المفوض الأوروبي للمناخ: «ببساطة» الطموح مرتفع للغاية في COP28
شدد مفوض الاتحاد الأوروبي الجديد للعمل المناخي، قائلا: "يخطرنا العلماء بأن هناك حاجة لمزيد من الطموح، وأن نافذة الفرص تنفد بالفعل".
الوقت ينفد أمام فرص الحد من الاحتباس الحراري العالمي بما لا يتجاوز درجتين مئويتين، أو درجة ونصف درجة مئوية، على نحو أفضل، مقارنة بمستويات ما قبل عصر الصناعة ـ وهو الهدف الذي حدده زعماء العالم في مؤتمر باريس للمناخ عام 2015.
ويأتي انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، الذي ينطلق في دبي يوم الخميس المقبل، في وقت يتسم بالحساسية من الناحية الجيوسياسية، في ظل تواصل الحرب الروسية في أوكرانيا، والحرب في غزة.
ويأمل مفوض الاتحاد الأوروبي الجديد للعمل المناخي فوبكه هوكسترا في مقابلة مع غرفة الأخبار الأوروبية (إي إن آر)، أن تعطي محادثات المناخ التي تجريها الأمم المتحدة زخما جديدا لمكافحة الاحتباس الحراري.
وسوف يسعى الاتحاد الأوروبي خلال COP28 في دبي إلى إقناع الدول التي تمثل أكبر مصادر للانبعاثات الكربونية، مثل الصين، ببذل مزيد من الجهد لمكافحة التغير المناخي. وفي المقابل، فإن الاتحاد على استعداد للمساعدة في دفع تكاليف مواجهة الأضرار الناجمة عن الظاهرة في المناطق الفقيرة من العالم، على سبيل المثال.
ويرى هوكسترا أن المفاوضين يواجهون "صعودا شاقا" في سبيل التوصل لاتفاق تسوية نهائي خلال COP28، مضيفا: "ببساطة، الطموح مرتفع للغاية".
وقال المفوض الأوروبي إن زيارته الأخيرة للصين ومنطقة الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، كشفت له عن الصعوبات التي يجب التغلب عليها، كما أنه استمع إلى المواقف الرسمية وغير الرسمية لمختلف الدول، وحللها سعيا للوصول إلى "منطقة آمنة" محتملة.
وتابع هوكسترا: "في جميع هذه المجالات- الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، وغاز الميثان، وأسواق الكربون، والتخلص التدريجي من (الوقود الأحفوري)- أنا أبحث دوما، كما تعلمون، عن إشارات، وأقدم اقتراحات، واستمع إلى آراء، وأحاول إعادة صياغة مواقف بعينها"، سعيا لسد هوة الخلافات.
صندوق الخسائر والأضرار: القوة الاقتصادية قرينة المسؤولية
وأعرب هوكسترا بوضوح عن اعتقاده أنه يتعين على الصين، التي تتباهى بأنها صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، أن تكون مساهما في صندوق الخسائر والأضرار، وليس مستفيدا منه.
ويهدف الصندوق، الذي اتفقت دول العالم على إنشائه في COP27 بشرم الشيخ العام الماضي، إلى تقديم المساعدة المالية لدعم الدول النامية والفقيرة في التغلب على تبعات التغير المناخي وتداعيات جائحة فيروس كورونا.
وقال: "حققت الصين تقدما هائلا. إنها صاحبة ثاني اقتصاد في العالم، وبها تقريبا نفس عدد السيارات الكهربائية الموجودة في الاتحاد الأوروبي... ومع كل هذا النفوذ وهذه القوة الاقتصادية تأتي المسؤولية."وإنه يتعين أن يكون هذا هو الحال مع الآخرين: "من يمكنه الدفع، فليدفع". وخلص إلى أن صندوق الخسائر والأضرار يجب أن يخصص لمن هم "أكثر احتياجا".
وبحسب المفوض الأوروبي، يتعين أن يقدم الصندوق الدعم المالي "لعدد محدود من الدول، وليس لكل من يواجه كوارث مناخية".
