مسؤول إثيوبي: استفتاء السيداما ثمرة التغيير بالبلاد
نائب عمدة مدينة أواسا الإثيوبية يؤكد أن "إجراء استفتاء يمثل نجاحا للحكومة الحالية والقومية أيضا"
وصف نائب عمدة مدينة أواسا الإثيوبية طراتو بيني عملية الاستفتاء حول إنشاء إقليم جديد لـ"السيداما" منفصل عن إقليم شعوب جنوبي إثيوبيا، بأنها ثمرة التغير الذي تشهده البلاد منذ وصول رئيس الوزراء آبي أحمد للسلطة.
- تسجيل الناخبين للاستفتاء حول إنشاء إقليم جديد لـ"السيداما" بإثيوبيا
- "السيداما".. أكبر قوميات إثيوبيا تتجه لتأسيس الإقليم العاشر
وأوضح المسؤول الإثيوبي، في تصريحات صحفية، أن "عملية الاستفتاء تسير بصورة سلمية رغم الصفوف الطويلة للناخبين الذين ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم بصناديق الاقتراع".
وذكر طراتو أن "جميع الشعوب والقوميات التي تعيش في مدينة أواسا خرجت منذ صباح الباكر، لتدلي بأصواتها، حيث كانت قومية السيداما تنتظر هذا اليوم بصبر طويل، ودفع الكبار والشباب والنساء حياتهم لتحقيق هذا الحلم، وفق ما يكفله لهم الدستور الإثيوبي".
وأشار بيني إلى أن "إجراء استفتاء السيداما يمثل نجاحا للحكومة الحالية وقومية السيداما أيضا".
ولفت إلى أن "تحقيق الإدارة الإقليمية لقومية السيداما لا يمس حقوق الشعوب الأخري التي تعيش في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا، لأن هذه الشعوب تعايشت لعقود وانصهرت مع الشعوب والقوميات الإثيوبية في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا الذي يمثل متحف الشعوب الإثيوبية".
بدوره، قال أبرهام أرشالو، رئيس التنمية الحضرية والبنية التحيتية لمدينة أواسا، إن "هذا اليوم انتظره شعب السيداما لأكثر من 130 عاما في الأنظمة السابقة لتحقيق الاستفتاء بشكل ديمقراطي، لممارسة حقه الدستوري".
وأشاد بما يبذله المنظمون لعملية الاستفتاء بمساعدة كبار السن والنساء، مؤكدا أن "شعب السيداما سيواصل نضاله وجهوده لتحقيق التنمية والازدهار بالمشاركة مع بقية شعوب إثيوبيا".
ولفت إلى أن "إثيوبيا لديها 9 أقاليم وبعد استفتاء السيداما سيكون إقليما عاشرا، ليعيش مع بقية الأقاليم وشعوبها وسيعزز أعماله التنموية، ويسعى إلى إرساء أسس الديمقراطية مع الأقاليم وشعوب البلاد الأخرى".
وفتحت مراكز الاقتراع في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا أبوابها أمام الناخبين، الأربعاء، للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء.
واصطف الناخبون أمام مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها من الساعة الـ6 صباحا، وستغلق في الساعة الـ6 مساء.
واستخدم مجلس الانتخابات الإثيوبي لأول مرة في تاريخ إثيوبيا صناديق الاقتراع الشفافة التي تساعد المراقبين على التأكد من مصداقية الأصوات.
وتم إغلاق جميع المكاتب الحكومية والأماكن العامة والمدارس والجامعات بإقليم شعوب جنوب البلاد، وذلك لتمكين الناخبين من الإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء، في إجراء أمني بهدف منع حدوث أي عراقيل، خاصة أن الإقليم شهد أعمال عنف غير مسبوقة سبتمبر/أيلول الماضي.
وأعلنت لجنة الطوارئ في الإقليم ضرورة عدم التجمع في الأماكن المختلفة قبل صدور النتيجة النهائية للاستفتاء.
ويدير عملية الاستفتاء المجلس الوطني للانتخابات في إثيوبيا، وهو "هيئة دستورية مستقلة".
ويكفل الدستور الإثيوبي لكل الجماعات والقوميات الإثيوبية حق التصويت على إقامة إقليم جديد إذا طلبت، ويضمن لهم حقوقا مثل جباية بعض الضرائب واختيار اللغة الرسمية لإقليمهم وإدارة قوات أمن خاصة وسن قوانين بشأن قضايا مثل التعليم وإدارة الأراضي.
وكان مجلس الانتخابات الإثيوبي أعلن تلقيه طلبا من مجلس إدارة منطقة سيداما في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2018 بإقامة إقليم منفصل لقومية "السيداما".
ومنذ سنوات عديدة تطالب قومية "السيداما" بإقليم منفصل عن شعوب جنوب إثيوبيا الذي يضم أكثر من 56 قومية في إقليم واحد.
وتشكل قومية "السيداما" نحو 4 ملايين نسمة من إجمالي عدد سكان الإقليم، الذي يقدر بـ17 مليون نسمة، وهي من الشعوب الكوشية، وتمتهن حرفة الزراعة خاصة البن وتربية المواشي، بالإضافة إلى مهن أخرى كثيرة.
ويتحدث شعب "السيداما" لغة "سيدامو" (لغة كوشية) وحافظوا على تراثهم الثقافي وأنظمتهم الإدارية الراسخة التي يرجع تاريخها إلى القرن التاسع.
بالإضافة إلى "السيداما" تعد "الولاياتا" من أكبر القوميات في الإقليم ظلت جميعها تعيش لمئات السنين جنبا إلى جنب، قبل أن تطالب السيداما بإقليم منفصل عن شعوب جنوب إثيوبيا.
ويمتد إقليم "شعوب جنوب إثيوبيا" جنوب البلاد متاخما لدولة كينيا، فيما تحده دولة جنوب السودان من جنوبه الغربي، وتنتهي حدود الإقليم مع إقليم غامبيلا الإثيوبي في الشمال الغرب، فيما يحاذي إقليم أوروميا من شرقه وشماله.
وشهدت مناطق عدة في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا في يوليو الماضي أعمال عنف ومواجهات بين قوات الأمن الإثيوبية ومتظاهرين من قومية سيداما، أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير الممتلكات.
والأقاليم الإثيوبية الحالية 9 أقاليم وهي "هرر، تجراي، أمهرا، أروميا، شعوب جنوب إثيوبيا، العفر، الصومال الإثيوبي بني شنقول جومز، غامبيلا"، وفي حال منح السيداما إقليما منفصلا سيكون رقم 10.