المدّاح الإثيوبي عبدالوهاب بدر الدين.. 25 عاما في رحاب الإنشاد الديني
منذ نعومة أظفاره برع في الإنشاد الديني ومدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. إنه المداح الإثيوبي عبدالوهاب بن الشيخ بدر الدين.
وامتد عطاء عبدالوهاب في هذا المجال لأكثر من ربع قرن، قضاها في نظم شعر المديح وتلحينه ليطرب مستمعيه بأعذب الكلمات والألحان.
ويقول عبدالوهاب، 40 عاما، لـ"العين الإخبارية": "بدأت في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ وقت مبكر في الـ15 من عمري والتزمت بهذا العمل الفني في محبته مادحا ومنشدا لأكثر من 25 عاما".
وأوضح المداح الإثيوبي أن جميع المدائح النبوية التي يقوم بها كتبت في مركز "زبي مولا" الإسلامي في إقليم شعوب جنوب البلاد، وقال إن هذه المدائح يقدمها بمختلف اللغات منها 10 بالمائة باللغة الأمهرية و90 بالمائة من المدائح كانت باللغة العربية.
ولفت عبدالوهاب إلى أن مركز زبي مولا بجنوب البلاد مازال يؤلف عددا من المؤلفات الدينية وخاصة مدائح الرسول التي تحمل رسالة عن صفات الرسول وسيرته وحياته وأخلاقه وأهله.
ومع حلول شهر رمضان الفضيل في إثيوبيا تبدأ معه أسطوانات الأناشيد الدينية بالظهور في الأسواق، ويهتم كثير من مسلمي إثيوبيا بتجهيز فلاشات بالأناشيد والمدائح الدينية والتي يطلق عليها محليا "المنظومة".
و"المنظومة" هي أناشيد ومدائح دينية يؤديها مدّاحون؛ حيث يستخدمون آلة الطبل خلال مدحهم للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والصحابة، وتُقام طوال ليالي شهر رمضان الكريم في حلقات ذكر.
ويتم تأليف "المنظومة" باللغات المحلية كالأمهرية والتجرينية والأورومية والصومالية والعفرية، ويمكن سماعها في المحال التجارية بل إن أغلب المسلمين يحتفظون بها على هواتفهم الجوالة.
وتابع عبدالوهاب أن رصيده من الأشرطة الدينية في المديح بلغ نحو 9 أشرطة، ومازال عطاؤه مستمرا، مؤكدا أن مسيرته بدأها منذ عام 1996، وقريبا سيصدر شريطا جديدا حول مدح الرسول هو العاشر له.
وأضاف عبدالوهاب: "مهنة مدح الرسول تنتقل من جيل لآخر وأنا حاليا نقلت هذه المهنة إلى من يليني وهكذا يستمر العمل الفني المتخصص في المديح ونشر القيم الفاضلة".
وحول أهمية المنظومة للمسلمين في إثيوبيا وأهدافها قال عبدالوهاب: "الهدف من تقديم المنظومة بإيقاعات مختلفة يتمحور حول توعية الأمة بحب الرسول وسيرته وأغلب الناس لا يقرؤون ولا يكتبون ولذا عن طريق المنظومة يمكن أن يتعلموا عن دينهم وسيرة رسولهم وهي طريقة تعليمية رائعة، وهي وسيلة مهمة في نشر الدين وتعاليمه".
وأكد عبدالوهاب أن سماع المدائح والأناشيد الدينية والتي تعرف في إثيوبيا بـ"المنظومة" تجد رواجا كبيرا خلال شهر رمضان.
ويعتبر المداحون أن تقديم "المنظومة" في رمضان فرصة للتقرب إلى الله تعالى، بذكر نبيه صلى الله عليه وسلم، والتغني بشمائله ومعرفة سيرته العطرة وتذكير الناس بخصال الصحابة.