هل يوجه ترامب ضربة مالية لشركات أوروبا؟.. حالة عدم يقين تجاري
![الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد أوروبا بالتعريفات الجمركية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/10/195-011320-european-companies-warn-uncertainty_700x400.jpg)
تستعد الشركات الأوروبية لضربة مالية من حرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة.
تستعد الشركات الأوروبية لضربة مالية من حرب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة، حيث حذر بعض كبار المسؤولين التنفيذيين من أن حالة عدم اليقين بشأن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التجارية تؤثر بالفعل على خطط الاستثمار.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، أرجأ الرئيس الأمريكي فرض رسوم جمركية باهظة على كندا والمكسيك لكنه لا يزال يضع الاتحاد الأوروبي في مرمى نيرانه، مما ترك المسؤولين التنفيذيين في حيرة بشأن نطاق وتأثير أي رسوم جديدة.
و قال ماركوس كريبر، الرئيس التنفيذي لشركة RWE الألمانية، أحد أكبر منتجي الطاقة في أوروبا، إن تهديد الرسوم الجمركية كان يبطئ استثمارات مجموعته في مشاريع الرياح والطاقة الشمسية في الولايات المتحدة.
ويضيف كريبر إن الرسوم الجمركية المحتملة خلقت حالة من عدم اليقين بشأن "ما يمكن الحصول عليه في الولايات المتحدة". وأن السلع الوسيطة مثل البطاريات "تحتاج إلى الاستيراد لأنه لا يوجد تصنيع محلي لها حتى الآن"
وفي الولايات المتحدة. كانت بعض الشركات، بما في ذلك مجموعة السلع الفاخرة LVMH وشركة النفط الكبرى Shell، تفكر في زيادة وجودها في البلاد.
عدم اليقين
وقال محللون في بنك غولدمان ساكس في مذكرة إن "الرسوم الجمركية نفسها ليست بالضرورة هي المهمة، بل إن عدم اليقين التجاري هو الذي يضرب النمو الاقتصادي ونوايا الاستثمار".
ويتوقع البنك بالفعل بعض التأثير من التعريفات الجمركية حيث يتوقع فريق الأسهم التابع له نموًا في الأرباح الأوروبية للسهم بنسبة 3% فقط في عام 2025 -وهو أقل بكثير من توقعات الإجماع للمحللين.
ويستعد الاتحاد الأوروبي لتقديم تنازلات لتجنب حرب تجارية مع ترامب، الذي اشتكى من أن الأوروبيين "لا يشترون السيارات الامريكية ، ولا يأخذون منتجات زراعية، ولا يأخذون أي شيء تقريبًا ونحن نأخذ منهم كل شيء".
ويمثل الاتحاد الأوروبي حوالي 15 في المائة من واردات الولايات المتحدة، حيث تعد الآلات والأدوية والمواد الكيميائية من بين أهم صادراتها إلى أمريكا.
وقد يتعرض قطاع السيارات في أوروبا للرسوم الجمركية، وخاصة إذا رد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم على السلع الأمريكية. وقال جيم روان، الرئيس التنفيذي لشركة فولفو للسيارات: "السؤال الكبير هو ماذا سيحدث إذا جاءت هذه الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا".
وحذرت شركة فولفو هذا الأسبوع من انخفاض الربحية هذا العام، ويرجع ذلك جزئيًا إلى عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية. كما قالت مجموعة المشروبات الفرنسية بيرنو ريكارد إنها قد تتأثر.
وتوقعت مجموعة المشروبات المدرجة في لندن دييجيو انخفاضًا قدره 200 مليون دولار في أرباح التشغيل بحلول يونيو/حزيران إذا نفذ ترامب ضريبة 25% التي هدد بها على الواردات المكسيكية والكندية.
وحذر جان ريندبو، الرئيس التنفيذي لمجموعة نوردن الدنماركية للشحن السلعي، من أنه إذا رد الاتحاد الأوروبي على التعريفات الجمركية الأمريكية برسوم خاصة به، فإن الشركات "ستتضرر مرتين".
وأضاف أن الحرب التجارية قد تؤدي إلى استيراد شركات الاتحاد الأوروبي لبعض السلع من أماكن أبعد، مثل أمريكا الجنوبية.
وعلى الرغم من المخاوف، قال عدد من المديرين التنفيذيين إنهم يتمتعون بالمرونة للتكيف مع الاضطرابات التجارية. وقال باتريك بويانيه، الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجيز الفرنسية، إن شركات الطاقة ستكون قادرة على إعادة توجيه الغاز الطبيعي المسال لتجنب التعريفات الجمركية المفروضة على الوقود بين الولايات المتحدة والصين.
وقللت شركة أرسيلور ميتال، ثاني أكبر شركة لصناعة الصلب في العالم، من تعرضها للتعريفات الجمركية الأمريكية المحتملة على المكسيك وكندا. وتعد عمليات المجموعة الكندية موردًا مهمًا لقطاع السيارات الأمريكي، بينما تستخدم منشآتها الأمريكية منتجات الصلب شبه المصنعة من المكسيك.
وقال جينوينو كريستينو، المدير المالي لشركة أرسيلور ميتال، إنه "ليس قلقًا بشكل مفرط" بشأن احتمال فرض التعريفات الجمركية. وإن الشركة تكبدت خسارة بلغت حوالي 100 مليون دولار ربع سنويًا في عام 2018 عندما فرض ترامب آخر تعريفات جمركية بنسبة 25% على الصلب. ومع ذلك، تم تعويض التكاليف المرتفعة بارتفاع الأسعار.
aXA6IDMuMTQ1LjEuMTI1IA==
جزيرة ام اند امز