صحف أوروبية: أردوغان "ينقلب" على الديمقراطية ويشعل النار في تركيا
قرار السلطات التركية بإعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول، يظهر مجددا أن الرئيس رجب طيب أردوغان ديكتاتور وخاسر سيئ.
أكدت صحف ألمانية ونمساوية، الثلاثاء، أن قرار السلطات التركية بإعادة الانتخابات المحلية في إسطنبول، يظهر مجددا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "ديكتاتور وخاسر سيئ يقوض الديمقراطية ويفضل إشعال النيران في البلاد على تسليم السلطة"، محذرة من تداعيات خطيرة للقرار على البلاد.
صحيفة دي تسايت الألمانية، في تقرير لها، قالت إن "أردوغان فعلها مجددا وألغى نتائج الانتخابات الديمقراطية في إسطنبول"، مضيفة أن المعارضة ترى هذه الخطوة بمثابة "انقلاب".
وأضافت الصحيفة أن "المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا لم يتخذ قراره أمس بإعادة الانتخابات، بشكل مستقل ومحايد، ورضخ لضغوط حزب العدالة والتنمية وأردوغان"، لافتة إلى أن إلغاء النتائج السابقة يعد تدخلا خطيرا في العملية الديمقراطية حتى بالمعايير التركية، وأن هامش الديمقراطية المتبقي في البلاد بات في خطر كبير.
وذكرت الصحيفة أن أردوغان يسعى للسلطة والبقاء في الحكم بأي ثمن حتى لو على حساب الديمقراطية والثقة في مؤسسات الدولة، قائلة: "الآن، سيرى العالم أردوغان بوجهه الحقيقي.. ديكتاتور لا يرحم ولا يتوقف عند أي حدود، وستقتنع المعارضة بأن الديمقراطية لا مكان لها في البلاد، فيما سيفقد 4 ملايين تركي صوتوا لمرشح حزب الشعب في انتخابات إسطنبول، أكرم داود أوغلو، الثقة في نزاهة الانتخابات والتغيير الديمقراطي".
وتابعت: "هذا سيناريو خطير وسيكون له تداعيات وخيمة على البلاد والرئيس التركي نفسه، كما أنه يأتي في وقت صعب له خلال قيادته البلاد في ظروف اقتصادية صعبة للغاية"، موضحة أن أردوغان يعتمد بالأساس على الاستثمارات الأجنبية لانتشال اقتصاده من وضعه الراهن، وهؤلاء المستثمرون يضعون الكثير من الأهمية على سيادة القانون في البلد الذي يستثمرون فيه.
ومضت الصحيفة الألمانية، قائلة "بمجرد إعلان إعادة الانتخابات، تهاوت الليرة التركية مجددا"، مضيفة "قرار إعادة الانتخابات من الممكن أن يؤدي إلى تفاقم الانقسام داخل العدالة والتنمية وخسارة أردوغان التأييد الذي يحظى به داخل الحزب".
وفي تعليق نشرته على موقعها الإلكتروني، قالت مجلة دير شبيجل الألمانية ذائعة الصيت، "إن أردوغان قوض الديمقراطية بقرار إعادة الانتخابات في إسطنبول"، موضحة أن "هذا القرار يعني ببساطة أن حدوث أي تغيير سياسي في تركيا بالوسائل الديمقراطية لم يعد ممكنا"، حيث تواجه البلاد أزمة خطيرة.
وأضافت دير شبيجل: "المجلس الأعلى للانتخابات اتخذ قرارا يخدم مصالح حزب العدالة والتنمية على المدى القصير وقرر إعادة الانتخابات في إسطنبول، لكنه يضر البلاد بشكل كبير وخطير وغير مسبوق".
ولفتت إلى أن أردوغان قوض استقلال القضاء وحول الإعلام إلى أبواق مؤيدة فقط، وبعد أن كانت الانتخابات هي آخر شيء يتبقى من ديمقراطية تركيا الهشة، إلا أنه بقرار إعادة انتخابات إسطنبول، اتخذ أردوغان الخطوة الأخيرة في طريق تحويل بلاده لديكتاتورية مكتملة الأركان".
وواصلت المجلة الألمانية انتقاداتها لنظام أردوغان، قائلة: "الإثنين 6 مايو كان يوما أسود في تاريخ تركيا"، محذرة من أن القرار الأخير سيكون له تداعيات كبيرة على السلم الاجتماعي في تركيا، ويقوض أي أمل في حدوث تغيير سياسي عبر الانتخابات، وبدائل ذلك مرعبة.
واختتمت تحليلها، قائلة: "حتى موعد الانتخابات الجديد في إسطنبول، وهو 23 يونيو/حزيران المقبل، أردوغان سيفعل كل شيء حتى لا يخسر مجددا؛ لأنه يفضل إشعال النيران في البلاد بدلا من أن يسلم السلطة، وفي حال فاز العدالة والتنمية بالانتخابات الجديدة، ستشتغل مظاهرات ضخمة وأحداث عنف في تركيا".
بدورها، شددت صحيفة دي فيلت الألمانية الخاصة على أن قرار إعادة الانتخابات في إسطنبول يدخل البلاد مرحلة من التوتر السياسي، ويشعل أكثر وأكثر الأصوات المعارضة لأردوغان داخل حزب العدالة والتنمية.
وتابعت: "أردوغان قوض الثقة في الديمقراطية، وألقى بالبلاد في هاوية غير مسبوقة، لكن خسارة جديدة في إسطنبول يوم 23 يونيو/حزيران، ستكون ضربة قاصمة له ولحزبه".
وفي النمسا، قالت صحيفة "كلينه تستايتونغ" الخاصة إن أردوغان ظهر كديكتاتور وخاسر سيئ بعد إلغاء نتائج انتخابات إسطنبول، مشيرة إلى أن قراره ينهي هامش الديمقراطية في البلاد، ويضعها على حافة انفجار سياسي وأحداث عنف يصعب توقع عواقبها.
وقررت السلطات التركية، الإثنين، إعادة الاقتراع داخل بلدية إسطنبول بعد فوز المعارض أكرم إمام أوغلو، بزعم انتماء عدد من المرشحين على مراكز الاقتراع لجماعة الداعية فتح الله غولن، الذي يتهمه أردوغان بتدبير محاولة الانقلاب المزعومة في 15 يوليو/تموز 2016.