تحالف "الهجرة غير الشرعية".. لوبي في قلب التكتل الأوروبي
من السويد إلى الدنمارك، يجري مستشار النمسا كارل نيهامر جولة في شمال أوروبا، تبدو روتينية، لكنها في الواقع تحرك من أجل "لوبي" أوروبي.
فنيهامر يتحرك في الواقع لتشكيل تحالف مصغر من الدول التي تشارك النمسا نفس الخط المتشدد في مكافحة الهجرة غير الشرعية، من أجل فرض أجندتها على التكتل الأوروبي.
- ملف الهجرة يبعثر طاولة "القمة الأوروبية".. "جدار خلافات"؟
- كسرت محرمات وغيرت سياسات.. أوكرانيا تخرج أوروبا من "منطقة الراحة"
وفي مؤتمر صحفي بالدنمارك، اليوم الجمعة، قال إنه يعتزم المضي قدما في مناقشة تقييد المساعدات الاجتماعية في بلاده، داخل الائتلاف الحاكم، لتقليل جاذبية فيينا للمهاجرين غير الشرعيين.
ويقترح نيهامر مرور ٥ سنوات على الإقامة في النمسا للحصول على كامل المزايا الاجتماعية في البلاد.
ويتخذ المستشار النمساوي من الدنمارك نموذجا في هذا الإطار، إذ يتطلب القانون الدنماركي أن يعيش الشخص ٩ سنوات في البلاد في آخر ١٠ سنوات للمطالبة بكامل المزايا الاجتماعية، وإذا لم يحقق هذا الشرط يحصل على نصف المزايا فقط.
ومن هذه النقطة، انتقل نيهامر للملف الرئيسي، وجدد عزمه محاربة الهجرة غير النظامية، قائلا إن النمسا والدنمارك حليفان في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
ومضى قائلا إن "الدنمارك تلعب دورا رائدا في مكافحة الهجرة غير الشرعية، كما أنها ليست بلدا جذابا للهجرة غير الشرعية بسبب تقييد أنظمتها للرعاية الاجتماعية".
وأوضح: "بالتعاون مع الدنمارك، تم التوصل إلى أن الاتحاد الأوروبي تعهد بالتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، لكننا غير راضين عما تم تحقيقه، لذلك هناك حاجة إلى تقوية الإجراءات في الحدود الخارجية للاتحاد".
وأمس الخميس، بدأ مستشار النمسا نيهامر جولة في شمال أوروبا، الخميس، بزيارة السويد ولقاء نظيره السويدي أولف كريسترسون، وشددا على تشابه رؤى البلدين في قضية اللجوء.
وقال المستشار في ستوكهولم يوم الخميس "السويد حليف قوي للنمسا".
كما أكد رئيسا الحكومتين أنهما يريدان بشكل مشترك مواصلة الضغط على الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بسياسة اللاجئين.
فيما أوضح المستشار النمساوي أن السويد نقطة اتصال مهمة بسبب رئاستها الحالية لمجلس الاتحاد الأوروبي، موضحا أن رحلته إلى شمال أوروبا تركز على قضية اللجوء وهي قضية أمنية بالنسبة للاتحاد الأوروبي بأسره.
ومضى قائلا "لذلك، نحن بحاجة إلى فهم جديد للوضع وحلول جديدة.. التعاون الوثيق مهم أيضًا للتصدي لمهربي البشر".
هذه الزيارة، تعكس تحركات النمسا بشكل متزايد من أجل فرض أجندتها المنادية بتشديد إجراءات تأمين الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لمواجهة الهجرة غير الشرعية، على المستوى الأوروبي، بالتزامن مع دراسة المؤسسات الأوروبية إمكانية تأمين هذه الحدود.
الاستراتيجية النمساوية
وتقوم الاستراتيجية النمساوية على تقوية الحدود الخارجية عبر إجراءات مراقبة الحركة عليها، وتشييد جدار ضخم على غرار ذلك الفاصل بين أمريكا والمكسيك.
ويريد مستشار النمسا تشييد سياج مشابه لذلك بين الولايات المتحدة والمكسيك، على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي.
وقال المستشار في تصريحات سابقة، "نحن بحاجة إلى حواجز فعالة". ويضيف: "يجب أن تكون عالية جدا، ويجب أن تتعمق جذورها (الأساسات) في الأرض ويجب مراقبتها باستمرار؛ مراقبة تقنية ومراقبة بشرية"
ووفق نيهامر، يمكن احتواء الهجرة غير الشرعية فقط من خلال جدار بهذه المواصفات.
نيهامر قال أيضا، إن الخطوة التالية هي "مشاركة المعرفة حول الجدار وكيفية بنائه مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى مثل بلغاريا (إحدى البوابات الأساسية للهجرة من جهة الشرق) من أجل تحسين حماية حدود الاتحاد الأوروبي".
ومضى قائلا إن الحماية القوية لحدود الاتحاد الأوروبي هي الأساس القوي لمنطقة شنغن حرة، ومكافحة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي.
وسجل الاتحاد الأوروبي مليون طلب لجوء في 2022، بينها ١٠٠ طلب قدمها أصحابها في النمسا، وهو السجل الأعلى منذ أزمة الهجرة في 201٥: