المدربون أهم.. يورو 2020 تنسف نظرية نجوم كرة القدم
أظهرت كأس أمم أوروبا التي أقيمت في الفترة من 11 يونيو/حزيران إلى 11 يوليو/تموز 2021، أن المدربين هم العنصر الأهم في منظومة كرة القدم.
قبل البطولات تتم المقارنة بين أفضل النجوم، وتتم التوقعات بالنسبة للفرق الأوفر حظا لحصد اللقب، بناء على عدد الأسماء الكبيرة التي يمتلكها كل منها بين صفوفه ومراكزه المختلفة.
ولكن على أرض الواقع، لم يكن هذا هو الوضع في منافسات يورو 2020، إذ أن منتخبات بلا نجوم كبيرة نجحت بفضل مدربيها في الوصول إلى الأدوار النهائية.
الاستثناء الوحيد كان في المنتخب الإنجليزي، الذي جمع بين مدرب جيد ولاعبين أكفاء، فنجح في التأهل لنهائي المسابقة لكنه خسر بركلات الترجيح.
أكبر مثال
عند الحديث عن النجوم، فلا مجال إلا بالبدء بكتيبة أبطال العالم؛ منتخب فرنسا، الفريق الذي يضم هوجو لوريس وكيليان مبابي ونجولو كانتي وكريم بنزيما وأنطوان جريزمان وعثمان ديمبلي وكينجسلي كومان وبول بوجبا وبنجامين بافارد ولوكا هيرنانديز ورفائيل فاران، وهي مجموعة نجوم متناثرة في كل المراكز، ولكنه خرج مبكرا من دور الـ16 ضد سويسرا.
المدرب ديديه ديشامب مجدداً واجه الانتقادات الحادة بسبب اليورو، بعدما تعرض لهجوم شديد قبل 5 سنوات لفشله السابق مع نفس الكتيبة في التتويج باللقب على الأراضي الفرنسية.
مبابي مهاجم يعتبره الأغلبية خليفة للأسطورتين كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، لكنه فشل في تسجيل أي هدف، علما بأن فرنسا تأخرت في النتيجة خلال مبارياتها الـ3 الأخيرة ضد المجر والبرتغال وسويسرا.
الفوز الوحيد الذي حققه أبطال العالم، جاء على حساب خصم يعاني من أزمات مشابهة، ومدرب فقد أي قدرة على قراءة المباريات، هو يواخيم لوف في ألمانيا.
ألمانيا وإن كانت تخلصت من لعنة الخروج المبكر التي عانت منها في كأس العالم 2018، ثم أول نسختين لدوري الأمم الأوروبية، فإنها ودعت اليورو ضد إنجلترا بأداء مخيب، سبقه مستوى سلبي ضد المجر.
ورغم ما تعانيه ألمانيا كمنتخب في السنوات الأخيرة إلا أنه لا يمكن إنكار امتلاكها مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم، أقل من فرنسا بالطبع لكنهم قادرين على تقديم نتائج أفضل.
وتضم ألمانيا جوشوا كيميتش وليروى ساني وتوني كروس، قبل الاعتزال، وأنطونيو روديجير وكاي هافيرتز، وروبين جوسينس وسيرج جنابري وإلكاي جوندوجان وغيرهم.
فكرة أن لاعب لا يؤدي في المنتخب بالشكل الذي يظهر به مع ناديه، هي موجودة بالطبع، وألمانيا خير دليل عليها لكن على النقيض هناك أسماء لا تتألق إلا في صفوف المنتخب أكثر من الفريق.
إنريكي وبيتكوفيتش
لويس إنريكي مدرب إسبانيا لم يجد بالطبع نفس المجموعة من النجوم التي أتيحت لأمثال ديشامب ولوف، لكنه على الجانب الآخر، امتلك عددا من اللاعبين المهاريين الشباب ساعدوه على تطبيق فكره الخططي بمرونة.
في بعض الأحيان يكون غياب النجوم أفضل، ولكنك ستكون بحاجة للمساتهم في لحظات الحسم، وهذا ما حدث مع إسبانيا؛ منتخب واعد يمتلك مهارات يطبق فكر هجومي يلعب بطريقة برشلونة المعتمدة على الاستحواذ والتمريرات القصيرة.
ونجحت إسبانيا في سحق كرواتيا وصيف العالم بـ5 أهداف مقابل 3، وهزمتها من قبل بنتيجة 6-0 بعد كأس العالم 2018، خلال فترة ولاية إنريكي الأولى.
ولكن غياب الهدافين من طراز ديفيد فيا وفيرناندو توريس، كلف الماتادور الخروج ضد إيطاليا في نصف النهائي في مباراة الفرص المهدرة.
كذلك تولى فلاديمير بيتكوفيتش تدرب منتخب سويسرا، مباشرة بعد كأس العالم 2014، وقاده لنصف نهائي نهائي دوري الأمم الأوروبية خلال نسخة 2018-2019.
ويضم بيتكوفيتش في منتخبه، مجموعة من النجوم الجيدة بالإضافة لحارس مرمى استثنائي مثل يان سومير كان البطل في موقعتي إيطاليا وإسبانيا.
ولكن بيتكوفيتش الذي يضم فريقه نجوم من أمثال شيردان شاكيري وجرانت تشاكا وريكاردو رودريجيز، نجح في التعامل نفسياً أكثر من أي شيء مع لاعبي فريقه.
وظهر هذا في كيفية نجاح سويسرا في العودة من الخلف في مواجهة المنتخب الفرنسي في ثمن النهائي، سيناريو تلقي 3 أهداف بعد إهدار ركلة جزاء لم يكن سهلاً، لكن المدرب لم يظهر عليه قلق أو توتر وتعامل مع المواجهة بتركيز شديد ليثبت تفوقه الفني على قائد النجوم ديشامب.
إيمان لاعبو سويسرا بقدراتهم الفنية وأنهم ليسوا أقل في وسط الملعب أو الدفاع من فرنسا ساعدهم على اقتناص الكرات أكثر من مرة في منطقة الوسط وبناء هجمات خطيرة أسفرت عن 3 أهداف.