"حراك انتخابي".. إثيوبيا تضبط عقارب السباق
سباق محموم يضبط عقارب الانتخابات الإثيوبية مع بدء العد التنازلي لاستحقاق مصيري يتخلله "حراك انتخابي" كثيف.
انتخابات عامة تستعد إثيوبيا لإجرائها الإثنين المقبل، وتقف الأحزاب المتنافسة على خط سباق ساخن بتكثيف حراكها الانتخابي للتنافس على فرص اقتراع برلماني يشارك فيه نحو 46 حزبا سياسيا تمثل مختلف التيارات بالبلاد.
"حراك انتخابي" محموم تخوضه 5 أحزاب تعتبر الأوفر حظا، وهي الازدهار الحاكم والمواطنين الإثيوبين من أجل العدالة الإجتماعية المعروف بـ"إيزيما"، وحزب "إنات"، إضافة إلى الحركة الوطنية لشعب أمهرة المعروفة بـ"أبن"، وحزب بالدراس الذي يتنافس على العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فقط.
وتعتبر هذه الأحزاب الأبرز والأوفر حظا في الحصول على مقاعد لها بالانتخابات البرلمانية المقبلة، مقارنة ببقية الأحزاب الأخرى، غير أن حزب الازدهار لا يزال يتصدر قائمة الأوفر حظا، فيما ستكون العاصمة أديس أبابا أمام منافسة شرسة بين أربعة أحزاب وهي الازدهار وبالدراس وإيزيما إلى جانب حزب إنات.
وتحاول الأحزاب السياسية الإثيوبية استقطاب مؤيديها بغية تأمين أصوات لها بالانتخابات سواء منفردة أو في إطار تحالفات، وسط توقعات بمنافسة شديدة بين هذه الأحزاب المتنافسة.
وينتظم الاقتراع بإشراف من مجلس الانتخابات الإثيوبي، وهو هيئة دستورية مستقلة، أنشئت في عام 1992.
وتأتي أهمية هذه الانتخابات وصعوبتها في ذات الوقت بالنسبة لإثيوبيا كونها تنعقد في ظل أوضاع أمنية وتقاطعات سياسية تتجاوز الإطار المحلي إلى الإقليمي.
فأديس أبابا تواجه تحديات أمنية وسياسية داخلية تمثلت في تبعات عملية إنفاذ القانون التي شهدها إقليم تجراي (شمال) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إلى جانب أعمال عنف شهدتها بعض مناطق البلاد.
أما التحديات الخارجية فتشمل النزاع الحدودي مع السودان، وملف سد النهضة الذي ظل يشكل أحد التحديات في علاقات إثيوبيا مع دولتي المصب السودان ومصر، فضلا عن الثقل الإثيوبي لدول المنطقة، مما يجعل من الانتخابات أمرا محوريا تنعكس نتائجه داخل البلاد وخارجها .
حزب الازدهار
وتشكل الحزب الحاكم الذي يقوده رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2019، بعد أن أعلن الأخير ميلاد الحزب باندماج 8 أحزاب كانت تشكل الائتلاف السابق "الجبهة الديمقراطية الثورية".
وتبدو فرص فوز حزب الازدهار الحاكم بالانتخابات المقبلة واعدةً، كونه الحزب الحاضر بقوة على الساحة السياسية الإثيوبية، فضلا عن توفر الإمكانيات المادية والتنظيمية التي وسعت نطاق عضويته وانتشاره، مما مكَّنه من الترشح في كل الدوائر الانتخابية على مستوى البلاد.
ويعول الحزب الحاكم لتحقيق فوزه على رصيده من الإنجازات التنموية التي قدمها للشعب الإثيوبي خلال الفترة القصيرة الماضية، وعبر عنها في حملاته التي جاءت مدعومة بافتتاح مشروعات البنية التحتية من طرق وخدمات تنموية مختلفة في أديس أبابا ومختلف أقاليم البلاد، على يد آبي أحمد.
وشكلت تلك البرامج العملية علامة بارزة لتصدر حزب الازدهار ساحة التنافس للفوز بالاستحقاق الانتخابي القادم .
حزب إيزيما
حزب المواطنين الإثيوبيين من أجل العدالة الإجتماعية المعروف بـ"إيزيما"، يعتبر المنافس الأبرز لحزب الازدهار الحاكم في مختلف أقاليم البلاد، رغم حداثته، غير أن العاصمة أديس أبابا ستكون المعركة الحاسمة بين الحزبين.
ونجح الحزب الفتي في حجز مقعد متقدم في المنافسة ويعتبر من القوى السياسية التي سيكون لها ثقل في الانتخابات، حيث يترشح الحزب في معظم أنحاء إثيوبيا، واستطاع أن يخلق قاعدة شعبية واسعة في فترة وجيزة، وهو من الأحزاب التي عملت في صمت طيلة السنوات الثلاثة الماضية .
