أوروبا والصين تدافعان عن اتفاقية المناخ قبل إعلان ترامب
الاتحاد الأوروبي والصين دافعا بقوة عن اتفاقية باريس للمناخ قبل ساعات من تصريح لترامب قد يعلن فيه انسحاب بلاده من هذا الاتفاق
دافع الاتحاد الأوروبي والصين بقوة، الخميس، عن اتفاقية باريس حول المناخ قبل ساعات من تصريح للرئيس الأمريكي دونالد ترامب قالت وسائل الإعلام الأمريكية إنه يمكن أن يعلن فيه انسحاب بلاده من هذا الاتفاق.
وأكد رئيس الوزراء الصيني لي كه تشيانج، خلال زيارة إلى برلين أن "الصين ستواصل تطبيق الوعود التي قطعتها بموجب اتفاق باريس"، الموقع في عام 2016 من أجل الحد من ارتفاع حرارة الأرض.
وأضاف: "لكننا نأمل أيضا أن نقوم بذلك بالتعاون مع الآخرين"، في إشارة إلى تلويح ترامب بالانسحاب من الاتفاقية.
وكانت بكين مع الإدارة الأمريكية السابقة لباراك أوباما من أبرز مهندسي الاتفاقية التاريخية، التي التزمت بموجبها 196 دولة بخفض انبعاثاتها من الغازات المسببة لارتفاع درجة حرارة الارض مع طموح بحصر هذا الارتفاع عند 1.5 درجة مقارنة بالمستويات السابقة للحقبة الصناعية.
ودون التعليق على قرار ترامب المرتقب في الساعة 19:00 ت غ، عبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن سرورها "لوفاء الصين بالتزاماتها الخاصة باتفاق المناخ".
وأكد تشيانج وميركل تأييدهما لـ"نظام عالمي قائم على قواعد" مرعية.
وبدت لهجة مسؤولي الاتحاد الأوروبي أقل دبلوماسية إزاء ترامب، حيث دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك بلهجة ساخرة الرئيس الأمريكي على عدم الخروج من اتفاق باريس، وكتب في تغريدة خاطب فيها ترامب: "من فضلكم لا تسمموا المناخ (السياسي)".
من جانبه اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر الانسحاب الأمريكي المحتمل بأنه غير مقبول.
وقال في مؤتمر صحفي مساء الأربعاء في ألمانيا: "أنا من أنصار العلاقات عبر الأطلسي.. لكن إذا قال الرئيس الأمريكي في الساعات القادمة إنه يريد الانسحاب من اتفاق باريس سيكون على أوروبا أن تقول إن الأمور لا تسير بهذه الشاكلة".
وأضاف يونكر في تلميح إلى اتهامات متكررة يوجهها ترامب لوسائل الإعلام بنشر أخبار زائفة، "عندما يتعلق الأمر بنص قانوني واتفاقات دولية، ليس كل شيء من قبيل الأخبار الزائفة".
وكتب ترامب في تغريدة، الأربعاء، استعاد فيها الشعار المركزي لحملته الانتخابية: "سأعلن قراري حول اتفاق باريس الخميس في الساعة 15:00 (19:00 ت غ) في حديقة البيت الأبيض. استعادة عظمة أمريكا".
وأشارت وسائل إعلام أمريكية إلى احتمال أن يعلن ترامب الانسحاب من اتفاق باريس.
ومنذ توليه السلطة عبر ترامب عن نيته دفع قطاع الطاقات الأحفورية (الفحم الحجري، النفط، غاز) بداعي الدفاع عن الوظائف الأمريكية.
وإذا تم، سيشكل انسحاب واشنطن هزة قوية بعد 18 شهرا من إبرام هذا الاتفاق التاريخي، في الوقت الذي تعتبر فيه الولايات المتحدة والصين أبرز المتسببين في ارتفاع درجات حرارة الأرض.
وفي خضم لقاء برلين، صباح الخميس، يتوقع أن يؤكد الاتحاد الأوروبي والصين دعمهما لاتفاق باريس أثناء قمتهما بعد ظهر الخميس والجمعة، ببروكسل، حسب ما أفاد مسؤول أوروبي.
من جانب آخر، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، الخميس، أن انسحابا محتملا لفاعلين أساسيين على غرار الولايات المتحدة من اتفاقية باريس حول المناخ يمكن أن "يعقد" تطبيقها.
ونقلت الوكالات الروسية عن بيسكوف، قوله إن "تطبيق هذه الاتفاقية في غياب فاعلين أساسيين سيكون أشد تعقيدا، لكن ليس هناك بديل حاليا".
وكانت مسالة المناخ أدت إلى انقسام في قمة مجموعة السبع، التي عقدت الأسبوع الماضي في إيطاليا، وأكد كافة قادة الدول الأعضاء في المجموعة مجددا انخراطهم في اتفاق باريس للمناخ باستثناء الولايات المتحدة.
وكان ترامب وعد أثناء حملته الانتخابية بـ"إلغاء" اتفاق المناخ، لكن منذ تنصيبه وجه ترامب رسائل متعارضة في انعكاس للتيارات، التي تشق إدارته حول مسألة المناخ وبشكل أشمل حول دور واشنطن في العالم وصلاتها بالاتفاقات متعددة الأطراف.