إثيوبيا بأسبوع.. اجتماع للائتلاف الحاكم ودعم "العسكري السوداني"
ملاحقة مدير المخابرات السابق بجرائم ضد الإنسانية والاحتفال باليوبيل الذهبي لاتحاد الصحفيين وتشييع جثمان نجاسو قدادا أبرز أحداث إثيوبيا
شهد الأسبوع الماضي في إثيوبيا أحداثا بارزة بينها اجتماع للائتلاف الحاكم ودعوة رئيسة البلاد، سهلي ورق زودي، لدعم المجلس العسكري السوداني وكذلك تشييع جثمان الرئيس الأسبق نجاسو قدادا.
كما وجه النائب العام الإثيوبي، برهانو سجاي، اتهامات لمدير جهاز الأمن والمخابرات السابق جيتاتشو أسفا و25 من معاونيه بارتكاب "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان.
- إثيوبيا تلاحق مدير الاستخبارات السابق لتورطه بجرائم ضد "حقوق الإنسان"
- إثيوبيا تحتفل بالذكرى الـ50 لتأسيس اتحاد الصحفيين
دعم المجلس العسكري السوداني
وخلال كلمتها بفعاليات منتدى (تانا) الثامن للسلم والأمن في إفريقيا بمدينة بحردار الإثيوبية، الأحد، دعت رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي، دول القارة السمراء إلى دعم المجلس العسكري الانتقالي في السودان.
وقالت زودي إن التطورات والتحولات الجيوسياسية الهائلة التي شهدتها منطقة القرن الأفريقي، فتحت فصلاً جديداً للتكامل الإقليمي بالمنطقة.
وأضافت أن أديس أبابا ومنطقة القرن الأفريقي تتابعان الأوضاع في السودان، وتعهد المجلس العسكري الانتقالي بتسليم السلطة لمدنيين، داعية جميع أصحاب المصالح في الخرطوم إلى الحوار وإدارة الأمور بحكمة من أجل تجاوز التحديات التي يمر بها هذا البلد.
وأشارت إلى أن أمن واستقرار السودان لا ينفصل عن أمن واستقرار دول القرن الأفريقي، ما يستوجب من دول المنطقة الوقوف مع الخرطوم ودعمها، والتضامن معها لضمان انتقال سلمي للسلطة يلبي تطلعات وطموحات الشعب.
ويشهد السودان اختلافا في المواقف بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى إعلان الحرية والتغيير بشأن تشكيل السلطة الانتقالية المدنية.
ويرى المهتم بالشأن الأفريقي محمود عمر أن دعم إثيوبيا وحرصها الشديد والمتكرر لاستقرار الأوضاع في السودان يأتي من منطلق إيمانها بأن الخرطوم تمر بمرحلة مهمة في تاريخها السياسي وأن استقرارها مهم جدا لأديس أبابا التي تتأثر مباشرة بالأوضاع هناك سياسيا وأمنيا واجتماعيا واقتصاديا.
ويضيف عمر، في حديث مع "العين الإخبارية"، أن شواهد التاريخ تؤكد ارتباط استقرار إثيوبيا والسودان معا وأن أي انعدام للاستقرار تترتب عليه آثار على البلدين، فضلا عن الحدود الشاسعة المشتركة بينهما والتي تتطلب استقرارا حتى لا تصبح أرضا خصبة للمعارضات المناوئة والحركات الإرهابية.
المحلل السياسي عبدالسلام الأمين يرى أن الإدارة الجديدة في إثيوبيا ستسعى إلى دعم السودان حتى يتمكن من تجاوز هذه المرحلة وتفضي إلى حكومة مدنية، يستطيع من خلالها البلدان وضع أسس لعلاقات استراتيجية لا تتأثر بزوال الحكومات، علاقات مبنية على الحفاظ المشترك لمصالح شعبي البلدين.
وأضاف في حديث مع "العين الإخبارية: "هذا ما أكدته الجهود الدبلوماسية المتسارعة التي تبذلها أديس أبابا على المستويين الإقليمي والدولي، فضلا عن أول زيارة لوزير الخارجية الإثيوبي الجديد غدو أندرجاتشاو، الأحد، للخرطوم ولقائه الفريق عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان".
اجتماع للائتلاف الحاكم
وشهدت إثيوبيا، الأسبوع الماضي، اجتماعا للجنة التنفيذية للائتلاف الحاكم (الجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية)، الثلاثاء، دعا إلى ضرورة الإسراع إلى الإصلاح الاقتصادي.
وأقرت اللجنة، وفقا لبيان لها، بإخفاق الحكومة في خفض نسبة التضخم التي وصلت نسبته 13% إلى جانب نقص العملة الأجنبية.
وأشارت إلى أن اعتماد البلاد على نموذج تمويل التنمية وسوء إدارة مشاريع المؤسسات العامة أدى إلى تدهور الاقتصاد.
