إثيوبيا بأسبوع.. دعم أوروبي وائتلافات معارضة جديدة وإصابات بالكوليرا
ائتلافات حزبية جديدة وحملة لمكافحة التلوث واكتشاف إصابات بالكوليرا ودعم أوروبي شكلت أبرز أحداث الأسبوع الماضي في إثيوبيا.
ائتلافات حزبية جديدة استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة، ودعم أوروبي لرئيس الوزراء آبي أحمد، وحملة لمكافحة التلوث واكتشاف إصابات بالكوليرا، شكلت أبرز أحداث الأسبوع الماضي في إثيوبيا.
- مسؤول أممي: تعديلات إثيوبيا على قانون اللاجئين تجعله بين الأفضل عالميا
- الاتحاد الأوروبي يؤكد دعمه لإصلاحات آبي أحمد في إثيوبيا
وعلى الصعيد السياسي، شهدت إثيوبيا الأسبوع الماضي تدشين ائتلاف ثانٍ لقوى المعارضة الإثيوبية خلال الأسبوع الماضي.
تحالفات جديدة
واتفقت 5 أحزاب إثيوبية، الإثنين الماضي، على تشكيل ائتلاف معارض يوحدها لمنافسة الائتلاف الحاكم وقوى المعارضة السياسية الأخرى.
والأحزاب التي يضمها الائتلاف الجديد الذي أطلق عليه "الحزب الديمقراطي الإثيوبي الموحد" هي: المجلس الانتقالي الوطني، حركة الشعوب الإثيوبية، حزب الفصح الإثيوبي الديمقراطي (توسا)، اتحاد شعوب أومو الديمقراطي، وحركة نجوم جنوب إثيوبيا الخضراء الديمقراطية.
ويعتبر هذا الائتلاف الثاني من نوعه خلال الأسبوع الماضي، حيث شهدت إثيوبيا الجمعة الماضي تحالفا جديدا للمعارضة الإثيوبية بزعامة رئيس "قنبوت سبات" برهانو نغان.
وأطلق عليه "حزب المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الاجتماعية"، ويهدف إلى المحافظة على التداول السلمي للسلطة، ونبذ العنف وسياسة الإقصاء والتهميش، وتوسيع الحريات السياسية.
واعتبر مراقبون في أديس أبابا التحالفات الجديدة لقوى المعارضة الإثيوبية بأنها خطوة مهمة تصب في صالح العملية السياسية، التي تشهد تحولات يمكن أن تفضي إلى نظام سياسي تعددي يضمن عملية الانتقال السلمي للسلطة.
استعدادات انتخابية مبكرة
وفي أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، قال مهتمون بالشأن الإثيوبي إن تشكيل تحالفين خلال أسبوع واحد يعد تحولا كبيرا لقوى المعارضة التي بدأت في تضييق شقة الخلافات استعدادا للانتخابات البرلمانية العامة مايو/أيار 2020، والذي يتطلب استعدادا مبكرا، لحجم المنافسة التي ستشهدها هذه الانتخابات بعد عملية الإصلاح وعودة أحزاب المهجر والحركات المسلحة.
محمد صالح، أحد المهتمين في الشأن الإثيوبي، قال إن تحالفات الأحزاب السياسية المعارضة الجديدة سيسهل من عملية المنافسة، فضلا عن أنه سيعطيها قوة في الانتخابات المقبلة.
وأضاف صالح، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن التحالفات الجديدة مهمة جدا، لحجم وعدد الأحزاب المعارضة الذي وصل إلى 107 أحزاب سياسية، ما يجعل عملية المنافسة صعبة فضلا عن التقاطعات بينها.
وتفاءل صالح بمستقبل الأيام المقبلة قائلا: إن "توحد قوى المعارضة سيعزز من الممارسة السياسية في البلاد، لأنه بوجود معارضة قوية ستكون هناك حكومة قوية تتحسب للمعارضة في كل خطواتها وسياساتها".
انتخابات حاسمة
في المقابل، يرى عبدالفتاح السماني، المختص في شؤون القرن الأفريقي، أن الانتخابات العامة المقبلة التي ستشهدها البلاد العام المقبل ستكون ساخنة وحاسمة في تاريخ البلاد.
وأوضح، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن هذه التحولات السياسية ستفضي إلى مناخ سياسي مواتٍ لجميع الأحزاب.
وقال إن الانتخابات المقبلة ستكون الأولى من نوعها في مشاركة جميع التنظيمات والأحزاب السياسية والحركات المحظورة التي أقصيت من البلاد خلال الفترة الماضية، فضلا عن المناخ السياسي المتاح الذي أفضى لتشكيل تحالفات قوية ستحدث منافسة شرسة مع الائتلاف الحاكم.
