"الهجرة غير الشرعية".. تتصدر أجندة رئيس وزراء إسبانيا الجديد
سانشيز يتخذ موقفا يتعارض مع رفض معظم سياسيي أوروبا للمهاجرين وطالبي اللجوء.
خلال أيام قليلة تحول بيدرو سانشيز، زعيم الحزب الاشتراكي في إسبانيا، من نائب لا يحظى بشعبية في استطلاعات الرأي إلى رئيس وزراء الدولة، صاحبة رابع أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.
قاد سانشيز في 31 مايو الماضي حملة برلمانية لنزع الثقة عن رئيس الوزراء السابق ماريانو راخوي، في أعقاب اتهامات فساد لطخت حكومته المحسوبة، وفي 2016 قاد سانشيز الاشتراكيين من اليسار الوسط إلى النتائج الانتخابية الأسوء في التاريخ الحديث، ما دفعه إلى الاستقالة من منصبه كرئيس للحزب، لكن سرعان ما تمت إعادة انتخابه للمنصب مرة أخرى في مايو 2017.
وأدى سانشيز اليمين الدستورية في الثاني من يونيو الماضي، وبعد مضي شهر تقريبا على توليه المنصب لم يضع "السيد الوسيم"، كما يطلق عليه في الصحافة الإنجليزية، وقتا في محاولة وضع إسبانيا على مسار جديد أكثر ليبرالية بعد 6 سنوات ونصف السنة في حكم راخوي المحافظ.
ووفقا للإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر" تتضمن أجندته حتى الآن مشكلات متعلقة بالهجرة، وقالت ساندرا ليون، خبيرة السياسة الإسبانية في جامعة يورك بإنجلترا: "هذه القضية ربما تكون مهمة لأنها من المحتمل أن تحشد دعما شعبيا ولا علاقة لها بالميزانية".
وكان صعود زعيم الحزب الاشتراكي إلى رأس الحكومة الإسبانية مفاجأة هائلة لكثير من الأشخاص في إسبانيا، إلا أنه جلب صورة حديثة إلى الحكومة، فعلى عكس راخوي الذي طالما كان هدفا للسخرية بسبب مهاراته الإنجليزية الضعيفة يجيد سانشيز الإنجليزية ويتحدثها بطلاقة.
ويعتبر منصب سانشيز رغم ذلك هشا، حيث حصل الاشتراكيون على 84 مقعدا فقط من أصل 350 مقعدا في مجلس النواب، مقابل 134 مقعدا للحزب الشعبي المعارض الآن، وتمكن سانشيز من أن يحل محل راخوي بمساعدة الأحزاب الصغيرة فقط التي تتضمن جماعات: الباسك والكتلان وحزب بوديموس، لذلك سيحتاج رئيس الوزراء الجديد إلى إبقائهم في فريقه لتمرير قوانينه.
وفي يومه الخامس من رئاسته للحكومة الإسبانية صنع سانشيز التاريخ بتعيين أول حكومة تضم عددا أكبر من السيدات مقارنة بالرجال، 11 من أصل 17 منصبا حكوميا بينها وزارات الدفاع والمالية والاقتصاد والداخلية، جميعهم الآن تحت قيادة سيدات.
وحسب تقرير الأمم المتحدة للمرأة، تعتبر هذه هي الحصة النسائية الأكبر في أي حكومة حول العالم، وتعد رسالة قوية حول المساواة بين الجنسين إلى المواطنين والمؤسسات.
ولا تزال الحكومة الجديدة تعمل وفقا للميزانية التي صدقت عليها الحكومة السابقة، التي يحظى حزبها بأغلبية في مجلس الشيوخ، ما يمكن أن يشكل عقبات أمام رئيس الوزراء سانشيز في طريقه للإصلاح.
وفيما يتعلق بالهجرة، ونظرا لأن الشواطئ الإسبانية تعتبر محطة وصول لآلاف من المهاجرين سنويا، يتخذ سانشيز موقفا يتعارض مع رفض معظم سياسيي أوروبا للمهاجرين، وفي أول قمة أوروبية يحضرها توصل إلى اتفاق يتضمن فتح مراكز جديدة في الدول الأعضاء لاستخدامها في تسكين وتأهيل طالبي اللجوء، وسيتم افتتاح هذه المراكز على أساس طوعي إلا أنها ستدار وتمول من قبل الاتحاد الأوروبي.
وبخصوص مشكلة كتالونيا التي أصبحت الأزمة السياسية الأكبر في إسبانيا منذ عودتها إلى الديمقراطية عام 1978، نقل سانشيز السياسيين الكتلان المعتقلين من سجون بالقرب من مدريد إلى أخرى في برشلونة؛ عاصمة كتالونيا، ليكونوا أكثر قربا من عائلاتهم ومحامييهم.
والتقى، الإثنين الماضي، رئيس كتالونيا الجديد كيم تورا، بينما كان يرفض راخوي دائما التفاوض المباشر مع كارليس بوتشيمون، الرئيس السابق للإقليم.
وينتاب القلق كثير من الإسبان حول استقلال كتالونيا، لكن وفقا لاستطلاع رأي أجري في أبريل الماضي، وجد أن 47% منهم يدعمون استفتاء الاستقلال كطريقة لتخفيف التوتر بين الطرفين، وبالنسبة لكثير من المحللين يمكن لهذه الاتفاقيات حل الأزمة مع كتالونيا أن تصنع سانشيز أو تكسره.
ويحاول رئيس وزراء إسبانيا أيضا التقرب من أوروبا، فقبيل قمته الأوروبية الأولى قام بزيارته الرسمية الأولى إلى الخارج، للقاء رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون لمناقشة أمور الهجرة.