واتخذت اللجنة عدة قرارات من أجل تخفيف عبء ديون البلاد، تم بموجبها حظر المؤسسات العامة مؤقتا من الحصول على قروض من الممولين وتعليق القروض التي لها فترات استحقاق قصيرة.
ودعت اللجنة إلى ضرورة الإسراع إلى الإصلاح الاقتصادي من أجل تسجيل النمو الاقتصادي بشكل مستدام، وتحسين الاقتصاد المالي وتعزيز التصدير، وكذلك تحديث النظام الضريبي ومنع التهريب، مؤكدة أن هذه المجالات ستكون من أولويات الحكومة.
كما أكدت تحسين إنتاجية القطاعين الزراعي والحيواني، وضمان الاكتفاء الذاتي في القمح والشعير وزيت الطعام والمواد الخام، وأنه سيتم أيضا الاهتمام بقطاعات التعدين والتصنيع والسياحة.
الذكرى الـ50 لاتحاد الصحفيين
وشهدت إثيوبيا كذلك إحياء اتحاد الصحفيين الإثيوبيين، الثلاثاء، الذكرى الـ50 لتأسسيه في العاصمة أديس أبابا، برعاية سفارة دولة الإمارات وبمشاركة عدد كبير من الصحفيين وممثلي القنوات والوكالات الأجنبية والمحلية.
وهنأ سفير الإمارات لدى أديس أبابا محمد سالم الراشدي اتحاد الصحفيين الإثيوبيين بمناسبة مرور 50 عاما على تأسسيه، قائلا: "مشاركة الإمارات احتفالات الصحفيين الإثيوبيين تنبع من إيمانها الراسخ بدور الإعلام في تنمية المجتمعات وتقدمها ووحدتها".
وأضاف الراشدي، في بيان، أن احتفالات الاتحاد تتزامن مع احتفال الإمارات بعام التسامح، ما يؤكد الدور المهم للإعلام في نبذ الكراهية والعنف، ودعم التعايش السلمي والحوار بين الشعوب.
وتابع: "كما تتزامن مع استضافة إثيوبيا لليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي أحدثت فيه أديس أبابا تحولات هائلة في مجال حرية الإعلام"، مؤكدا استعداد سفارة الإمارات في إثيوبيا التعاون الكامل مع مختلف وسائل الإعلام في الدولة.
تشييع جثمان نجاسو قدادا
وشهدت أديس أبابا، الأحد الماضي، تشييع جثمان الرئيس الإثيوبي الأسبق، نجاسو قدادا، الذي توفي في 27 أبريل بألمانيا، عن عمر يناهز 76 عاماً تولى خلالها رئاسة البلاد لمدة 7 أعوام.
وتمت إقامة تأبين رسمي بأديس أبابا بحضور رئيسة إثيوبيا سهلي ورق زودي، ونائب رئيس الوزراء دمقي مكنن، وكبار المسؤولين والوزراء والسفراء، ورئيس وزراء السابق هيلي ماريام ديسالين.
ونقل جثمان الرئيس الإثيوبي قدادا إلى كنيسة القديس بطرووباولوس بأديس أبابا، وحضر رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، مراسم الدفن بالكنيسة.
وأعلنت الحكومة الإثيوبية، الإثنين، يوم حداد وطنيا على الرئيس الأسبق نجاسو قدادا.
ملاحقة مدير الاستخبارات السابق
والثلاثاء الماضي، وجه النائب العام الإثيوبي برهانو سجاي، اتهامات لمدير جهاز الأمن والمخابرات السابق جيتاتشو أسفا و25 من معاونيه بارتكاب "انتهاكات جسيمة" لحقوق الإنسان، والاستغلال السيئ لسلطاته والإضرار بالإثيوبيين والتعذيب والاعترافات القسرية والاغتصاب والصعق بالكهرباء والاحتجاز التعسفي للأشخاص، وإدارة سجون سرية".
واليوم الجمعة، أصدرت المحكمة الفيدرالية الإثيوبية في أديس أبابا، الجمعة، أمرا بضبط وإحضار أسفا، و3 من كبار معاونيه، لتورطهم في جرائم ضد حقوق الإنسان، بحسب التلفزيون الرسمي.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مدير جهاز الأمن والمخابرات جيتاتشو أسفا ورئيس الأركان سامورا يونس.
وعين آبي أحمد، الجنرال آدم محمد مديرا عاما لجهاز الأمن والمخابرات خلفا لأسفا، كما عين الجنرال سعري مكونن رئيسا لأركان قوات الدفاع الوطني.
وتُعَد التعديلات التي أجراها رئيس الوزراء الإثيوبي الأولى من نوعها منذ فترة طويلة؛ إذ شغل كل من مدير جهاز الأمن والمخابرات "جيتاتشو أسفا" ورئيس الأركان سامورا يونس هذين المنصبين لأكثر من 18 عاما.