قرار اللحظة الأخيرة.. هل يسحب ترامب أمريكا من اتفاقية المناخ؟
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوشك على سحب أمريكا من معاهدة باريس للمناخ، لكن المسؤولين يرون فرصة لتغيير رأيه في اللحظة الأخيرة
كشف 3 مسؤولين أمريكيين، الأربعاء، أنه من المتوقع أن يسحب الرئيس دونالد ترامب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، ليوفي بأحد وعود حملته الانتخابية لكنه سيضعف أيضا من المعاهدة التاريخية لتغير المناخ عام 2015 التي التزمت بها كل دول العالم تقريبا للتحرك تجاه كبح الاحتباس الحراري في الأرض.
ووسط انقسام في الإدارة الأمريكية حول الانسحاب من المعاهدة، قال مسؤول بارز في البيت الأبيض إن الطريقة التي سيعلن بها ترامب كانت لا تزال في تغير متواصل حتى صباح الأربعاء، موضحا أن الانسحاب قد يرافقه عدة مذكرات قانونية ستشكل تأثيرا على قرار ترامب الأخير بشأن الاتفاقية الدولية.
ونوهت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن ترامب أثبت استعداده لتغيير اتجاهه تماما حتى لحظة الإعلان العام، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يلتقي، مساء الأربعاء (بتوقيت شرق أمريكا)، مع وزير الخارجية ريكس تيلرسون، والذي يؤيد بقاء الولايات المتحدة في اتفاقية باريس، ومن الممكن أن يستمر في الضغط على ترامب لتغيير رأيه.
ومع انتشار التقارير الإعلامية حول القرار الأخير للرئيس الأمريكي والذي مازال مجهولا، قال ترامب عبر حسابه على موقع تويتر إنه سيوضح نواياه قريبا.
لكن مع مواجهته لضغط المستشارين المنقسمين للغاية حول اتفاق باريس، يبدو أن ترامب قرر أن استمرار مشاركة الولايات المتحدة في معاهدة المناخ ستضر بالاقتصاد القومي، وتعرقل سوق الوظائف في مناطق مثل أبالاشيا (منطقة ثقافية في شرق الولايات المتحدة من جنوب نيويورك إلى شمال ألاباما) وغرب الولايات المتحدة بأكمله، حيث يعيش أكثر مؤيديه حماسا.
ولا يزال المستشارون المؤيدون لبقاء الولايات المتحدة في اتفاقية المناخ قادرين على إثبات وجهة نظرهم لترامب قبل قراره النهائي، ففي الماضي مثل هذه الالتماسات أثبتت فعاليتها.
على سبيل المثال، في أبريل/نيسان الماضي كان ترامب على وشك إعلان الانسحاب من اتفاقية التجارة الحرة (نافتا) لكنه غير رأيه في اللحظة الأخيرة بعد مشاورات حادة مع مستشاريه ونداءات من قادة كندا والمكسيك.
ورغم أن انسحاب الولايات المتحدة -أقوى اقتصاد في العالم وثاني أكبر انبعاثات للغازات المسببة في الاحتباس الحراري- لن يحل الاتفاق الموقع من 195 دولة والذي تم تصديقه قانونيا العام الماضي، لكنه يمكن أن يفجر سلسلة من الأحداث سيكون لها تداعيات جسام على كوكب الأرض، فالدول التي انضمت للمعاهدة على مضض يمكنها الانسحاب الآن أو تخفيف التزاماتهم تجاه كبح مسببات الاحتباس الحراري.
ويهدف اتفاق باريس للمناخ إلى تخفيض الانبعاثات المسببة في الاحتباس الحراري خلال الفترة القادمة لتفادي وصول درجة حرارة الأرض إلى 3.6 درجة، وهو خط الخطر الذي يبدأ بعدها تضرر الغلاف الجوي للأرض ما ينتج عنه ظروف قاسية لا رجعة منها.
وحذر خبراء في السياسة الخارجية من أن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية ستضر بمصداقية البلاد وتضعف جهود ترامب في التفاوض حول قضايا دولية أخرى بعيدة تماما عن التغير المناخي، مثل اتفاقيات التجارة العالمية والحرب على الإرهاب.
إلا أن مؤيدي ترامب، خاصة أعضاء الحزب الجمهوري في الولايات التي تعتمد على إنتاج الفحم، أشادوا بالخطوة المتوقعة، مؤكدين أن تحقيقها سيكون وفاء بأحد الوعود البارزة في الحملة الانتخابية، وخطوة ضرورية تجاه عكس سياسات الطاقة الضارة والتوسع غير القانوني لعصر الرئيس السابق باراك أوباما.
aXA6IDEzLjU4LjYxLjE5NyA= جزيرة ام اند امز