حملة أوروبية ضد سفراء إيران.. هولندا ترفع "الإنذار الأصفر" لطهران
تجري حرب دبلوماسية بين دول أوروبية وإيران في استدعاء سفراء طهران وسط استعداد بروكسل لاتخاذ قرار بشأن إدراج الحرس الثوري بقائمة الإرهاب.
وبعد بريطانيا وفرنسا والبرتغال وألمانيا، استدعت الخارجية الهولندية السفير الإيراني لديها "علي رضا كاظمي أبدي"، بسبب إعدام طهران "علي رضا أكبري" المواطن الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والبريطانية.
وقالت وكالة أنباء "فارس نيوز"، اليوم الثلاثاء، إن "وزير الخارجية الهولندي فويبكي هوكسترا استدعى السفير الإيراني علي رضا كاظمي آبادي، وأبلغه احتجاجات الحكومة الهولندية تجاه إعدام علي رضا أكبري".
وللمرة الثالثة تستدعي هولندا سفير إيران لديها، خلال شهر واحد، ففي أواخر ديسمبر/ كانون الأول 2022، وأوائل يناير/ كانون الثاني الجاري، استدعت أمستردام "آبادي" على خلفية الاحتجاجات والإعدامات التي تنفذها طهران ضد المحتجين.
يذكر أن علي رضا أكبري نائب وزير الدفاع السابق في حكومة محمد خاتمي كان رئيسا لمعهد البحوث الاستراتيجية في وزارة الدفاع، كما تولى مناصب أخرى من بينها مسؤول عن التنظيم العسكري لتنفيذ القرار 598 وقت قبوله لوقف الحرب بين إيران والعراق، وأثناء وزارة علي شمخاني في وزارة الدفاع كان الوكيل الدولي لهذه الوزارة.
والسبت الماضي، أعدمت السلطات الإيرانية "أكبري"، وهو موظف سابق بوزارة الدفاع، وقد اتهمته طهران بالتجسس لصالح المخابرات البريطانية.
ونفى علي رضا أكبري بشدة هذه الاتهامات، قائلا: "إن السلطات ليس لديها أدلة تثبت ادعاءاتهم باستثناء الاعترافات المنتزعة تحت التعذيب".
وردت بريطانيا على إعدام مواطنها في إيران واستدعت مؤقتًا سفيرها سيمون شيركليف من طهران، فيما فرضت لندن عقوبات على المدعي العام الإيراني محمد جعفر منتظري، بسبب دوره في انتهاك حقوق الإنسان.
من جانبه، وصف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إعدام رضا أكبري بأنه عمل "جبان" من قبل "نظام بربري"، فيما تعهد وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي بمعاقبة إيران.
كليفرلي أشار يوم الاثنين أمام مجلس العموم البريطاني إلى "أن أكبري أعيد إلى إيران قبل ثلاث سنوات عن طريق الإغواء والخداع".
كما استدعت ألمانيا، الاثنين، سفير إيران لدى برلين، بسبب استمرار طهران في انتهاك حقوق الإنسان؛ إذ تعد هذه هي المرة الثانية خلال الأسبوع الماضي التي يتم فيها استدعاء السفير.
ومنذ بدء الاحتجاجات على مستوى البلاد في إيران بعد وفاة مهسا أميني منتصف أيلول/سبتمبر 2022، استدعت برلين سفير طهران عدة مرات فيما يتعلق بانتهاك حقوق الإنسان وقمع الاحتجاجات.
كما جاءت الاستدعاءات الأخيرة، بينما أدانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك قبل يومين بشدة إعدام علي رضا أكبري، بتهمة التجسس لصالح بريطانيا.
وكتبت بوربوك: "إننا مع أصدقائنا البريطانيين سنواصل أعمالنا ضد نظام الجمهورية الإسلامية وندعم الشعب الإيراني بالتنسيق مع بعضنا البعض".
بدورها، استدعت فرنسا القائم بأعمال السفارة الإيرانية في باريس، بعد يوم واحد من إعدام أكبري، كما استدعت بلجيكا والبرتغال، الأسبوع الماضي السفير الإيراني لديهما بسبب انتهاك حقوق الإنسان وإعدام المتظاهرين.
كندا والولايات المتحدة بدورهما أدانتا إعدام أكبري كذلك.
وكان إيرانيون مقيمون في مختلف المدن الأوروبية، قد نظموا الاثنين، مسيرة في ستراسبورغ الفرنسية لدعم وضع الحرس الثوري على لائحة الإرهاب في البرلمان الأوروبي، فيما أبدى عدد من البرلمانيين الأوروبيين دعمهم لهذه الخطوة.
وأمام حملة التصعيد الأوروبية، قال محمد صدر عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني، السبت الماضي، إن نظام الجمهورية الإسلامية يواجه وضعاً خطيراً جداً في مجال السياسة الخارجية خاصة بعد عمليات الإعدام التي حدثت بعد الاحتجاجات الأخيرة.
صدر أكد في تصريحات صحفية، أن "حربا اقتصادية وسياسية ودعائية واسعة النطاق بدأت ضد إيران"، مضيفاً أن بلاده تواجه "وضعا خطيرا جدا" في مجال السياسة الخارجية، خاصة بعد عمليات الإعدام الأخيرة.
وبين محمد صدر إن هناك احتمال أن تواجه إيران مع استمرار العملية الحالية "عقوبات دبلوماسية"، معتبراً إن طرد السفراء الإيرانيين واستدعاء السفراء الأجانب من طهران "أمر وارد".
aXA6IDEzLjU5LjkyLjI0NyA= جزيرة ام اند امز