بايدن يحفز موجة جنون أسعار الغاز الأوروبية.. عقوبات "نورد ستريم 2"
بعد قرار ألمانيا بتجميد الموافقة على "نورد ستريم2"، الذي سينقل الغاز من موسكو إلى برلين، بدأت أسعار الغاز منحنى الصعود.. إلى أين تتجه؟
وقفزت أسعار الغاز في أوروبا، منذ تعاملات الثلاثاء، بشكل ملحوظ بعد إعلان ألمانيا تعليق المصادقة على تشغيل مشروع الغاز "السيل الشمالي-2".
وصعدت العقود الآجلة للغاز في شهر مارس/آذار المقبل في مركز TTF في هولندا إلى مستوى 940 دولارا لكل ألف متر مكعب، بعد أن كانت عند مستوى 937 دولارا. وبذلك تكون الأسعار قد صعدت بنسبة أكثر من 10% مقارنة بإغلاق يوم الإثنين الماضي.
وبدأت أسعار الطاقة، في الارتفاع بعد توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمرا بإرسال ما سماها "قوات حفظ السلام" إلى منطقتي دونستيك ولوهانسك، اللتين أعلنتا انفصالهما عن أوكرانيا من جانب واحد، بعد اعتراف موسكو رسميا باستقلالهما يوم الإثنين الماضي.
وفي وقت سابق أكد الرئيس الروسي أن موسكو تعتزم مواصلة الإمدادات المستمرة من الغاز، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، للأسواق العالمية.
عقوبات واشنطن
وفي أول قرار قد يزيد من جنون الأسعار، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، في بيان كتابي، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة تعد لفرض عقوبات على شركة نورد ستريم2 وكبار مديريها، وهي الخطوة التي كان بايدن، تخلى عنها في وقت سابق مراعاة لألمانيا.
وقال بايدن: "هذه الخطوات جزء آخر من المجموعة المبدئية للعقوبات التي فرضناها في رد فعل على خطوات روسيا في أوكرانيا".
وفي وقت لاحق الأربعاء، قالت وزارة الخزانة الأمريكية على موقعها الإلكتروني إن الولايات المتحدة فرضت الأربعاء عقوبات على ماتياس وارنج الرئيس التنفيذي لشركة نورد ستريم 2 إيه.جي، وهي الشركة المسؤولة عن بناء خط أنابيب الغاز الروسي نورد ستريم 2.
كما أصدرت الوزارة ترخيصا عاما يصرح ببعض تعاملات التصفية التي تتضمن شركة نورد ستريم 2 إيه.جي حتى الثاني من مارس/آذار المقبل.
وظهر خط نورد ستريم2 للغاز كورقة مساومة أساسية في الأزمة مع روسيا بشأن أوكرانيا، إلا أن واشنطن أوقفت فرض عقوبات على الشركة في السابق بسبب علاقة المشروع بحليفتها ألمانيا.
ولكن في أعقاب إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الإثنين اعتراف روسيا باستقلال إقليمين انفصاليين بشرق أوكرانيا جمهوريتين مستقلتين، أعلنت ألمانيا تجميد خط الغاز الذي اكتمل، ولم يبدأ تشغيله بعد.
الشركات الأوربية تدفع الثمن
تتأهب الشركات الأوربية لدفع الثمن منذ أعلنت ألمانيا وقف اعتماد مشروع خط أنابيب الغاز الروسي-الألماني "نورد ستريم 2".
وأشار وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولجينوف، إلى أن التخلي عن مشروع "نورد ستريم 2" قد يؤدي إلى خسائر لعدد من الشركات في الاتحاد الأوروبي، وهي الشركات الشريكة لـ "جازبروم" الروسية في المشروع.
ووفقا للوزير الروسي فإن هذه الشركات يمكنها اللجوء إلى القضاء للحصول على تعويضات جراء تكبدها خسائر في حال التخلي عن المشروع، وهو عبارة عن أنبوبيْن لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا عبر بحر البلطيق.
ونقل موقع قناة "آر تي عربية" عن الوزير القول :"شاركت عدة شركات أوروبية في تنفيذ المشروع. هذه ستكون خسائر لهم، ويجب تعويضهم عن الخسائر. يمكن لهذه الشركات اللجوء إلى المحكمة، ننطلق من حقيقة أنه لا ينبغي تسييس قضية إمدادات الغاز".
قال شولجينوف، إن الدول الأوروبية بحاجة الآن إلى الاستعداد لفصل الشتاء المقبل، إذ أن مرافق تخزين الغاز في الدول الأوروبية شبه فارغة.
وأضاف: "نرى أن منشآت تخزين الغاز فارغة (في أوروبا) واحتياطي بعضها يستخدم بنسبة 97% لأن الأوروبيين يحاولون استهلاك الغاز الذي تم ضخه بسعر منخفض".
aXA6IDMuMTUuMTQxLjE1NSA= جزيرة ام اند امز