بقايا صواريخ أطلقتها روسيا على أوكرانيا أظهرت استخدام موسكو لصواريخ استعادتها من كييف قبل عقود.
وعثرت القوات الأوكرانية على بقايا صواريخ من طراز "كيه إتش-55" دون سرعة الصوت التي تم تصميمها في السبعينيات لحمل رؤوس حربية نووية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقال الجنرال فاديم سكيبيتسكي، نائب رئيس المخابرات الأوكرانية، إن الرأس الحربي النووي تمت إزالتها من الصواريخ وأضيفت إليه رأس حربية معدنية ثقيلة لإخفاء حقيقة أنه لا يحمل حمولة - وهو تأكيد يدعمه البنتاغون والمخابرات العسكرية البريطانية.
ووفقا للمسؤول الأوكراني، لم تكن الصواريخ فقط مملوكة لأوكرانيا، بل كان الصواريخ والمقاتلات أيضا.
وقال الجنرال سكيبيتسكي إن الصاروخ والطائرة المقاتلة التي من المرجح أنها أطلقته، يشكلان جزءًا من مخزن للأسلحة سلمته أوكرانيا إلى روسيا في التسعينيات ضمن اتفاقية دولية تهدف إلى ضمان سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الأوكرانية عثرت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي على بقايا صاروخين آخرين من طراز كيه إتش-55 تمت إزالة الرؤوس الحربية منهما أيضًا، ويأتيان ضمن نفس مجموعة الأسلحة التي أرسلتها أوكرانيا إلى روسيا بموجب الاتفاقية.
فخاخ
وبحسب التقرير، تستخدم روسيا أسلحة أوكرانيا كشراك خداعية ضدها. وهو ما يوضحه الجنرال سكيبيتسكي: "عندما تطلق روسيا القاذفات الروسية صاروخا أوكرانيا قديما، تقوم قواتنا بالتعامل معه، وعندما تنشغل قواتنا بالتعامل معه، تطلق القاذفات الروسية صواريخ أكثر حداثة برؤوس حربية مدمرة".
والصواريخ الثلاثة هي جزء من مجموعة أوسع نطاقا من الصواريخ القديمة المعدلة المستخدمة في الضربات، بعضها على شكل فخاخ وبعضها الآخر تم تحديثه برؤوس حربية.
ويعد استخدام صواريخ كروز القديمة - بما في ذلك الصواريخ التي تم بناؤها في أوكرانيا منذ عقود - مجرد عنصر واحد في صراع معقد ومميت يلعب فيه الخداع دورًا، إلى جانب القتال في ساحة المعركة.
يشار إلى أن أوكرانيا وقعت مع اتفاقية مع روسيا في التسعينيات، تعرف باسم مذكرة بودابست، وافقت كييف بموجبها على التخلي عن ترسانتها النووية - ثالث أكبر ترسانة في العالم في ذلك الوقت، والتي ورثتها عن الاتحاد السوفيتي المنهار - ونقل جميع الرؤوس الحربية النووية إلى روسيا لإيقاف تشغيلها مقابل ضمانات أمنية.
وقال الجنرال سكيبيتسكي: "تم تسليم جميع الصواريخ الباليستية والقاذفات الاستراتيجية من طراز تو-160 وتو-95 إلى روسيا. والآن، يستخدمون صواريخ كيه إتش-55 ضدنا بهذه القاذفات. ربما كان من الأفضل لو سلمناهم إلى الولايات المتحدة".
كما قدم الجنرال تقييمًا مفصلاً للقدرات الروسية الحالية وقدرة أوكرانيا على مواجهة التهديد.
ووفقا للصحيفة، تتوافق روايته بشكل عام مع التصريحات العلنية لمسؤولين عسكريين أوكرانيين آخرين ووزارة الدفاع البريطانية والبنتاغون والمحللين العسكريين.
مخزون موسكو
ورغم الاعتقاد على نطاق واسع بأن مخزونات روسيا من الصواريخ الأكثر حداثة ودقة على وشك النفاد، قال الجنرال سكيبيتسكي إن مصانع الأسلحة الروسية تمكنت من بناء 240 صاروخ كروز دقيقا من طراز كيه إتش-101 وحوالي 120 من صواريخ كاليبر البحرية منذ بدء إطلاق الصواريخ.
وبحسب تقرير صدر الأسبوع الماضي عن مؤسسة أبحاث تسليح النزاعات، وهي مجموعة مستقلة مقرها في بريطانيا تقوم بتحديد وتتبع الأسلحة والذخيرة المستخدمة في الحروب، واصلت روسيا إنتاج صواريخ دقيقة جديدة، حتى أكتوبر/ تشرين الأول، على الرغم من العقوبات الغربية.
وأوضح الجنرال سكيبيتسكي الجهات التي تحاول موسكو من خلالها اختراق سماء أوكرانيا - إرسال صواريخ إلى أوكرانيا من البحر الأسود في الجنوب، من المنطقة المحيطة ببحر قزوين والجنوب الشرقي ومن روسيا في الشرق ومن بيلاروسيا في الشمال.
وقال الجنرال إنه منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تغيرت أنماط طيران القاذفات الروسية، وباتت تسلك طرقا ملتوية لتجنب الدفاعات الجوية. لكنها لا تدخل المجال الجوي الأوكراني، مما يحد من فاعليتها.
وتمتلك المخابرات الأوكرانية في الأغلب ساعة بعد إقلاع القاذفات الروسية من القاعدة لتتبع الرحلات الجوية، قبل أن يصل الطيارون إلى "منطقة النار" ويطلقون الصواريخ.