدام مصادر الطاقة النظيفة، مشيراً إلى أن المشروع يدعم الجهود الوطنية لمكافحة تغير المناخ ويُسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي القاري عبر ربط شبكات السكك الحديدية العابرة للحدود.
فيما نقلت مصادر إعلامية نيجيرية تفاصل المبادرة وقالت أنها شبكة سكك حديدية بطول 73,500 كيلومتر، تُصمّم لتعمل كـ “خط أنابيب افتراضي” قادر على نقل الغاز الطبيعي المسال المكثف عبر أكثر من 40 دولة في أفريقيا جنوب الصحراء، مستهدفا إعادة تشكيل المنظومة اللوجستية للطاقة في القارة.

وتشير التقارير إلى أن إثيوبيا ستكون المركز المحوري للمبادرة من خلال استضافة “المجمع الصناعي الإثيوبي”، الذي سيُنتج الهيدروجين الأخضر والحديد الأخضر، إضافة إلى خمسة ملايين طن من الصلب الأخضر سنويا بحلول عام 2030. ويمثل هذا الإنتاج ركيزة أساسية للتحول الصناعي الذي تستهدفه المبادرة، والذي يُقدر بنحو 29 تريليون دولار في مختلف القطاعات الأفريقية.
وتتوقع جهات فنية وفق المصادر النيجيرية أن تُسهم الشبكة في تقليص الاعتماد على الوقود الحيوي التقليدي، مع إمكانية خفض الانبعاثات المرتبطة بالكتلة الحيوية بنسبة تصل إلى 75%، وهو ما يتوافق مع أهداف أفريقيا في التحول إلى الطاقة النظيفة وإزالة الكربون.
وتُعد مبادرة نقل الغاز بالسكك الحديدية المعروفة أيضاً باسم “نهر الطاقة الحديدي” نموذجا بديلا لخطوط الأنابيب العابرة للدول، متجاوزة التعقيدات المالية والسياسية التي لا يزال كثير من البلدان الأفريقية يواجهها. ويُنتظر أن يتيح هذا النموذج وصولا أفضل للطاقة في المناطق المحرومة، ويفتح المجال أمام الصناعات المحلية للاعتماد على مصادر طاقة موثوقة ومنخفضة الانبعاثات.

وتحظى المبادرة بدعم تحالف تقني يضم شركات كبرى مثل مجموعة SMS الألمانية وشركة Wabtec الأمريكية، المسؤولة عن توفير الحلول الهندسية والتكنولوجية المتقدمة اللازمة لتنفيذ الشبكة وتشغيلها.
وفي تصريح يعكس الأبعاد التنموية للمشروع، قال موسى إبراهيم كوتشي، مؤسس المبادرة:
"لا يمكن لأفريقيا أن تحقق التصنيع بالاعتماد على الفحم والحطب. نحن نُقايض مستقبل القارة من أجل تلبية احتياجات اليوم. ويُعد نقل الغاز بالسكك الحديدية حلا عمليا لإيصال الطاقة إلى المناطق التي لا تصلها خطوط الأنابيب التقليدية."
خطوات تنفيذية وقمة قارية مرتقبة في أديس أبابا
فيما أعلنت وزارة النقل واللوجستيات الإثيوبية في بيانها أن أديس أبابا ستستضيف خلال الأشهر المقبلة مؤتمر أعمال رئيسي يضم أكثر من 1000 مشارك من مختلف أنحاء أفريقيا، لمناقشة المرحلة التنفيذية التالية للمبادرة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNCA= جزيرة ام اند امز