كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية تفاصيل جديدة حول منفذ محاولة الانقلاب في ألمانيا، والذي وصفته بـ"المتآمر المهووس" بممتلكات العائلة.
وأشار التقرير إلى أن الأمير هاينريش الثالث عشر ظل لعقود من الزمان، بالنسبة لكثير من الألمان، رجلا غريب الأطوار، ولم يدر بخلدهم يوما أن يتزعم "مؤامرة" للإطاحة بالنظام الديمقراطي في البلادهم، وقيام نظام جديد بدعم من حركة يمينية متطرفة تدعى "مواطنو الرايخ".
ووفقا للصحيفة فقد كان هاينريش شديد الاعتزاز بـ"الماضي التليد" لعائلته التي حكمت في السابق جزءا كبيرا مما يعرف الآن باسم ولاية تورينغن، شرقي ألمانيا، ما دفعه لإعادة تمثيل معركة من "حرب الثلاثين عاما"، والتي كانت سلسلة من الصراعات الدامية التي مزقت أوروبا بين عامي 1618 و1648.
كما مارس ضغوطا على الحكومة المحلية في بلدة غيرا في ولاية تورينغن، لفتح إحدى مقابر أسلافه التي تعود إلى القرن السادس عشر أمام الزوار.
لكن السلطات ألقت القبض على هاينريش الثالث عشر، 71 عاما، بعد اتهامه بالضلوع في مؤامرة يمينية متطرفة لإسقاط نظام الحكم وتنصيبه على رأس حكومة انتقالية.
ووفقا للتحقيقات، فقد خطط هاينريش، أحد رجال الأعمال الناجحين، لتنفيذ الانقلاب مع ضباط وجنود سابقين وحاليين بالتعاون مع منظمة "مواطنو الرايخ"، بعد أن وحدتهم مجموعة أفكار ترى أن النظام الديمقراطي في ألمانيا "غير شرعي مفروض من قبل الحلفاء عام 1945.
وتشير الصحيفة إلى أن تورط هاينريش في المؤامرة جاء نتيجة فشله في استعادة عقارات سلالته الملكية، والتي تم الاستيلاء عليها أثناء فترة الحكم الشيوعي لشرق ألمانيا.
وعقب سقوط الشيوعية في تسعينيات القرن الماضي سعى هاينريش الثالث عشر إلى استعادة تلك الممتلكات، والتي كان من بينها أكثر من 25 ألف فدان من الأراضي في ولاية تورينغن، بالإضافة إلى مجموعات من كبيرة من العقارات.
رفض هاينريش الرابع عشر، المتحدث باسم عائلة رويس، الإقرار بالمشاركة في "مؤامرة الانقلاب"، وقال في تصريحات للتايمز" إن هاينريش الثالث عشر، قريبه بالتبني، كان مهووسا بحملته العقيمة إلى حد كبير، والتي أدت إلى انهيار زواج سابق.
وأشار إلى أن قريبه (هاينريش الثالثة عشر) يعاني صعوبات مادية ونفسية، قائلا: "أعتقد أنه كان يواجه صعوبات مالية، فقد اضطر إلى بيع بعض ممتلكاته من أراضي الغابات بسبب التكلفة الباهظة للمعارك القضائية التي خاضها والتي تجاوزت الملايين".
هاينريش الثالث عشر، هو الأصغر بين أربعة أشقاء، وينتمي إلى فرع صغير من سلالة رويس، وتستند مطالبه إلى استعادة ممتلكات العائلة على أحداث تمتد من لندن إلى موسكو.
في عام 1945، توفي هاينريش الخامس والأربعون، آخر قادة الأسرة الملكية، ووفق التقاليد يحمل الذكور في عائلة رويس لقب "هاينريش" مع إعادة الترقيم في نهاية كل قرن.
وأكد هاينريش الثالث عشر في المحكمة أنه الوريث الشرعي لجده هاينريش الخامس والأربعين الذي تبنى والده. كما زعم أن مصادر ممتلكات العائلة غير قانونية لأن هاينريش الخامس والأربعين كان يحمل الجنسية البريطانية.
وأوضح هاينريش الرابع عشر أن قريبه حقق نجاحًا محدودًا للغاية في استعادة بعض الأعمال الفنية التي كانت ملكا العائلة، لكنه باعها عبر دار كريستيز للمزادات.
واستغل هاينريش الثالث عشر عائدات تلك الأعمال لشراء وترميم نزل الصيد القديم لسلالة ريوس في مدينة باد لوبينشتاين، والذي قالت سلطات إنفاذ القانون إنه كان بمثابة مقر لـ"المتآمرين الانقلابيين".