«متلازمة بودابست» تقلق الاتحاد الأوروبي.. هل يقفز على الجسر؟
في بروكسل، يلتئم شمل القادة الأوروبيين بقمة خاصة تحمل عناوين عدة، أبرزها "الدعم المعطل" لأوكرانيا، وما يرتبط به من "متلازمة بودابست".
بودابست العاصمة المجرية المعروفة بجسورها الجميلة، تقف حائلا أمام حزمة دعم لأوكرانيا منذ فترة، وتثير حنق التكتل الأوروبي الذي يحتاج إلى الإجماع من أجل تمرير القرار، الذي تعض أوكرانيا يدها انتظارا له.
ويجتمع زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل، اليوم الخميس، على أمل الموافقة على إنشاء صندوق تاريخي بمليارات اليوروهات لأوكرانيا، من شأنه أن يساعد على مساعدة البلاد على الدفاع عن نفسها، على مدى السنوات الأربع المقبلة، بغض النظر عما يحدث في ساحة المعركة، أو تهديد "الكونغرس" الأمريكي بقطع الدعم.
والشيء الوحيد الذي يقف في طريق دول التكتل الأوروبي نحو هذا الصندوق هو رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، الذي عارض لأكثر من مرة في العامين الماضيين خططا لدعم كييف.
ولا يزال التوصل إلى حل وسط مع أوربان، الذي هدد باستخدام حق النقض ضد الإنفاق، بعيد المنال، وفق نيويورك تايمز، ما يعني أن الإجماع المطلوب لمثل هذه الصفقة بين دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين بعيد المنال أيضا.
ووفق نيويورك تايمز، فإنه إذا استمر أوربان في الوقوف في الطريق، فإن الاتحاد الأوروبي سيفعل ذلك بدونه، إذ أوضح القادة الأوروبيون أنهم على استعداد للقيام بكل ما هو ضروري لدعم أوكرانيا ومستعدون للعمل من حول المجر، أو حتى معاقبتها.
ومع ذلك، حتى لو لم يضطر القادة الستة والعشرون المتبقون إلى المضي قدماً دون أوربان، فإن مشكلة أكبر باتت تهدد التكتل الأوروبي: ماذا سيفعله حيال المجر؟
وبالنسبة لدولة صغيرة تمثل 1% فقط من الناتج الاقتصادي للاتحاد الأوروبي كانت المجر بمثابة صداع كبير، إذ كانت على خلاف مع التكتل لسنوات بسبب تجاوزاتها ضد المعايير والقيم المتعلقة بسيادة القانون.
كما عملت المجر باستمرار على إبطاء أو تقليص أو إحباط مجموعة من الطموحات الأوروبية، بما في ذلك بعض العقوبات ضد روسيا بالإضافة إلى محاولة السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ما أدى لظهورها في صورة واحد ضد الكل.
عقوبات في الطريق؟
لذلك، يتجه الاتحاد الأوروبي لمعاقبة اقتصاد المجر إذا منعت بودابست المساعدات الجديدة لأوكرانيا خلال قمة اليوم، بموجب خطة سرية وضعتها بروكسل تمثل تصعيدا كبيرا في المعركة بين الاتحاد الأوروبي والدولة العضو الأكثر تأييدا لروسيا.
وفي الوثيقة التي نشرت "فايننشال تايمز" مقتطفات منها، حددت بروكسل استراتيجية لاستهداف نقاط الضعف الاقتصادية في المجر بشكل صريح، وتعريض عملتها للخطر، ودفع ثقة المستثمرين إلى الانهيار في محاولة للإضرار بالوظائف والنمو، إذا رفضت الموافقة على حزمة المساعدات لكييف.
وفي وقت سابق، تعهد فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري، بمنع استخدام ميزانية الاتحاد الأوروبي لتقديم 50 مليار يورو كمساعدات مالية لأوكرانيا في القمة الطارئة لزعماء الاتحاد الأوروبي.
فيما قالت بروكسل إنه إذا لم يتراجع فيجب على زعماء الاتحاد الأوروبي الآخرين أن يتعهدوا علنا بوقف جميع تمويل الاتحاد الأوروبي لبودابست بشكل دائم، بهدف إثارة فزع الأسواق، والتعجيل بالتهافت على عملة البلاد الفورنت وارتفاع تكلفة اقتراضها، وفق الوثيقة.
وذكرت الوثيقة أنه دون التمويل الأوروبي "قد تكون الأسواق المالية والشركات الأوروبية والعالمية أقل اهتماما بالاستثمار في المجر". مثل هذه العقوبة "يمكن أن تؤدي بسرعة إلى زيادة أخرى في تكلفة تمويل العجز العام وانخفاض العملة"، حسب قول الوثيقة.
في المقابل، قال يانوس بوكا، وزير الاتحاد الأوروبي المجري، لصحيفة "فايننشال تايمز" إن بودابست لم تكن على علم بالتهديد المالي، لكن بلاده "لا تستسلم للضغوط".
وأضاف: "المجر لا تقيم صلة بين دعم أوكرانيا والحصول على أموال الاتحاد الأوروبي، وترفض قيام أطراف أخرى بذلك"، متابعا "المجر شاركت وستواصل المشاركة بشكل بناء في المفاوضات".
aXA6IDMuMTQ0LjkyLjE2NSA=
جزيرة ام اند امز