قمة بودابست.. رسائل أوروبية «استباقية» إلى ترامب
رسائل أوروبية استباقية في "قمة بودابست" ضمن محاولات الوحدة قبل ولاية جديدة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الذي ألمح إلى تغييرات واسعة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
في أول تجمع أوروبي استضافته العاصمة المجرية بودابست، بعد إعلان نتائج الانتخابات الأمريكية، حرص زعماء القارة الأوروبية على التأكيد على أن "أوروبا موحدة".
- كيف سيتعامل ترامب مع إيران؟.. خبراء يجيبون لـ«العين الإخبارية»
- 5 أسرار وراء هزيمة هاريس في الانتخابات الأمريكية
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين خلال قمة للمجموعة السياسية الأوروبية، التي غابت عنها ألمانيا في ظل الأزمة الحكومية المتصاعدة ببرلين "لقد أثبتنا أن أوروبا قادرة على الإمساك بمصيرها متى كانت موحدة"، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
فيما ذكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "هذه محطة تاريخية حاسمة بالنسبة لنا كأوروبيين".وتابع "في العمق، هل نريد أن نقرأ تاريخا يكتبه آخرون، الحروب التي يطلقها (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين، الانتخابات الأمريكية، الخيارات التي يقوم بها الصينيون... أم نريد أن نكتب التاريخ؟".
مصاعب سياسية
وجاءت القمة الأوروبية التي استضافها رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان المعروف بتأييده لترامب، غداة تحقيق ترامب فوزا بفارق كبير على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، في نتيجة أثارت مفاجأة في الولايات المتحدة والعالم بعدما رجحت استطلاعات الرأي أن تكون المنافسة متقاربة بين المرشحين.
وتثير عودة ترامب إلى البيت الأبيض قلقا من تغييرات في توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، خصوصا لجهة الدعم العسكري الذي وفرته إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن لأوكرانيا منذ عام 2022 في مواجهة روسيا.
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمته أمام القادة الأوروبيين أنّ العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا يجب ألا "تضيع" بل أن "تُقدّر" بعد فوز دونالد ترامب.
وأضاف "نأمل أن تصبح أمريكا أقوى. هذه أمريكا التي تحتاج إليها أوروبا. وأوروبا القوية هي ما تحتاج إليه أمريكا. إن الرابط بين الحلفاء يجب أن يُقدّر وأن لا يضيع".
وأكد الرئيس الأوكراني رفض كييف تقديم "تنازلات" لموسكو، معتبرا أن ذلك سيعود بالضرر على أوروبا جمعاء.
وقال "أوصَى البعض منكم، الحاضرون هنا، أوكرانيا بشدة، بأن تقدم +تنازلات+ لبوتين. وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لأوكرانيا وانتحاري بالنسبة لأوروبا برمتها".
وتلي قمة المجموعة السياسية، قمة لزعماء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي.
أوروبا غير مستعدة
إضافة إلى أوكرانيا، تثير مواقف أخرى للرئيس الأمريكي المنتخب القلق في أوروبا ومختلف أنحاء العالم، مثل تلويحه بفك الارتباط العسكري وفرض رسوم جمركية باهظة وقضايا البيئة.
وقال سيباستان مييار، الباحث في معهد جاك ديلور، إن "السكين هي فعلا على رقبة الأوروبيين... نتيجة الانتخابات تدفع الاتحاد الأوروبي إلى التنبه".
وعلى رغم الدعوات المتزايدة في الأشهر الأخيرة الى تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية الأوروبية، يبدو أن التكتل القاري فوجئ بفوز ترامب بولاية جديدة في البيت الأبيض الذي غادره في مطلع عام 2021، وسيعود إليه في مطلع 2025 خلفا للديمقراطي جو بايدن.
وقال الخبير في مركز بروغيل للبحوث غونترام وولف "لنقُل الأمور بوضوح، أعتقد أنهم لم يكونوا مستعدين لسيناريو كهذا... لا خطة معدّة للمسار الواجب اعتماده، أكان على المستويين الأوروبي أو الفرنسي-الألماني".
في الجانب الاقتصادي، وفي ظل المخاوف من خطط الرسوم الجمركية التي يعتزم ترامب فرضها، يخشى أن تقوم كل دولة ببحث المسألة مع واشنطن بشكل منفرد.
وأعرب ترامب عن نيته زيادة الرسوم الجمركية على كل المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة، ووصف خلال حملته الانتخابية الاتحاد الأوروبي بأنه "صين صغيرة" يستغل حليفه الأمريكي عبر تراكم الفوائض التجارية لصالحه.
aXA6IDMuMTUuMy40MSA= جزيرة ام اند امز