وأضاف أن توحيد المعارضة في ائتلافات يؤكد تعافي هذه الأحزاب من النظرة الحزبية الضيقة، وتحملها مسؤولياتها بوضع بصمتها في السياسة الإثيوبية التي لطالما تميزت بالإقصاء والتهميش.
وأشار إلى أن توحد قوى المعارضة يسهل عملية المنافسة، ويعطي خيارات للشعب الإثيوبي الذي سيكون الفيصل فيمن يتولى قيادته.
ونوه السماني إلى أن ما تشهده الساحة السياسة في البلاد يبشر بمستقبل مشرق للبلاد، التي أقعدتها الانقسامات السياسية والنظرة الحزبية الضيقة، لتتجه إلى التنمية والتحول الديمقراطي.
دعم أوروبي
وشهدت إثيوبيا الأسبوع الماضي دعما من الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان، إيمون جيلمور، للإصلاحات التي ينتهجها رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
دعم جيلمور جاء خلال لقائه رئيسة إثيوبيا سهلى ورق زودي في أديس أبابا، الإثنين الماضي، حيث بحثا خلاله أوجه التعاون بين مفوضية حقوق الإنسان الأوروبية وأديس أبابا.
وتناول اللقاء عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك بين إثيوبيا ومفوضية حقوق الإنسان الأوروبية والشراكة الاستراتيجية بين الطرفين.
وأشاد "جيلمور" بعملية الإصلاح في أديس أبابا، مؤكداً التزام الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعمه هذه الإصلاحات من أجل تنمية ورفاهية الشعب الإثيوبي.
وشكّل التحول السياسي الذي تعيشه إثيوبيا منذ تولي آبي أحمد رئاسة الحكومة في أبريل/نيسان 2018 ملمحا بارزا في سياساته الداخلية والخارجية، كما مثَّلت خطواته المتسارعة نحو إصلاح سياسي منشود نموذج تحتذي به دول المنطقة.
وفي مسعى منه لتحقيق هذا الهدف يسابق رئيس الوزراء الإثيوبي الزمن من أجل تعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، بهدف إعادة وضع بلاده على طريق مواصلة نهوضها الاقتصادي، وتجنيبها صراعات سياسية أو عسكرية محتملة.
حملة لمكافحة التلوث
وعاشت مدينة أديس أبابا الأحد الماضي يوما خاليا من السيارات، في إطار حملة لخفض تلوث الهواء في العاصمة الإثيوبية والمدن الأخرى.
ويهدف هذا الحدث إلى تخفيض طويل الأجل في تلوث الهواء، من خلال تخصيص يوم خالٍ من السيارات نهاية كل أسبوع، وتشجيع السكان على ركوب الدراجات أو المشي على الأقدام.
وزير الصحة الإثيوبي أمير أمان، الذي أطلق هذه المبادرة، يستهدف منها التصدي للانبعاثات السامة من السيارات الأكثر تلويثاً في العاصمة والمدن الأخرى، وبذل كل الجهود الممكنة من أجل حماية المواطنين، وتشجيعهم على المشي وركوب الدراجات.
وشهدت عشرات الطرق بأديس أبابا إغلاقا تاما أمام السيارات، لتتيح الفرصة للأطفال للعب في الشوارع والتمتع بهواء نظيف.
إصابات الكوليرا
أما الحدث الثاني الذي شهدته إثيوبيا الأسبوع الماضي، تسجيل 175 حالة إصابة بالكوليرا، حيث أعلنت السلطات الإثيوبية، الأربعاء الماضي، تسجيل 175 حالة إصابة بالكوليرا بإقليم أمهرا شمالي إثيوبيا، والاشتباه في حالات أخرى.
ونقل التلفزيون الإثيوبي عن نائب المدير العام لمعهد الصحة العامة الإثيوبي الحكومي الدكتور بيني مجوس أن حالات الإصابة كانت في محافظة "أبرقلي" ومنطقتي "واق شمرا" و"بيدا" دون حدوث وفيات.
وأوضح الدكتور بيني مجوس أنه تم إرسال 250 طبيبا للمناطق التي انتشرت بها الكوليرا، فيما اتخذت كل الإجراءات للسيطرة عليها.
و"الكوليرا" مرض يسبب إسهالاً حادًا يمكن أن يودي بحياة المريض خلال ساعات، إذا لم يخضع للعلاج، ويتعرّض الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية، وتقل أعمارهم عن 5 سنوات بشكل خاص لخطر الإصابة بالمرض.
aXA6IDMuMTM5LjgzLjI0OCA= جزيرة ام اند امز