شركات أوروبا العملاقة تتحرك "عكس التيار".. ماذا تفعل "إيرباص" و"توي"؟
اتخذت شركات عملاقة في أوروبا قرارات معاكسة للتيار السائد الذي يتوقع تعافيا بطيئا لحركة السياحة والسفر من تداعيات جائحة كورونا.
وتتوقع عملاقة صناعة الطائرات الأوروبية " إيرباص"، وشركة "توي" الألمانية للسياحة (الأكبر في العالم)، حدوث تعاف لقطاع السياحة والطيران من تداعيات جائحة كورونا الاقتصادية، في توقيتات أقرب مما أعلنته من قبل.
زيادة إنتاج الطائرات
وزادت "إيرباص" أهدافها في إنتاج الطائرات، الخميس، مبدية اقتناعها بمؤشرات على تعاف عالمي ومعززة موقفها قبيل محادثات مع الموردين بشأن سبل توزيع الاستثمارات المطلوبة لانتشال قطاع الطيران من الركود الناتج عن الجائحة.
وحسب رويترز، ارتفعت أسهم "إيرباص"، أكبر صانع للطائرات في العالم، أكثر من 6% بعدما قالت إنها تبحث زيادة إنتاج طائراتها الرئيسية أحادية الممر إلى نحو المثلين بحلول منتصف العقد الجاري من مستويات متدنية أفرزتها الأزمة، مع تعزيز خطط الإنتاج للعام الجاري.
وقال جيوم فوري، الرئيس التنفيذي في بيان "بدأ قطاع الطيران التعافي من أزمة كوفيد-19".
السفر الداخلي
وأكدت "إيرباص" خططا لزيادة إنتاج الطائرة "إيه320-نيو" ذات الممر الواحد أكثر من 10% من المعدل الحالي البالغ 40 طائرة في الشهر إلى 45 بنهاية العام الجاري.
ومنحت الموردين هدفا جديدا لصناعة 64 طائرة شهريا بحلول النصف الثاني من 2023، متجاوزة مستوى الإنتاج القياسي السابق البالغ 60 طائرة بل وطموحها قبل الجائحة والذي كان لصنع 63 طائرة شهريا.
ويتعافى الطلب على الطائرات أسرع من المتوقع بقيادة حركة السفر الداخلي في الولايات المتحدة والصين.
وقالت "إيرباص" إنها تطلب من الموردين إتاحة الإمكانيات لتصور محتمل تصنع فيه 70 طائرة ذات ممر واحد شهريا بحلول الربع الأول من 2024.
وأضافت "إيرباص"، أنها "في الأجل الأطول، تستطلع فرصا لمعدلات تصل إلى إنتاج 75 طائرة شهريا بحلول 2025".
وقالت إن من المتوقع زيادة إنتاج الطائرة "إيه 350" عريضة البدن من 5 طائرات شهريا في المتوسط الآن إلى 6 طائرات بحلول خريف 2022.
ومن المتوقع أن يكون تعافي حركة الرحلات الطويلة على متن هذا النوع من الطائرات أبطأ.
توقعات أكثر تفاؤلا لـ"توي"
وبالنسبة لشركات السياحة، أعلن مجلس العاملين في الشركة، الخميس، أن شركة "توي" الألمانية للسياحة، ( أكبر شركة في العالم)، قررت تقليل عدد المكاتب السياحية المزمع إغلاقها في ألمانيا
وبموجب القرار الجديد، فإن من المنتظر إغلاق 55 من إجمالي نحو 450 مقرا للشركة في ألمانيا وهو ما يعني أن أكثر من 400 موظف سيضطر إلى مغادرة الشركة.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، أوضح المجلس، أن بعض المكاتب سيتم دمجها أو أنها ستواصل العمل رغم أنه كانت هناك نية بالأساس لإغلاقها.
وكانت إدارة الشركة تسعى بالأساس إلى إغلاق أكثر من 60 مقر.
وتابع المجلس: أن هناك أيضا خطة للضمان الاجتماعي في حال فصل الموظفين مشيرة إلى أن من المنتظر تجنب هذا الإجراء قدر المستطاع، ولهذا السبب سيتم تقديم "برنامج جذاب" للزملاء في المكاتب المعنية للمغادرة الطوعية.
ويتضمن البرنامج حصول الموظف في هذه الحالة على راتبا كاملا عن كل سنة عمل بالإضافة إلى ما يتراوح بين 3 إلى 6 رواتب ثابتة إضافية مع وجود حد أقصى لهذا المبلغ.
وحسب التصريحات الصادرة من الشركة، فإن ما لا يتجاوز 180 موظفا يمكن أن يُعْرَض عليهم العمل في مكاتب مجاورة، ومن المنتظر الإعلان عن التفاصيل في الأسبوع المقبل.
وقد امتدت المحادثات داخل الشركة لفترة طويلة وتناولت إلى جانب النتائج المترتبة على ضعف الإيرادات لبعض مكاتب توي، سياسة الرقمنة للرئيس التنفيذي للشركة فريتس يوسن.
وكانت "توي" ، التي تعد أكبر شركة سياحة في ألمانيا ، والعالم قد قررت تنفيذ إجراءات لتقليل النفقات بما في ذلك شطب للوظائف وذلك في ضوء التداعيات المترتبة على أزمة كورونا.
بيع حصتها في فنادق "ريو"
كما تعتزم شركة "توي" الألمانية للسياحة بيع حصصها في شركة الفنادق والمنتجعات الإسبانية "ريو" من أجل تقليص الديون التي تراكمت عليها في أزمة كورونا.
وستعمل "توي" بنظام التعهيد في العديد من عقاراتها مع تعزيز نشاطها الأساسي من خلال تقديم عروض لقضاء العطلات.
وبحسب ما أعلنته أكبر شركة سياحة في العالم مساء الخميس، ستتخلى "توي" عن حصتها البالغة 49% في الشركة المشتركة "ريو هوتلز إس إيه" لشركة أخرى مقابل 670 مليون يورو.
وتتعلق هذه الخطوة بـ 19 من الفنادق القائمة، وفندقين تحت الإنشاء.
وستشرف عائلة "ريو" التي تملك 3.6 % في شركة "توي" على الشركة المشترية.
وتتوقع "توي" إتمام الصفقة في أواخر الصيف المقبل في حال وافقت السلطات المعنية وتوافر التمويل كما هو مخطط له.
ويُعْتَقَد أن هذه الصفقة ستوفر "مكاسب دفترية كبيرة لتوي"، ولفتت الشركة إلى أن من المتوقع أن الصفقة ستدر مبلغا صافيا بقيمة 540 مليون يورو لـ "توي".
وتتمثل خلفية هذه الخطوة في رغبة "توي"، في التركيز بصورة أكبر على تشغيل الفنادق، وإدارة العلامات التجارية، وهذا الأمر ينطبق أيضا على الإدارة المشتركة لـ 100 فندق لشركة "ريو".
aXA6IDMuMTM5LjEwOC40OCA=
جزيرة ام اند امز