نيويورك تايمز: توقعات بانسحاب ترامب من اتفاقية المناخ
حالة من الجدل واسعة النطاق داخل أروقة البيت الأبيض حول مستقبل اتفاقية باريس للتغير المناخي
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هناك حالة من الجدل واسعة النطاق داخل أروقة البيت الأبيض حول مستقبل اتفاقية باريس للتغير المناخي، حيث تحولت إلى صراع بين مؤيد لخروج الولايات المتحدة من الاتفاقية ومعارض للخروج، وذلك مع إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه يريد الخروج من الاتفاقية، في حين أكد البيت الأبيض أنه لم يصدر قراراً رسمياً إلى الآن.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تغريدة، مساء الأربعاء، أنه سيكشف، الخميس في الساعة 19,00 ت.غ، عن قراره المنتظر بشدة بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاقية باريس المناخية أم لا.
وطبقاً للصحيفة، فإن ثلاثة من كبار مسؤولي البيت الأبيض، لم تقم الصحيفة بنشر أسمائهم، قالوا، أمس الأربعاء، أنهم يتوقعون انسحاب ترامب من الاتفاقية، إلا أنهم قالوا أيضاً إن القرار قد يتغير مع استمرار النقاشات داخل البيت الأبيض.
ويقول مكتب الشؤون التشريعية في البيت الأبيض، إنه اقترح على الإدارة الأمريكية إرسال نص اتفاقية باريس للمناخ إلى مجلس الشيوخ، للبت في صحتها كاتفاقية من الأساس أم لا، حيث إن إقرارها كاتفاقية ملزمة على الولايات المتحدة ستستوجب موافقة ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهو أمر مستحيل طبقاً للصحيفة، مما سيترتب عليه احتمال كبير بانسحاب الولايات المتحدة منها.
وأشارت الصحيفة إلى أن موظفين في البيت الأبيض أكدوا أنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد فيما يخص انسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ، حيث لاتزال عمليات النقاش جارية.
ومع ترقب العالم لقرار ترامب حول الاتفاقية، تزداد حدة التوتر بين مستشاريه بين مؤيد ومعارض، والتي تظهر تخبطاً واضحاً في منهجية اتخاذ إدارة ترامب للقرار، وذلك على حسب زعم الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن خروج الولايات المتحدة، أحد أكبر اقتصاديات العالم وثاني أكبر منتج للانبعاثات الحرارية في العالم، لن يؤثر على تماسك اتفاقية المناخ التي وقعتها 195 دولة حول العالم، إلا أن التأثير سيكون في عدد الأحداث التي سيكون لها تأثير سلبي على حالة المناخ على كوكب الأرض، بالإضافة إلى أنها قد تشجع الدول التي ترددت في توقيع اتفاقية المناخ في الانسحاب من الاتفاقية أيضاً أو تخفيض التزاماتها نحو تلك الاتفاقية.
ويقول نيكولاس بيرنز، الدبلوماسي المتقاعد ونائب وزير الخارجية الأمريكية في عهد بوش الابن، إنه من وجهة نظر السياسة الخارجية، فإن خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية هو خطأ كبير يقوض زعامة الولايات المتحدة العالمية، وأضاف أن إحدى أدوات نجاح السياسة الخارجية الأمريكية، التجارية والعسكرية وغيرها من المفاوضات، تعتمد بشكل أساسي على مصداقية الإدارة الأمريكية، حيث إن هذا الانسحاب يعد مدمراً للمصداقية الأمريكية الدولية.
إلا أن داعمي ترامب في الولايات المتحدة خاصة الجمهوريين في الولايات المنتجة للفحم والوقود الصخري، أيدوا قرار خروج الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ، معللين ذلك بأن ترامب قد أوفى بوعوده الانتخابية بجعل أمريكا أولاً، حيث قام ترامب بمخاطبة عدد من العاملين في قطاع استخراج النفط العام الماضي ووعدهم بأنه سينسحب من الاتفاقية لصالح تعزيز صناعة النفط والفحم المحلية، بالإضافة إلى إعادة التفاوض بشأن اتفاقية نافتا، اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية.
وقامت دول أخرى بإصدار وعود بالالتزام ببنود اتفاقية باريس للمناخ، حتى في حالة خروج الولايات المتحدة من الاتفاقية.
ووعد الرئيس الصيني شي جين بينج بأن بلاده، التي تعتبر أكبر مصدر للانبعاثات الحرارية في العالم، مستمرة في تخفيض انبعاثاتها، رغم أي قرار ستتخذه الولايات المتحدة.
إلا أن الصحيفة ترى أنه من دون الولايات المتحدة، فإن هناك احتمالاً كبيراً ألا تقوم بعض الدول بتقديم تقارير دقيقة حول انبعاثاتها، خصوصا الدول التي تعد من أكبر مصدري الانبعاثات في العالم.
ويقول تود ستيرن، كبير مفاوضي المناخ في إدارة أوباما، إنه من المهم أن تكون هناك شفافية في اصدار التقارير الخاصة حول الانبعاثات، فإذا لم تكن الولايات المتحدة موجودة لدفع الدول الأخرى لعمل ذلك، فإن العالم بأسره قد خسر.
aXA6IDE4LjExNi4yMC4xMDgg جزيرة ام اند امز