بعد اختياره رسمياً.. ما نعرفه عن رجل أوروبا في COP28
توزيع مهام تيمرمانز على هوكسترا وسيفتشوفيتش لقيادة المناخ والصفقة الخضراء
وافق البرلمان الأوروبي، الخميس، على تعيين الثنائي ووبكي هوكسترا وماروس سيفتشوفيتش لقيادة المناخ بالاتحاد الأوروبي خلفا لفرانس تيمرمانز.
صوّت 279 عضوا في البرلمان الأوروبي في اقتراع سري، لصالح تعيين ووبكي هوكسترا مفوضا للعمل المناخي، في حين صوّت 173 عضواً ضده، وامتنع 33 عن التصويت.
كما وافق البرلمان على مسؤوليات ماروس سيفتشوفيتش الجديدة كنائب للرئيس التنفيذي للصفقة الخضراء الأوروبية بأغلبية 322 صوتًا مقابل 158 صوتا وامتناع 37 عن التصويت.
واجه هوكسترا وسيفتشوفيتش انتقادات لاذعة منذ إعلان ترشحهما، الشهر الماضي، لتقاسم مهام فرانس تيمرمانز، الذي استقال نهاية أغسطس/آب الماضي من منصبه، ليقود حزبه في الانتخابات البرلمانية المقبلة في هولندا، سعيا لأن يصبح رئيس الوزراء المقبل للبلاد.
في وقت سابق، فشل المرشحان في الفوز بأغلبية الثلثين التي يحتاجانها لتسلم منصبيهما، بسبب ضعف خطتهما المتعلقة بالعمل المناخي والصفقة الخضراء وعدم وضوحها، وطلب النواب من المرشحين إجابات مكتوبة ومفصلة حول مقترحاتهم التشريعية القادمة.
في جلسة استماع استمرت ثلاث ساعات، عُقدت الثلاثاء، واجه المرشحان أسئلة أعضاء البرلمان الأوروبي، للتأكد من مدى ملاءمتهما لشغل المنصب، قبل أن يحصلا، أمس الأربعاء، على دعم ثلثي لجنة البيئة في البرلمان الأوروبي، كما هو مطلوب.
- الصفقة الخضراء تثير أزمة في الاتحاد الأوروبي.. من يخلف تيمرمانز؟
- 2.1 تريليون دولار تنقذ أوروبا من غضبة المناخ.. هل تتحرك القارة العجوز؟
رجل أوروبا في COP28
سيقود الهولندي ووبكي هوكسترا، 48 عاما، مهمة تمثيل الاتحاد الأوروبي في مفاوضات المناخ المقبلة COP28، المقرر عقدها في دولة الإمارات، نهاية نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وسيقود العمل المناخي حتى انتخابات الاتحاد الأوروبي في يونيو/حزيران 2024.
كان هناك جدل طويل بين البرلمانيين حول هوكسترا، بسبب ماضيه المهني، حيث شغل مناصب تجارية لمدة ثلاث سنوات داخل شركة النفط الشهيرة "شل"، في حين شكك بعضهم في قدرته على قيادة العمل المناخي الأوروبي مبررين ذلك بأنه لم يبد اهتمامًا بقضية تغير المناخ عندما كان وزيرًا في هولندا.
لكن هوكسترا تقدم بخطة مكتوبة تفيد بأنه سيعمل على ضمان تجنب أو تعويض ما لا يقل عن 90% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للاتحاد الأوروبي بحلول عام 2040، مقارنة بانبعاثات عام 1990.
شملت الخطة المكتوبة أيضًا بنودا تتعلق بإلغاء دعم الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز وفرض الضرائب على وقود الكيروسين.
كما تعهد الرجل الذي سيتولى منصب كبير دبلوماسيي المناخ في الاتحاد الأوروبي "بحشد الدعم في جميع أنحاء العالم" لفرض ضريبة عالمية على وقود الطائرات الملوث.
