هل بدأ أكبر اقتصاد في العالم رحلة التعافي؟.. مؤشرات إيجابية
أعلنت الإدارة الأمريكية، عدة مؤشرات إيجابية لأكبر اقتصاد في العالم.. مما يطرح سؤالا بقوة: هل بدأ الاقتصاد التعافي؟
وانخفض العجز في ميزانية الحكومة الأمريكية، في أبريل/ نيسان الماضي، بفعل زيادة في الإيرادات وهبوط في المصروفات.
انهيار الوظائف
بينما أكد مجلس الاحتياطي الاتحادي ( المركزي الأمريكي)، أن المفاجأة المزدوجة في بيانات الوظائف والتضخم لم تغير خطط أكبر البنوك المركزية في العالم.
فيما تقول مجلة"بيزنس إنسايدر" الأمريكية، إن انهيار الوظائف الجديدة في أمريكا حير خبراء الاقتصاد، إذ كان الأمر صادما بشكل خاص، في ضوء تقرير مارس/آذار الذي أظهر مكاسب بنحو 900 ألف وظيفة.
انخفاض 69% في عجز أبريل
وحسب رويترز، سجلت الحكومة الأمريكية عجزا في الميزانية بلغ 226 مليار دولار في أبريل/نيسان الماضي، بانخفاض 512 مليار دولار أو 69% من العجز المسجل في الشهر نفسه من العام الماضي والذي كان أول شهر كامل من الإغلاقات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 .
عجز السبعة أشهر القياسي
ومع هذا، قالت وزارة الخزانة الأمريكية، إن العجز في الأشهر السبعة الأولى من العام المالي 2021، الذي بدأ في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا عند 1.932 تريليون دولار بزيادة 30% عن الفترة نفسها من العام المالي 2020.
وقفزت الإيرادات في أبريل/نيسان الماضي، بنسبة 82% عن مستواها قبل عام إلى 439 مليار دولار، لكن الزيادة ترجع جزئيا إلى مدفوعات لضرائب الدخل مؤجلة من العام الماضي.
فيما هبطت المصروفات بنسبة 32% مقارنة مع أبريل/نيسان 2020 إلى 665 مليار دولار، لأن ذلك الشهر شهد الجانب الأكبر من المدفوعات للأفراد في الجولة الأولى من حزمة التحفيز المالي لتخفيف تداعيات فيروس كورونا.
وبلغ إجمالي الإيرادات في الأشهر السبعة الأولى من العام المالي الحالي 2.143 تريليون دولار بزيادة 16% عن الفترة نفسها من العام المالي السابق، في حين ارتفع إجمالي المصروفات 22% إلى 4.075 تريليون دولار.
خطط المركزي لم تتغير رغم المفاجأة
ومن جانبه، قال ريتشارد كلاريدا نائب رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي( المركزي الأمريكي)، الأربعاء، أنه سيمر "بعض الوقت" قبل أن يتعافى الاقتصاد الأمريكي بدرجة كافية لأن يدرس البنك المركزي سحب الدعم للاقتصاد إلى مستويات ما قبل الجائحة.
وأضاف، أن المفاجأة المزدوجة المتمثلة في نمو ضعيف للوظائف، وقفزة للتضخم في أبريل/نيسان الماضي، لم تغير خطط مجلس الاحتياطي.
وقالت وزارة العمل الأمريكية، الأربعاء، إن مؤشر أسعار المستهلكين ارتفع 4.2% في الاثني عشر شهرا حتى نهاية أبريل/نيسان الماضي.
وتلك أكبر زيادة منذ سبتمبر/أيلول 2008. وقال كلاريدا إنه "مرتفع كثيرا" عما كان يتوقع.
فيما أضاف الاقتصاد الأمريكي 266 ألف وظيفة فقط في أبريل/نيسان الماضي، أو حوالي ربع الزيادة التي توقعها مسؤولو مجلس الاحتياطي وخبراء اقتصاديون كثيرون.
زيادة مؤقتة للأسعار
لكن كلاريدا قال إنه ما زال يتوقع أن الزيادة في الأسعار ستكون مؤقتة في حين أن تقرير التوظيف الضعيف يجعل وتيرة تعافي الوظائف "أكثر ضبابية" ويبرهن على "حكمة" مجلس الاحتياطي في الوعد بالحفاظ على سياسة نقدية تيسيرية.
وأضاف قائلا "لن نتردد في التحرك لدفع التضخم للانخفاض"، لكن "هذا درجة واحدة من البيانات مثلما كان تقرير العمالة... نحن نقول منذ بعض الوقت إن إعادة فتح الاقتصاد ستضع بعض الضغوط الصعودية على الأسعار".
انفجار العجز التجاري الأمريكي
قفز العجز التجاري الأمريكي إلى مستوى قياسي مرتفع في مارس/آذار، وسط تنام كبير في الطلب المحلي،ما صعد بقيمة الواردات.
وقالت وزارة التجارة الأمريكية، الأسبوع الماضي، إن العجز التجاري زاد 5.6% إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 74.4 مليار دولار في مارس/آذار الماضي، وجاء عجز التجارة متماشيا مع توقعات خبراء اقتصاديين.
وقفزت الواردات بنسبة 6.3% إلى مستوى قياسي عند 274.5 مليار دولار في مارس/آذار الماضي، في حين صعدت الصادرات 6.6% إلى 200.0 مليار دولار.
ورغم من اتساع العجز التجاري، نما الاقتصاد الأمريكي بمعدل سنوي بلغ 6.4٪ في الربع الأول من هذا العام، وهي ثاني أسرع وتيرة لنمو الناتج المحلي الإجمالي منذ الربع الثالث من عام 2003، وبعد نمو بلغ 4.3% في الربع 2020.
ويتوقع معظم الخبراء الاقتصاديين نموا يزيد على 10% للناتج المحلي الإجمالي في الربع الحالي، وهو ما سيجعل أكبر اقتصاد في العالم يحقق نموا لا يقل عن 7% للعام بكامله، مما سيكون أسرع نمو منذ عام 1984.
وانكمش اقتصاد الولايات المتحدة بنسبة 3.5% في 2020، وهو أسوأ أداء له في 74 عاما.
وفي 2020، ازداد عجز التجارة الأمريكية إلى أعلى مستوى في 12 عاما، إذ تسببت جائحة كوفيد-19 في اضطراب تدفقات السلع والخدمات، إذ قفز 17.7 بالمئة إلى 678.7 مليار دولار العام الماضي وهو الأعلى منذ 2008.