"أوروميا" و"الصومال" بإثيوبيا.. تنمية مشتركة تقبر توترات الماضي
سنوات من النزاعات الحدودية والقبلية يطويها إقليما "أوروميا" و"الصومال" بإثيوبيا، في تحول لافت يقبر توترات قضت مضجع أكبر أقاليم البلاد.
حقبة مظلمة تسدل ستارها بتوقيع الإقليمين اتفاق سلام استراتيجي وتاريخي أساسه التنمية المشتركة وتحويل الحدود إلى مناطق لتبادل المنافع.
ونص اتفاق السلام الذي رحب به رئيس الوزراء الإثيوبي آبي احمد واعتبره إنجازا تاريخيا، على تحويل الحدود بين الإقليمين إلى مناطق للتنمية المشتركة وإنهاء النزاعات الحدودية.
وقال آبي أحمد، في كلمة، إن تنفيذ اتفاق السلام والتنمية المشتركة بين إقليمي "أوروميا" و"الصومال" الإثيوبيين سيكون له تأثير كبير ونواة للاستقرار والتنمية المستدامة في البلاد.
ووقع حاكما إقليمي أوروميا؛ شيملس أبديسا، والصومال؛ مصطفى محمد، اتفاقية تعزيز السلام والتنمية المشتركة، بحضور وزيرة السلام مفرحات كامل، تشمل كامل الحدود المشتركة والممتدة بينهما لنحو 1400 كيلومتر.
وبتوقيع الاتفاق، تنتهي سنوات من التوترات والنزاعات بسبب التنافس على الأراضي والموارد على حدودي الإقليمين الذين يعتبران من أكبر أقاليم إثيوبيا من حيث المساحة والسكان.
ومن المتوقع أن تعمل الاتفاقية على تعزيز التكامل والتعاون بمشاريع البنى التحتية في 12 منطقة حدودية بكلفة تعادل نحو 5 ملايين دولار، فضلا عن تعزيز العلاقات بين سكان الإقليمين.
من جانبها، أشادت وزيرة السلام مفرحات كامل بالاتفاق التاريخي، وقالت في كلمة لها، إن هذا النوع من الفيدرالية التعاونية هو الذي تتطلع إليه إثيوبيا القائمة على الاحترام والمساواة والازدهار المشترك.
ويتمتع إقليما "أوروميا" و"الصومال" بحكم شبه ذاتي، في إطار نظام الحكم الفيدرالي المتبع في إثيوبيا المكونة من 10 أقاليم، والتي بدأت الحكم الفيدرالي بعد سقوط نظام منغستو هايلي ماريام عام 1991.
ويعد شعوب الإقليمين من أقدم سكان منطقة القرن الإفريقي، ورغم عدم وجود تقدير دقيق لتاريخ وجودهم بالمنطقة، إلا أن معطيات كثيرة توحي بأنهم يقطنون المنطقة منذ نحو 7 آلاف سنة، بحسب مراجع تاريخية.