الرفض الشديد لادعاءات البرلمان الأوروبي بشأن حقوق الإنسان في الإمارات ينبع من واقع منجزات الدولة في الداخل والخارج وتطور العمل بها.
فتجاهل قرار البرلمان الأوروبي جميع الإنجازات الهامة لدولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان، مردّه التسييس الواضح لعمل مؤسسة تشريعية أوروبية، لو حاول أعضاؤها الذهاب نحو مواطن الخلل في دول أوروبا، التي يمثلونها، لوجدوا سجونا شُيدت في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبي وسُميت بـ"منازل اللاجئين"، ولشاهدوا الكم الهائل من المشرّدين في الشوارع، الذين عجزت أوروبا الغنية عن تأمين عيش كريم لهم.
كان حرياً بهذا البرلمان التوقف عند جهود الإمارات حكومة وشعباً في مساعدة اللاجئين الأفغان، وكيف سارع سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، شخصياً بالاطمئنان عليهم، في وقت أدار الأوروبيون، وحليفهم الأمريكي، ظهورهم لأفغانستان وتركوا الشعب الأفغاني لمصيره الجديد الغامض.
يفتقد هذا البرلمان الإنصاف في مقاربته لعدد كبير من مسائل الشرق الأوسط، كصمته مثلا عن الجريمة الإرهابية، التي ارتكبتها مليشيات الحوثي الإرهابية علناً في العاصمة اليمنية قبل أيام، حين أعدموا مدنيين يمنيين لا ذنب لهم على طريقة تنظيم "داعش" الإرهابي.
لن يخدم التجنّي على الإمارات العلاقات الأوروبية-الإماراتية في المجالات كافة، فأداء هذا البرلمان يسيء إلى أوروبا باعتماده على مصادر معلومات غير صحيحة، بل أحيانا لا توجد لديه مصادر أصلا وتحركه أجندات سياسية وحزبية معروفة.
وفي تاريخ الشراكة الخليجية الأوروبية القريب، سعى هذا البرلمان، ولا يزال، لإفساد الشراكات، والتدخل في عمل المؤسسات الأوروبية، حتى قادة الاتحاد الأوروبي لا يتعاملون مع هذه البيانات الصادرة بأي اهتمام.
البرلمان الأوروبي، الذي تتشدق بياناته بحقوق الإنسان، كان قبل فترة قصيرة قد هاجم مصر، والآن يهاجم الإمارات، كأنه يبحث عن أي دولة عربية مستقرة أو مُزدهرة ليحاول بشتى الطرق تشويه سمعتها.. لكن هيهات أن ينجح في ظل تناوله المُغرض المكشوف.
ففي وقت تحتل دولة الإمارات مكانة مميزة بين أكثر دول العالم احتراماً لحقوق الإنسان، يخرج هذا البيان الموتور عن سبق إصرار وترصد، علماً بأن الإمارات تسعى دوماً لتحقيق مبادئ العدل والمساواة والتسامح بين أفراد المجتمع كافة، مواطنين ومقيمين وزائرين، بشهادة شخصية دولية مثل بابا الفاتيكان.
إن منظمات حقوق الإنسان، التي يزعم بيان البرلمان الأوروبي اعتماده عليها، هي منظمات مسيّسة أيضا ومعروف من يموّلها، فلا تستطيع هذه المنظمات أن تعلن مثلا عن طبيعة الدخل الكبير لرؤسائها، فضلاً عن ثروات الذين يحتلون مراكز الإدارة بها.
الدروس المجانية في الإنسانية وحفظ كرامة الإنسان تقدمها الإمارات لكل العالم وهي ترسل يوميا طائرات مساعداتها لكل الدول المحتاجة في مختلف القارات، بينما تكتفي بعض دول أوروبا، على الأكثر، بإصدار بيانات دعم كلامية، دون عمل جدي لها على الأرض، ولعل جائحة كورونا أوضحت دور الإمارات الكبير حيال الإنسان، ليس على أراضيها فحسب، بل على المستوى العالمي، وذلك عبر ملايين جرعات اللقاح، التي شحنتها الإمارات مجاناً لدول منكوبة، تقع بعضها داخل حدود أوروبا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة