«أوروبا المرعوبة من روسيا» تغير قواعد التجنيد
دفعت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عددا من الدول الأوروبية إلى إعادة النظر في موقفها تجاه الخدمة العسكرية.
ويلقي تقرير لصحيفة إكسبريس البريطانية إطلالة على كيفية قيام دول الاتحاد الأوروبي الأخرى بتعديل خططها للخدمة الوطنية، حيث يلوح في الأفق التهديد بحرب جديدة في أوروبا.
وبحسب الصحيفة، هناك 10 دول أوروبية تطبق الخدمة العسكرية الإجبارية، وهي النمسا، وإستونيا، والدنمارك، وفنلندا، واليونان، ولاتفيا، وليتوانيا، والنرويج، والسويد وسويسرا.
كما أعلنت الحكومة النرويجية، هذا الأسبوع، عن خطط لزيادة عدد جنود الجيش من 9000 في الوقت الحالي إلى 13500 بحلول عام 2036.
أوكرانيا تلحق بالركبوأعلنت الدنمارك، الشهر الماضي، أنها تعتزم زيادة عدد الشباب الذين يؤدون الخدمة العسكرية، من خلال تمديد التجنيد الإلزامي للنساء وزيادة مدة الخدمة من 4 إلى 11 شهرا.
وعلى الرغم من إتاحة الفرصة أمام النساء للخدمة في الجيش، فإن هذه ستكون المرة الأولى التي يتم فيها إدراجهن في التجنيد الإلزامي.
وسيتم تنفيذ الإجراء الجديد عام 2026، ما يجعل الدنمارك الدولة الأوروبية الثالثة، إلى جانب النرويج والسويد، التي تطلب من النساء الخدمة في القوات المسلحة.
كما دفعت الحرب لاتفيا إلى إعادة التجنيد الإجباري العام الماضي، بعد أن ألغته عام 2006.
وتراجعت السويد عن قرارها بإلغاء الخدمة الإلزامية عام 2018، بعد 4 سنوات من سيطرة القوات الروسية على شبه جزيرة القرم وأجزاء من شرق أوكرانيا.
وكانت أوكرانيا أحدث اللاحقين بالركب، عندما وقّع الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي مشروع قانون لخفض سن التجنيد للرجال من 27 إلى 25 سنة، إضافة إلى التوقيع على مشروع قانون آخر يتم بموجبه
إلغاء بعض الإعفاءات الطبية، وفقا لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حذرت فيه من المخاطر السياسية التي قد تترتب على مثل هذه التدابير.
وأشارت الصحيفة إلى تردد زيلينسكي في التوقيع على القانون، لكن الضرورة الملحة وراء هذه الإجراءات تنبع من الوضع المزري على الخطوط الأمامية.
حسب الصحيفة، يخوض الجيش الأوكراني، الذي يبلغ تعداده ما يقرب من مليون جندي، أكبر حرب في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية، تشهد ارتفاعا كبيرا في أعداد الضحايا، إلى جانب النقص الواضح في الذخيرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مجرد خفض سن التجنيد قد لا يكفي لتلبية احتياجات أوكرانيا العسكرية، ومع طلب الجيش تعبئة مئات الآلاف من الجنود، يواجه زيلينسكي التحدي المتمثل في تجنيد وتدريب القوات في الوقت المناسب، استعدادا للهجوم الروسي المتوقع.
ومما يزيد الأمور تعقيدا، الواقع الديموغرافي في أوكرانيا، مع نقص عدد الرجال في العشرينات من العمر، بسبب انخفاض معدلات المواليد في التسعينيات.
يضاف إلى ذلك المخاطر التي تشكلها الخسائر في صفوف المقاتلين الشباب، والتي تهدد ببتقليص هذا الجيل الصغير من الأوكرانيين ومعدلات المواليد المحتملة في المستقبل، ما يجعل البلاد تعاني من انخفاض عدد الرجال في سن العمل والتجنيد لعقود من الآن.
ومع شيخوخة السكان وتضاؤل معدلات المواليد، تواجه أوكرانيا احتمال تضاؤل القوى العاملة لسنوات قادمة.
aXA6IDEzLjU4LjM4LjE4NCA= جزيرة ام اند امز