وفي جلسة استماع في البرلمان الأوروبي يوم الإثنين، قال هوكسترا إن غياب الضرائب على وقود الطائرات كان "أكبر سخافة على الإطلاق".
أضاف: "عندما أقود سيارتي إلى محطة بنزين، فإن 50 إلى 60% مما أدفعه هو ضرائب، ولكن الطائرة التي تزود بالوقود، لا توجد عليها أي ضرائب مستحقة، هل هذا منطقي؟
قال هوكسترا إن فرض ضريبة على وقود الطائرات وأنواع الوقود الأحفوري الأخرى يمكن أن يوفر إيرادات موثوقة لصندوق الخسائر والأضرار المخطط له لضحايا الكوارث المناخية في البلدان النامية.
في وقت سابق، فشلت بعض دول الاتحاد الأوروبي، مثل هولندا، في فرض ضريبة على الطيران على مستوى الاتحاد، لأن ذلك يتطلب إجماعًا من جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، في حين عارضت الجزر المعتمدة على السياحة مثل قبرص ومالطا الأمر بشدة.
ووصف بعض النواب تعهدات هوكسترا بشأن الضرائب بأنها غير واقعية، وبرروا ذلك بأن الأمر فشل في الحصول على إجماع دول الاتحاد مسبقًا، رغم أن الإيرادات كانت ستذهب لهم في النهاية، فكيف ينجح في إقناع دول أخرى خارج الاتحاد بالأمر؟
وجدت دراسة أجرتها هيئة النقل والبيئة عام 2020 أن دول الاتحاد الأوروبي يمكنها فرض ضرائب على حوالي 40% من الرحلات الجوية داخل الاتحاد الأوروبي، في حين الـ60% الأخرى، وهي الرحلات إلى خارج الاتحاد، تتطلب إعادة التفاوض بشأن اتفاقيات الخدمة الجوية مع دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية.
رجل الصفقة الخضراء
بعد استقالة فرانس تيمرمانز، اختير السلوفاكي ماروس سيفتشوفيتش، 57 عاما، لقيادة الصفقة الخضراء الأوروبية مؤقتًا، لحين إجراء تصويت بشأنه داخل البرلمان الأوروبي.
تعتبر الصفقة الخضراء الأوروبية، أبرز إنجازات تيمرمانز، وهي أول مبادرة تربط العمل المناخي بحماية البيئة والموارد الطبيعية، من خلال مراجعة جميع القوانين، للتأكد من امتثالها للأهداف المناخية والبيئية، بما يضمن الانتقال الأوروبي العادل، بجانب بنود أخرى لا تقل أهمية، تتعلق بالطاقة والصناعة والنقل والزراعة..
تولى سيفتشوفيتش، اليوم، بشكل رسمي الإشراف على الصفقة الخضراء داخل المفوضية، لحين إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في 2024.
طوال أسابيع مضت، تعرض سيفتشوفيتش لانتقادات لاذعة من بعض المشرعين في الاتحاد الأوروبي، واتهموه بأنه متأثر بالسياسة الداخلية لوطنه، بسبب علاقته القوية بالفائز في الانتخابات البرلمانية السلوفاكية، اليساري روبرت فيكو، الذي يناهض تسليم الأسلحة إلى أوكرانيا.
يشكك البعض في حياد سيفتشوفيتش، الذي حاول أن يصبح رئيسًا لسلوفاكيا في عام 2019 لكنه فشل، بسبب نفوذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بلاده، رغم اعترافهم بأنه تكنوقراطي ذو خبرة وشغل مناصب مختلفة كمفوض منذ عام 2009.
تضمنت خطة سيفكوفيتش المكتوبة التي تقدم بها للبرلمان تعهدات بالالتزام، بهدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في أن يصبح محايدًا مناخيًا بحلول عام 2050.
قال إنه يريد التركيز على التعامل مع الصناعة ودعم المواطنين الأوروبيين للصفقة الخضراء لضمان "انتقال عادل اجتماعي".
أضاف أنه يؤيد هدف خفض صافي انبعاثات الدفيئة بنسبة 90% في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2040.