قرار وتنازلات.. طموحات قادة أوروبا من قمة الإنعاش الطارئة
الزعماء الـ27 للتكتل يناقشون خطة إنعاش طموحة للاتحاد الأوروبي بقيمة 750 مليار يورو ثلثيها منح
طالب رئيسا وزراء إيطاليا وإسبانيا، المتضررتان بشدة من وباء فيروس كورونا الاتحاد الأوروبي باتخاذ قرار حول خطة إنعاش اقتصادي للتكتل في يوليو/تموز الجاري.
فيما دعت الحكومة الألمانية خلال المحادثات التمهيدية لقمة الاتحاد الأوروبي الطارئة المقرر عقدها نهاية هذا الأسبوع إلى الاستعداد لتقديم تنازلات.
تأتي تصريحات هؤلاء المسؤولين قبل قمة للاتحاد الأوروبي من المقرر أن تعقد يومي الجمعة والسبت المقبلين، حيث سيناقش الزعماء الـ27 للتكتل خطة إنعاش طموحة بقيمة 750 مليار يورو (857 مليار دولار)، عبارة عن 500 مليار يورو في صورة منح و250 مليار يورو في شكل قروض.
وقال رئيس وزراء إيطاليا، جوزيبي كونتي، للبرلمان في روما في تصريحات قوبلت بتصفيق حاد "تلك المرة، سنفوز جميعا أو سنخسر جميعا".
وفي خطابه بشأن السياسة الأوروبية، دعا كونتي الاتحاد الأوروبي لاتخاذ قرار حول خطط الإنعاش "في يوليو/تموز الجاري" مضيفا أن التكتل يجب ألا يفكر في حل وسط بشأن حجم الخطة.
وتوجه رئيس وزراء أسبانيا، بيدرو سانشيز إلى السويد الأربعاء، وهي واحدة من الدول التي تعرف باسم "فروجال فور"، التي تضغط في اتجاه ضد المنح، للقاء نظيره، ستيفان لوفين.
وتضغط مجموعة دول، "فروجال فور" وهي النمسا والدنمارك وهولندا والسويد في اتجاه ضد المنح، مصرة على أن المساعدات التي توجه كقروض لابد أن تكون مرتبطة بإصلاحات اقتصادية ملزمة.
وقال سانشيز إنه على الرغم من أن المفاوضات صعبة، فإن رؤساء الدول والحكومات ملتزمون بالتوصل لاتفاق في يوليو/تموز الجاري.
وتحدث لوفين أيضا عن عدم تضييع أي وقت في البحث عن حل وسط، قائلا إنه لا يمكن أن يكون هناك أي هدف آخر، غير التوصل لاتفاق، على الرغم من أنه شدد على أن جميع أعضاء الاتحاد الأوروبي يجب أن يوافقوا على الخطة.
وتضرر الاقتصاد الإيطالي المتعثر بشدة بشكل خاص بسبب الأزمة الصحية، حيث سجلت البلاد 35 ألف حالة وفاة بسبب فيروس كورونا.
وتعتمد البلاد بشكل كبير على السياحة، التي لم تنتعش بعد وتتطلع لبروكسل من أجل الدعم.
من جهتها، دعت الحكومة الألمانية خلال المحادثات التمهيدية لقمة الاتحاد الأوروبي الطارئة المقرر عقدها نهاية هذا الأسبوع إلى الاستعداد لتقديم تنازلات.
وقال ميشائيل روت، وزير الدولة الألماني للشؤون الأوروبية، الأربعاء، على هامش اجتماع عبر الفيديو مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي: "فيما يتعلق بالإطار المالي لعدة سنوات وخطة الإعمار، سيكون هناك بالطبع العديد من الأسئلة الخاصة التي تمثل أهمية كبيرة بالنسبة لكل دولة".
وأكد في المقابل أنه يتعين الآن وضع المصلحة الأوروبية في صدارة الاهتمام.
وأضاف روت: "الأهم بالنسبة لنا جميعا في الاتحاد الأوروبي هو أن نتوصل الآن لاتفاق... الوقت يضغط".
وأوضح، أنه لا يمكن المضي قدما بأوروبا إلا عند التضامن المشترك خلال أزمة صعبة.
وستدور القمة الطارئة التي ستبدأ بعد غد الجمعة في بروكسل حول مقترح للمفوضية الأوروبية بشأن برنامج تحفيز اقتصادي للسيطرة على التداعيات الاقتصادية لأزمة جائحة كورونا بقيمة 750 مليار يورو، أغلبها في صورة منح.
كما تسعى القمة للتوصل إلى اتفاق حول الأطر المالية للاتحاد خلال الأعوام السبعة المقبلة.
وستُعقد القمة على مدار يومين. وهذه المرة الأولى التي يلتقي فيها قادة الاتحاد الأوروبي شخصيا في بروكسل منذ بدء جائحة كورونا.