أوروبا تتشدد في مكافحة الهجرة لكن "هاتف الإنذار" ما زال يدق
"هاتف الإنذار" مبادرة لنشطاء ألمان دشنت قبل 4 سنوات، وأسهمت منذ خريف 2014 في 2300 عملية إنقاذ.
تفرض دول أوروبية مزيدا من القيود على استقبال لاجئين غير شرعيين يتدفقون إلى سواحلها عبر البحر، لكن رغم ذلك لا يزال هاتف إنذار الطوارئ يستقبل عشرات الاستغاثات يوميا.
و"هاتف الإنذار" مبادرة لنشطاء ألمان دشنت قبل 4 سنوات وتعمل على تلقي استغاثات مراكب صغيرة متهالكة مكدسة بالمهجرين غير الشرعيين.
- ألمانيا تأمل بالتوصل لاتفاق مع اليونان وإيطاليا بشأن المهاجرين
- اللاجئون.. جمرة نار تؤرق ضمير أوروبا وتختبر قيمها
وبحسب موقع دويتش فيله، يجلس الألماني هاغن كوب في مقهى بمدينة فرانكفورت وينكب على جهاز كمبيوتره المحمول، إلى جانبه هاتفه الجوال الذي يدق بين الحين والآخر لتلقي نداء استغاثة من مراكب المهاجرين غير الشرعيين.
وكانت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، قد أعلنت، مطلع الشهر الجاري، وفاة 850 مهاجرا غرقا في البحر المتوسط خلال الشهرين الماضيين.
ويدير كوب و150 متطوعاً في ألمانيا والنمسا وإسبانيا خدمة "هاتف الإنذار"، التي تتلقى الاتصالات الهاتفية الطارئة من المهاجرين في عرض البحر الأبيض المتوسط، عبر منظومة تعمل على مدار الساعة.
وأسهمت خدمة "هاتف الإنذار" منذ خريف 2014 في 2300 عملية إنقاذ، بحسب دويتش فيله.
وفي محاولة لتفادي إجراءات متشددة في استقبال المهاجرين، تغير طريق الهجرة إلى أوروبا هذا الصيف؛ إذ أصبح الطريق الرئيسي ينطلق من طنجة المغربية إلى إسبانيا، وذلك بعد إغلاق إيطاليا ومالطة موانئهما في وجه مراكب المهاجرين.
ونهاية شهر يونيو/تموز الماضي، رفضت السلطات الإيطالية استقبال سفينة لإنقاذ المهاجرين من الرسو في موانئها في ثالث رفض من نوعه خلال الشهر نفسه، وبعد ساعات من انتهاء اجتماع للقادة الأوروبيين بشأن الهجرة خيم عليه التوتر.
وزير النقل الإيطالي دانيلو تونينلي، كان قد أعلن، في بيان له، نهاية يونيو/حزيران الماضي، أنه تلقى طلبا رسميا من وزارة الداخلية التي يقودها اليميني ماتيو سالفيني، برفض دخول سفينة تابعة لمؤسسة إسبانية خيرية، معللا ذلك بأنها تشكل خطرا على النظام العام.
وخلال أقل من شهر منذ توليه السلطة، قاد سالفيني سياسة حكومية جديدة لإغلاق الموانئ في وجه سفن المنظمات الخيرية التي تنتشل المهاجرين من قوارب يكدسهم فيها المهربون.
ويقول نشطاء أوروبيون إن رفض السلطات استقبال قوارب إنقاذ (خاصة) بمساعدة اللاجئين "تقاعس عن تقديم مساعدة واجبة"، محذرين من أن أوروبا تخون بهذه الإجراءات "قيم التضامن والكرامة الإنسانية".
وفي اليوم الواحد، يتلقى كوب ورفاقه في مبادرة هاتف الإنقاذ نحو 24 نداء إغاثة من قوارب صغيرة الحجم وبلا محركات.
ونهاية الشهر الماضي، أعلن وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي، أن بلاده وافقت على الاستمرار في استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من البحر على الأقل حتى يتم وضع استراتيجية أوسع للاتحاد الأوروبي تعالج التوزيع العادل للمهاجرين.
وحتى يتوصل زعماء القارة العجوز لسياسات واضحة بشأن الهجرة غير الشرعية لا يزال هاتف كوب يدق ليحمل أملا في نجاة مئات البشر الذين يصارعون الموت، وسط انتقادات حول ما إذا كان الناشط الألماني يمد يد العون لمهربي البشر.
لكن كوب يجيب بسرعة وبتصميم، بحسب دويتش فيله، قائلا: "نحن نقوم برد فعل فوري على ترك الناس يموتون في عرض البحر، إنه شيء لا يمكننا تحمله"، ويهز رأسه مستغرباً من تلك الاتهامات.