أوروبا تتوعد أسطول الظل الروسي.. هل تتوقف رحلات قاهر العقوبات؟
توعد الاتحاد الأوروبي الخميس بفرض مزيد من العقوبات على السفن الروسية بعد أن أعلنت السلطات الفنلندية فتح تحقيق يتعلق بقيام ناقلة نفط أبحرت من ميناء روسي بـ"تخريب" كابل كهربائي يصل فنلندا واستونيا.
عجزت التحركات الأمريكية والأأوروبية لمحاصرة عائدات النفط الروسية في تجفيف الموارد المالية لموسكو، بفضل أسطول الظل الروسي.
وفي يوم عيد الميلاد، انفصل كابل "استلينك 2" البحري الذي ينقل الكهرباء من فنلندا إلى إستونيا عن الشبكة، بعد نحو شهر من قطع كابلين للاتصالات في المياه الإقليمية السويدية في بحر البلطيق.
وأثنت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي على التحرك السريع لفنلندا "في الصعود على متن السفينة المشتبه بها"، مشيرة إلى أن التكتل "يعمل مع السلطات الفنلندية بشأن التحقيق الجاري".
وأضافت في بيان مشترك "ندين بشدة أي تدمير متعمد للبنية التحتية الحيوية في أوروبا. السفينة المشتبه بها جزء من أسطول الظل الروسي الذي يهدد الأمن والبيئة بينما يمول ميزانية الحرب الروسية".
وفقا لفرانس برس، تابع البيان "سنقترح المزيد من الإجراءات بما في ذلك العقوبات لاستهداف هذا الاسطول".
وأسطول الظل هي التسمية التي تطلق على السفن التي تتحايل على العقوبات المفروضة على موسكو بنقل النفط الروسي الخام المحظور وبيعه.
ووقعت عدة حوادث مماثلة في بحر البلطيق منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022.
وأكد الاتحاد الأوروبي ردا على هذه الحوادث أنه يعزز "جهود حماية الكابلات البحرية، بما في ذلك تبادل المعلومات وتقنيات الكشف الجديدة وكذلك قدرات إجراء إصلاحات تحت سطح البحر".
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الشهر على إدراج نحو 50 ناقلة نفط أخرى في القائمة السوداء من "أسطول الظل" الروسي، في إطار الحزمة ال15 من عقوبات التكتل على موسكو.
مصطلح "أسطول الظل" أطلق على ناقلات النفط التي تمتلكها شركات الشحن الروسية وتستخدمها بهدف إيصال النفط الروسي إلى الدول التي لا تفرض عقوبات أو حظرا على النفط الروسي مثل الصين أو الهند.
ووفقا لتقرير صادر عن وزارة الخزانة الأمريكية في عام 2020 تقوم الناقلات التي تنتمي إلى "أسطول الظل" بتغيير الأعلام التي تحملها وإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال لتجنب التتبع، بالإضافة إلى إرسال إشارات خادعة وتبادل النفط في البحر.
وأشار التقرير إلى أن بعض هذه الناقلات تغير اسم السفينة وتستخدم أسماء شركات وهمية أو تزور المستندات لإخفاء ملكية الناقلة، وغالبا ما تبحر دون تأمين حقيقي، بهدف البقاء بعيدا عن متناول السلطات البحرية.
وقدرت شركة الذكاء الاصطناعي البحري "ويندوارد" في أواخر عام 2023 أن "أسطول الظل" الروسي يضم نحو 1400 إلى 1800 سفينة، ما يعادل خُمس تجارة النفط العالمية، وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
تستخدم روسيا أساطيل الظل لتصدير النفط والغاز والمواد الخام إلى أوروبا وآسيا، وتعمل على تغيير الأعلام وإيقاف أجهزة التعقب، واستخدام شركات وهمية للهروب من رقابة السلطات.
ويقول تقرير لوكالة بلومبيرغ عام 2023 إن استخدام روسيا هذه التكتيكات قد زاد من صعوبة تتبع الشركات والتجار التي ازدهرت أعمالهم بفضل ممارسات روسيا للاتفاف حول العقوبات، مما أدى إلى صعوبة تحديد مدى العائدات التي تحصل عليها موسكو من صادرات النفط.
aXA6IDE4LjIyNC40My45OCA= جزيرة ام اند امز