وتمكن الحزب من تأسيس قاعدة شعبية عريضة من خلال أيديولوجيته التي ترتكز على المواطنة الإثيوبية، وهي من القضايا التي غابت نسبيا طيلة العقود الماضية، والتي من الممكن أن تمنح الحزب أفضلية.
والحزب يتزعمه السياسي المعارض البارز "برهانو نغا"، وهو حزب ليبرالي حديث تشكل في مايو/ أيار 2019 ، عقب اندماج 7 أحزاب سياسية وهي "غينبوت سبات، والحزب الديمقراطي الإثيوبي، والحزب الديمقراطي لعموم إثيوبيا وحزب سيماوي، وحزب الجيل الجديد وحركة غامبيلا الإقليمية، وحزب الوحدة من أجل الديمقراطية العدالة".
حركة "أبن"
يدخل دائرة المنافسة حزب الحركة الوطنية لأمهرة، وهو حزب سياسي قومي تم إنشاؤه في يونيو/ حزيران 2018 في مدينة بحر دار بإقليم أمهرة ويتزعمه السياسي الشاب بلطا مولا .
وبلا شك ستكون لهذا الحزب مساحة واسعة في ميدان المنافسة أمام الحزب الحاكم بجانب الأحزاب الأخرى، فانطلاقه من دائرة القومية سيفتح أمامه فرصا في ظل التقاطعات الإثنية التي انبنت عليها هيكلة الدولة الإثيوبية خلال الـ27 عاما الماضية تحت حكم الائتلاف السابق الحاكم بالفيدرالية الإثنية .
وحزب "أبن" استبق "حراكه الانتخابي" بتشكيل تحالف مع حزب بالدراس من أجل الديمقراطية الحقيقية، الذي تشكل حديثا وينافس على العاصمة الإثيوبية أديس أبابا فقط، وشكلا تحالفا لخوض الانتخابات حيث تنازل حزب أبن لحزب بالدراس على المنافسة في العاصمة، فيما سينافس "أبن" على إقليم أمهرة ومدينة دريداوا التي تتمتع بحكم ذاتي كما هو حال مدينة أديس أبابا، وسينافس حزب أبن في منطقة متكل بإقليم بني شنقول جومز.
حزب بالدراس
دخل في تحالف مع حزب الحركة الوطنية لأمهرة "أبن"، وأنشئ كمنظمة مجتمع مدني لحماية الحقوق السياسية والاقتصادية لسكان أديس أبابا، ويعتبر أول حزب سياسي على مستوى العاصمة، وهو يميني تأسس في يناير/ كانون الثاني 2020.
يتزعمه الصحفي والناشط الحقوقي السجين إسكندر نغا الذي تم اعتقاله العام الماضي عقب أحداث مقتل المغني الأورومي هتشالو هونديسا، غير أنه أعلن خوض الانتخابات من داخل محبسه بعد موافقة مجلس الاقتراع على قرار المحكمة العليا بحقه في الترشح، ما يجعل منه أول زعيم معارض يخوض السباق من داخل السجن، فيما لا يزال مصيره غامضا في حال فوره.
حزب إنات
من بين الأحزاب الأكثر قوة في ميدان المنافسة الانتخابية وربما يحل بالمرتبة الخامسة، وهو حزب معارض يختلف عن منافسيه باعتباره من الأحزاب الأكثر حداثة مقارنة بتلك الأحزاب، ورغم حداثته لكنه يتميز بطرحه فكرا يتراوح بين المحافظة والديمقراطية الاجتماعية والليبرالية، ويدعو إلى ضرورة إلغاء الفيدرالية القائمة على العرق واستبدالها بالفيدرالية الجغرافية.
ويتبنى حزب إنات (تعني الأم) مبادئ الديمقراطية الاجتماعية في قضايا العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروة والمحافظة على الثقافة والهوية والدين، ويسعى إلى إعادة مجد إثيوبيا وحضارتها القديمة من خلال العمل على المعرفة والهوية والثقافة والتقاليد السابقة مع إصلاح نظام الحكم.
وتعود نشأة الحزب إلى العام الماضي حيث تأسس بعيدًا عن نفوذ الفاعلين السياسيين، عكس غالبية الأحزاب السياسية الموجودة في البلاد، ومعظم مرشحيه من خريجي الجامعات ويطغي عليهم الشباب.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، تم تسجيل "إنات" كحزب سياسي من قبل مجلس الانتخابات الإثيوبي من أجل خوض الانتخابات، ويشارك بـ 583 مرشحًا، وهو ثالث أكبر حزب من بين 46 حزبًا بعد الازدهار وإيزيما.
aXA6IDMuMTQ0LjEwMC4yNTIg
جزيرة ام اند امز