"أرغوبا".. قومية إثيوبية ترفع شعار "الاكتفاء الذاتي"
قومية "أرغوبا" في شمال شرق إثيوبيا تعد من القوميات العريقة بالبلاد، وتشتهر باعتمادها على مصنوعاتها الخاصة للملابس الشعبية.
تتميز إثيوبيا بكونها بلدا متعدد الثقافات واللغات واللهجات المحلية، حيث إن بها أكثر من 80 قومية لشعب تجاوز تعداده الـ100 مليون نسمة، وتتمتع بحكم ذاتي ضمن النظام الفيدرالي، الذي يقسم البلاد لـ9 أقاليم وإدارتيْن، هي العاصمة أديس أبابا ومدينة دريداوا شرق البلاد.
وتعد قومية "أرغوبا" في شمال شرق إثيوبيا من القوميات العريقة بالبلاد، وتشتهر باعتمادها على مصنوعاتها الخاصة للملابس الشعبية، كما تعتمد في غذائها على ما تزرعه بأراضيها المنتشرة في عدد من الأقاليم الإثيوبية.
وتتمتع "أرغوبا" بحكم خاص داخل إقليم عفار الذي يجاور كلا من دولتي إريتريا وجيبوتي، كما أن لها إسهاما تاريخيا في نشر الإسلام بإثيوبيا، حيث شاركت في تأسيس حكم إسلامي بالبلاد في منطقة "شوا" التاريخية بإقليم أوروميا غرب العاصمة أديس أبابا.
وقال مختار عمر، من أبناء المنطقة، لـ"العين الإخبارية" إن قومية "أرغوبا" تشتهر بإجادتها لصناعة الملابس التقليدية، والتعمير والتصميم والعمل الدعوي.
وأوضح عمر أن الرجال والنساء من قومية أرغوبا يرتدون الملابس البيضاء التي يصنعها ويخيطها أبناء المنطقة، مشيرا إلى أن الرجال عادة ما يضعون على أكتافهم وفوق رؤوسهم عمامة ويستخدمونها كسجادة في أوقات الصلاة.
وتابع أن رجال القومية دائما ما يحملون السيوف للحماية من الأعداء وصون أموالهم وأعراضهم من الاعتداء، لافتا إلى أن الفتيات يرتدين الملابس المصنوعة من القطن الذي تعده وتغزله الأم بنفسها، مؤكدا أن من أكثر ما يميز نساء القومية أنهن يرتدين زينة من الفضة.
وأضاف أن الرجال أيضا يقومون بصناعات يدوية كتطريز الملابس وزخرفتها، وأنواع مختلفة من أدوات الزينة كصياغة الخواتم والأساور.
وأشار عمر إلى أن قومية أرغوبا تتوزع في 4 أقاليم إثيوبية هي أمهرا، وعفر، وأوروميا، وهراري، ولفت إلى أنها تحظى بحقوق دستورية خاصة لإدارة مناطقها داخل إقليم عفر شرق البلاد.
وأضاف أن أبناء أرغوبا بإقليم أمهرا موجودون في أكثر من 90 منطقة إدارية ويديرون شؤونهم في 7 مناطق بصورة خاصة، بجانب وجودهم بإقليم هراري وبمناطق متعددة في إقليم أوروميا وسط البلاد.
وتتحدث قومية "أرغوبا" بلغة خاصة بها تعرف بـ"أرغوبنيا" يعود تاريخها في إثيوبيا لقرون عديدة، وهي قريبة من اللغة العربية، كما تشتهر بوجود آثار إسلامية تاريخية قديمة تعود إلى عام 1440.