وعلى سبيل المثال، يتعين أن تستفيد من الصندوق الجزر الصغيرة والدول الأفريقية التي لا مسؤولية لها في " أي جزء من التغير المناخي" ولكنها "تصاب بموجات الجفاف، والفيضانات، والأمطار الغزيرة".
وأكد هوكسترا أن الصندوق "لا يهدف إلى تعويض الخسائر والأضرار" بحسب المعنى الحرفي للعبارة، ولكن بقدر ضمان أن الدولة التي تصاب بكارثة مناخية "تملك القدرة على مواصلة" تسيير الأمور.
وقال إنه لهذا السبب، فإن بعض الدول المشاركة في مؤتمر دبي "ليست على يقين بعض الشيء بشأن ما إذا كان يجب أن يطلق على الصندوق /الخسائر والأضرار/"، رغم أنه يرى هذا التساؤل أمرا ثانويا.
وأردف: "من المهم بمكان أن نوضح معايير الاستحقاق، والهدف من إنشاء الصندوق".
ويهدف صندوق الخسائر والأضرار إلى تقديم 100 مليار دولار مساعدات سنوية للدول الفقيرة. وتتوقع الدول النامية من البلدان الصناعية الغنية، على وجه الخصوص، الإسهام في الصندوق. ويأمل البعض في الحصول على مبالغ سنوية تصل إلى مئات المليارات.
ورغم ضخامة الأموال التي صدرت بها تعهدات، فإنها تشكل جزءا صغيرا من إجمالي تريليوني دولار ستكون هناك حاجة إليها بحلول عام 2030, بحسب تقديرات الأمم المتحدة، لتمويل جهود التكيف مع التغير المناخي، بالإضافة للمساعدات ذات الصلة للدول النامية.
مكافحة التغير المناخي "لن تفلح إلا بتوافق واسع النطاق"
وقال هوكسترا إن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن 7% فقط من الانبعاثات الكربونية العالمية، وإن معركة مكافحة المناخ "لن تفلح إلا بتوافق واسع النطاق" بين الدول والشركات الكبرى والمواطنين.
وعلى مدار شهر ونصف شهر، زار وزير الخارجية الهولندي السابق هوكسترا 13 دولة، من بينها البرازيل وتشيلي وإسبانيا والسعودية، كما عقد 55 لقاء مع وزراء ومبعوثين خاصين ومفاوضين وقادة منظمات دولية.
وقال المفوض الأوروبي: "نحن بحاجة إلى مزيد من الجهود خلال العقد المقبل لضمان إقامة جسور مع باقي العالم".
ويملك هوكسترا تفويضا لإجراء مفاوضات، يحمل تصديق الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، ويشمل دعوات لمضاعفة القدرة الحالية على إنتاج الطاقة المتجددة بواقع ثلاثة أمثال بحلول عام 2030، وأيضا مضاعفة معدل كفاءة الطاقة ووضع حد أقصى لإعانات دعم الوقود الأحفوري.
وأكمل: إن التفويض يهدف أيضا إلى إقناع باقي دول العالم، بضرورة الابتعاد عن الوقود الأحفوري بشكل عام، و"الفحم على نحو خاص"، مضيفا أن "من بين أنواع الوقود الأحفوري، يسبب الفحم القدر الأكبر من الضرر."
وأشار هوكسترا إلى أن من شأن "المواقف والمصالح المتنوعة" للدول أن تجعل المحادثات أكثر تعقيدا وسط "ظروف طبيعية على نحو أكثر"، وأوضح أنه على مدار السنوات الأخيرة جعلت الجغرافيا السياسية الأمور "أكثر صعوبة على نحو مطلق".
غير أنه أوضح في الوقت نفسه أنه ليس هناك خيار آخر سوى التوصل إلى اتفاق، وقال إن كوكب الأرض يضع "خطوطا حمراء".
وأكد هوكسترا أن الطموحات السامية يمليها العلم، ولكن "لسوء الحظ، لم نقترب من ذلك بعد."
aXA6IDMuMTQ0LjIxLjIwNiA= جزيرة ام اند امز