الصين تستعد لتعويض انسحاب ترامب من اتفاقية المناخ
المبادرات البيئية الصينية قد تلعب دورا أساسيا للتخفيف من تأثير انسحاب الرئيس ترامب من ميثاق المناخ العالمي.
قال خبراء الطاقة والمناخ، إن المبادرات البيئية الصينية بالتكاتف مع الجهود غير الرسمية في الولايات المتحدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، قد تلعب دوراً أساسياً للتخفيف من تأثير انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من ميثاق المناخ العالمي.
وأشارت صحيفة "جلوبال تايمز" الناطقة باللغة الصينية، إلى تقارير إعلامية تتوقع أن ينفذ ترامب وعده بالانسحاب من اتفاق باريس الذي وقعه سلفه باراك اوباما، العام الماضي.
ويلزم الاتفاق الولايات المتحدة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الأخرى ذات الصلة بالوقود الأحفوري بنحو 27% بحلول عام 2025، وذلك باستخدام مستويات الانبعاثات لعام 2005 كخط أساس.
ووقعت أكثر من 140 دولة أخرى على الاتفاق الذي تم ضمه ليكون جزءاً من إتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ.
وكانت الصين والولايات المتحدة أهم دولتين باعتبارهما أكبر دولتين في العالم من حيث التسبب في انبعاثات الغازات الدفيئة.
ورغم الموقف الانسحابي للولايات المتحدة، يعول الكثيرون على الدور الصيني في إنقاذ الأرض من الاحتباس الحراري. ونقلت الصحيفة عن أندرو لايت، وهو مفاوض سابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إن "هناك دلائل موثوقة جداً تشير الى أن" الصين ستضع حداً لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في البلاد حتى قبل الهدف المقرر لعام 2030". وأضاف أن هذا من شأنه أن يبعث بادرة من الأمل إلى بقية العالم، الذي توجهت أنظاره إلى الصين لاسيما بعد أن أعلن الرئيس الصيني، شي جين بينج، أنهم سيتولون سد فجوة القيادة في هذه المسألة".
وأضاف "أن الصين لا تواجه نفس النوع من المعارضة لتغير المناخ الذي دفع الرؤساء الجمهوريين في الولايات المتحدة - خاصة بعض الجماعات الدينية ومنتجي الطاقة - إلى عرقلة الجهود الرامية إلى خفض ثاني أكسيد الكربون وغيره من الانبعاثات المتعلقة بحرق الوقود الأحفوري".
ومع ذلك، حذر المراقبون من أن الجهود غير الرسمية في الولايات المتحدة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، بالتزامن مع الجهود المتسارعة من قبل الصين، لن تؤدي بالضرورة إلى هدف اتفاق باريس المتمثل في الحفاظ على درجات الحرارة العالمية من الارتفاع أكثر من درجتين فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية.
وأكد مسؤول أوروبي رفيع المستوى، أن الاتحاد الأوروبي والصين سيدعمان اتفاق باريس حول المناخ أياً كان قرار إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الاتفاق.
وقال المسؤول: "سننشر تصريحاً مشتركاً حول التغير المناخي يؤكد فيه الاتحاد الأوروبي والصين بوصفهما من أبرز الجهات التي تصدر انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون أنهما سيطبقان الاتفاق".
ويعقد الاتحاد الأوروبي والصين، مساء الخميس والجمعة، ببروكسل، قمة تهدف إلى تعزيز علاقاتهما في مواجهة أجواء الريبة التي يثيرها ترامب خصوصا بشأن المناخ.
وقال شين نينج سونج، أستاذ في أكاديمية بروكسل للدراسات الخاصة بالصين وأوروبا: "تعرف الصين مشاكل تلوث مناخ كبيرة جداً، خاصة في بكين وأعتقد أن سياسة الصين بشأن التنمية المحلية واضحة المعالم، حيث إن الاقتصاد الأخضر هو واحد من أولى الأولويات السياسية في الصين".
وسيوجه انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية ضربة شديدة لجهود مكافحة التغير المناخي بعد عام ونصف العام فقط من الحماس والآمال التي أثارها تبني الاتفاقية في ديسمبر/كانون الأول 2015 والتعهدات التي قطعها الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما والصين.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز