صحف عالمية عن نتائج انتخابات القارة العجوز: "أوقات عصيبة"
الأوروبيون استيقظوا على حقيقة سياسية جديدة عكست نهاية هيمنة أحزاب الوسط الرئيسية وتقدم اليمين المتطرف.
ركزت العديد من الصحف العالمية، الصادرة الإثنين، على الأداء القوي للأحزاب اليمينية المتطرفة في جميع أنحاء القارة في الانتخابات البرلمانية، وتوقعت أن القارة العجوز تتجه إلى الانقسام، وستشهد "أوقاتا عصيبة".
وأبرزت الاتجاه الأوروبي الأوسع نطاقا، وكيف اكتسب الشعبويون والقوميون أرضا في بولندا وإيطاليا والمملكة المتحدة، وجاءت العناوين الرئيسية على غرار "خسائر للأحزاب الوسطية، ونجاح المشككين في أوروبا، وزيادة الإقبال".
وفي فرنسا، حيث تغلب حزب مارين لوبان "التجمع الوطني" على حزب الرئيس إيمانويل ماكرون "الجمهورية إلى الأمام"، الوسطي، قالت صحيفة "لوموند"، إن "اليمين المتطرف يأتي أولاً في فرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة".
وقالت "لو فيجارو": إن "ماكرون أقام مبارزة مع لوبان" بعد أن فازت مجموعة الرئيس بنسبة 22.5% مقابل 23.5% لحزب لوبان.
بينما ركزت صحيفة "ليبراسيون" اليسارية على الصعود الكبير في أصوات أحزاب الخضر في الانتخابات التي جرت الأحد، وتصدر غلاف صفحتها الأولى صورة يانيك جادو رئيس لائحة "أنصار البيئة" مبتسما، مع عنوان: "النمو الأخضر".
وفي ألمانيا تصدر صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الإلكترونية عنوان "حزب الخضر هو ثاني أكبر حزب لأول مرة" في ألمانيا، وركزت أيضا على خسائر حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين وسط)، والحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط)، لافتة إلى أن الأحزاب تواجه "أوقاتا عصيبة".
وفي ظل أداء انتخابي قوي آخر للشعبويين اليمينيين في إيطاليا، ليس من المستغرب أن تتصدر أخبار انتصاراتهم عناوين صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية إلى جانب مقال تحليلي بعنوان: "المشككون في أوروبا يتزايدون ولكنهم يبقون في المعارضة".
وحذر المقال من أن الخطر على الأحزاب الوسطية هو الاعتقاد بأن الأحزاب "المناهضة للنخبة" قد فشلت في الاختراق بالكامل وليس هناك سبب للإصلاح.
وتصدر عناوين صحيفة "دي تليجراف"، أكبر الصحف مبيعاً في هولندا، فوز حزب العمال الهولندي (يسار وسط) بمقاعد على حساب "حزب من أجل الحرية" الشعبوي اليميني والحزب الاشتراكي.
بينما ضمت الصحف الإسبانية ومنها "إل بايس"، و "إيه بي سي"، صورا لقادة حزب الشعب يحتفلون بسيطرة يمين الوسط على قاعة مدينة مدريد من مجموعات اليسار، وجاء عنوان "إيه بي سي": "إسبانيا تقول لا لإعطاء كل سلطة لسانشيزمو"، في إشارة إلى رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز.
وفي بريطانيا، تصدر "النصر المؤكد" لزعيم حزب "بريكست" البريطاني نايجل فاراج، وإذلال حزبي المحافظين والعمال الصفحات الأولى.
وقالت صحيفة "التايمز": إن "صعود فاراج يقود الأحزاب الرئيسية إلى الانهيار" وتصدر غلافها صورة زعيم الحزب المنتصر، وأشارت الصحيفة إلى أن حزب "بريكست" يتجه "نحو انتصار كاسح" حيث كشفت الانتخابات الأوروبية عن "انهيار" دعم حزب المحافظين و"التراجع الكبير" في أصوات حزب العمال.
بينما نشرت "ديلي ميل" صورة وزير الخارجية السابق بوريس جونسون وفاراج وجها لوجه بعنوان "فارج يغرس خنجرا؛ وسكاكين تخرج لبوريس" في إشارة إلى "الأزمة المزدوجة "التي يواجهها المحافظون.
وحذرت الصحيفة إلى أن "موقف لا اتفاق" الذي يتبناه جونسون يمكن أن يؤدي إلى انهيار الحكومة، وانتخاب فارج تسبب في "واحدة من أسوأ المطارق (الضربات) الانتخابية" في تاريخ حزب المحافظين.
وركزت "الجارديان" على ظهور أحزاب أصغر، وكان عنوانها الرئيسي "إهانة المحافظين والعمال حيث انتقم الناخبون بسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي".
وأشارت الصحيفة إلى فوز حزب "بريكست" بـ"أكبر حصة من الأصوات"، ولكنه يعتمد أيضا على "المشاعر المؤيدة للبقاء" التي أعطت زيادة في الأصوات للديمقراطيين الليبراليين والخضر.
أما صحيفة "تلجراف" فركز على حزب المحافظين المهزوم، وكان عنوانها "فاراج يهين حزب المحافظين في انتخابات الاتحاد الأوروبي".
وفي أمريكا، اعتبرت الصحف الرئيسية أن نتائج الانتخابات الأوروبية تظهر انقساما متزايدا حول مستقبل الاتحاد، وقالت "نيويورك تايمز": إن الشعبويين لم يحققوا أداء جيدا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية كما توقع البعض، لكنهم حققوا مكاسب في فرنسا وإيطاليا، كما قدم "الخضر" أيضا عرضا قويا، ما يشير إلى أن الصراع على مستقبل الكتلة سوف يزداد حدة.
وقالت "واشنطن بوست": إن الناخبين حرموا الوسطيين التقليديين من الأغلبية، وأقبلوا بأعداد كبيرة تمثل أعلى مشاركة منذ 25 عاما، ودعموا المشككون في أوروبا، وكذلك الخضر وغيرهم من اليساريين المؤيدين للاتحاد الأوروبي.
بينما ارتأت وكالة "أسوشييتد برس" أن أوروبا في مفترق طرق بعد أن حقق اليمين المتطرف مكاسب كبيرة. وقالت إن الأوروبيين استيقظوا على حقيقة سياسية جديدة بعد أن أنهت انتخابات البرلمان الأوروبي هيمنة أحزاب يمين الوسط ويسار الوسط الرئيسية، وكشفت عن مشهد سياسي متغير، حيث أصبحت جماعات اليمين المتطرف والمجموعات الداعمة لقطاع الأعمال وأنصار البيئة قوة لا يستهان بها.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز