أوروبا تنتفض ضد إرهاب الإخوان.. تحركات دولية ومقترحات برلمانية
دول أوروبية كثيرة تشهد مؤخرا انتفاضة ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية، وتنشط في الكشف عن طرق تحايلها
بتزايد المطالبات الدولية بتسليط الضوء على خطورة الإخوان عالميا، دخلت الجماعة الإرهابية دائرة التركيز الأوروبي، وباتت أيديولوجياتها والخطر الذي تمثله ضمن أولويات تكتل القارة العجوز.
دول أوروبية كثيرة تشهد مؤخرا انتفاضة ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية، وتنشط في الكشف عن طرق تحايلها عبر إنشاء منظمات مخصصة لهذه الغرض.
وقبل أيام، أعلنت الحكومة النمساوية تأسيس مركز توثيق الإسلام السياسي، على غرار مركز توثيق اليمين المتطرف، وخصصت ميزانية مبدئية نصف مليون يورو للمركز، ومهمته مراقبة الإخوان والتنظيمات التركية وغيرها في البلاد، بما يشمل المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي.
ويتمثل دور مركز توثيق الإسلام المتطرف، في تحليل اتجاهات المتطرفين وخاصة الإخوان، وتوثيق جرائم التنظيم.
وفي يوليو/تموز الماضي، تقدمت لجنة "مكافحة التطرف" بمجلس الشيوخ الفرنسي بـ44 مقترحاً لمكافحة خطر المد الإخواني بينها "الحظر"، ضمن تقرير تضمن مخاوف من التطرف.
وطالبت اللجنة بفرض حظر على تنظيم الإخوان على الأراضي الفرنسية، وحثت أعضاء مجلس الشيوخ بإلزام الجمعيات ذات الطبيعة الدينية بالشفافية في مواردها، ولا سيما تلك القادمة من الخارج.
وفي 13 فبراير/شباط الماضي، ناقش البرلمان الألماني مشروع قرار ينص على فرض رقابة قوية ضد الإخوان الإرهابية في البلاد، قبل أن يحيله إلى لجنة الأمن الداخلي لمناقشته، في خطوة أولى نحو إقراره، لكنه تعطل بسبب فيروس كورونا المستجد.
وبصفة عامة، يعتبر هذا المشروع أول تحرك جاد في البرلمان الألماني لمواجهة خطر الإخوان الإرهابية، ويحتاج موافقة (50%+1) من أصل 709 نواب في البرلمان لتمريره.
ووفق مشروع القرار الذي قدمه حزب البديل لأجل ألمانيا، حزب المعارضة الرئيسي، في 11 فبراير/شباط الجاري، وحصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه، فإن "جماعة الإخوان هي العقل المدبر الذي يقف وراء شبكة الإسلام الراديكالي المنتشرة في ألمانيا".
ويحتل ملف الإخوان أولوية كبيرة في أجندة أحزاب ودول أوروبية كبرى، حيث تحاول بشتى الطرق مواجهة التنظيم الإرهابي.
مواجهة التطرف
وفي وقت تتخذ فيه دول مثل ألمانيا والنمسا خطوات في ملف مكافحة الإخوان، تقدم لوكاس ماندل، عضو حزب الشعب النمساوي الحاكم "يمين وسط"، ولينا ديبوت، ومونيكا هولماير عضوا الاتحاد المسيحي الحاكم في ألمانيا، وجميعهم أعضاء بالبرلمان الأوروبي، بمقترح في أبريل/نيسان الماضي، يهدف إلى مواجهة التيارات المتطرفة ومنها الإخوان.
وينص الاقتراح على إنشاء المركز الأوروبي للإسلام والديمقراطية ليتولى تقديم الدعم للمسلمين الداعمين للقيم الأوروبية والبعيدين على التيارات الأصولية والمتطرفة، وكشف التنظيمات التي تتبع أيدلوجيات موجهة ضد القيم ونمط الحياة في أوروبا، حسب ما نقلته صحيفة "فولكس بلات" النمساوية (خاصة).
ووفق المقترح، فإن المركز الأوروبي للإسلام والديمقراطية يركز عمله على دراسة وتحليل وكشف التنظيمات التي تروج لنفسها على أنها غير عنيفة، لكنها تعمل على تحقيق أهدافها سرا عبر وسائل عدة منها العنف، مثل الإخوان، وتنظيم الرؤية الوطنية "ميللي جورش" التركي وغيرهما.
ورغم قوة المقترح ووقوف أحزاب حاكمة ووزارات في النمسا وألمانيا خلفه، وحصوله على دعم البرلمان الأوروبي، إلا أن المفوضية الأوروبية لم توافق عليه، وبررت ذلك بأن "مهام وأهداف المركز المقترح مشمولة بالفعل في تشريعات وأنشطة حالية في التكتل، مثل برنامج الحقوق والمساواة والمواطنة، وبرنامج الحقوق المستقبلية".
ورغم رفض المفوضية الأوروبية، إلا أن النواب الثلاثة قدموا مقترح إنشاء مركز الإسلام والديمقراطية مجددا، مرفقا بعريضة ضد تقييم المفوضية، وجاري دراستها، وهو ما يكشف إصرارا كبيرا على محاربة تنظيم الإخوان الإرهابي.
تحت الضغط
الكاتب والباحث المتخصص في شؤون الإخوان، هايكو هاينش، قال في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية»، إن الإخوان تتعرض لضغط كبير في الوقت الحالي من الدول الأوروبية الكبرى.
وأضاف أن "هناك إدراكا متزايدا في أوروبا للخطر الذي تمثله الجماعة، وضرورة مواجهتها، والإجراءات الأخيرة قيدت قدرة الجماعة إلى المناورة والتحرك، ووضعتها تحت ضغط كبير".
وأعرب هاينش عن توقعاته "بإجراءات أخرى في العديد من الدول الأوروبية ضد أنشطة ومنظمات الإخوان خلال الفترة المقبلة".
وفي ضوء ما كشفه تقرير «المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية» من تحايل الإخوان على تلك الحرب عبر تخفيها تحت المظلة الحقوقية بدعم وتمويل قطري، تكمن أهمية تلك المراكز الأوروبية التي تم إنشاؤها أو الجاري العمل لإنشائها، لتكشف أساليب تحايل الجماعة.
كما أن هناك أهمية متزايدة لبحث آلية تعاون بين المراكز المعنية بمكافحة الإرهاب في العالم العربي وتلك الجاري إنشاؤها في أوروبا لمحاصرة تلك التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها الإخوان، وكشف ألاعيبها لدرء خطرها عن العالم أجمع.