بينما تمضي "إمارات الإنسانية" في طريقها منذ التأسيس لرفعة الإنسان حيث كان، يأتي التقرير المغرض، الذي تبنّاه البرلمان الأوروبي.
فهذا البرلمان دعا الدول الأعضاء والشركات العالمية إلى مقاطعة معرض إكسبو 2020، الذي سينطلق في دبي مطلع أكتوبر المقبل، استناداً إلى مزاعم لا أساس لها ولا مصداقية لمصادرها، ليؤكد ما يعانيه من "عَمى حقوقي" مدفوع بأجندات سياسية خاصة، لا سيما أنه صدر قبل أيام قليلة من انطلاق الحدث، الذي ينتظره العالم كله، وتعمل الدولة بكل أجهزتها على إخراجه بصورة مشرفة تليق بها.
إن الإمارات دائما ما تولي أهمية لتقديم الدعم والمساندة والإغاثة لبني البشر في أي بقعة من بقاع الأرض، ونشر قيم التسامح والأخوة الإنسانية في محيطها وعبر العالم، راسمة صورة إيجابية مضيئة لها في العالم كله باعتبارها "وطن للإنسانية".
لذا يبدو جليا أن قرار البرلمان الأوروبي، ليس فقط مغرضاً ومبنياً على أوهام، بل يتجاهل بشكل كامل جميع الإنجازات المهمة لدولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان، وهي إنجازات يصعب حصرها في هذه السطور القليلة، سواء على صعيد رعاية المقيمين، ونشر قيم التسامح والتعايش التي جعلت أكثر من 200 جنسية تعيش على أرض الإمارات في سلام وتعايش قلَّ نظيره في أي مكان آخر في العالم، بما في ذلك دول أوروبية يعاني فيها كثيرون من التمييز والعنصرية.
لقد أقرت الإمارات منذ عام 2015 قانوناً صارما يمنع التمييز والكراهية ضمن منظومة قانونية كاملة داعمة لبيئة التسامح والتعايش داخل الإمارات وخارجها، فضلا عن إقرار الدولة سياسات وقوانين لحماية حقوق الطفل، والمرأة، وكبار السن، وأصحاب الهمم، والسجناء، وغيرها من الجهود.
الإمارات وقيادتها الرشيدة لم تتوان قط عن تقديم يد العون والمساعدة لأي إنسان في أي مكان دون أي تفريق بين البشر على أساس العقيدة أو الجنس أو الثقافة أو اللغة، حتى أضحت الإمارات "رقم واحد" في العطاء الإنساني في العالم كله، وبرز دورها بوضوح خلال جائحة كورونا، فبينما انشغلت كل دول العالم بنفسها، كانت دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة تقدم كل صور الدعم والمساندة للدول التي تعاني وطأة هذه الجائحة، متقدمة كانت أو نامية، حيث تحركت قوافل الإغاثة الإماراتية محمّلة بالمستلزمات الطبية والوقائية واللقاحات لتصل إلى العديد من الدول، وأنشأت مستشفيات ميدانية في بعض الدول لمساعدتها على احتواء الجائحة، وأنشأت كذلك مدينة إنسانية عالمية على أرضها مجهزة طبياً لتوفير الرعاية الصحية للأشخاص الذين تم إجلاؤهم من الصين وعلاجهم قبل إعادة إرسالهم إلى بلدانهم، وهي مواقف أشادت بها جميع المنظمات الإنسانية والصحية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية.
وتكرر الأمر نفسه خلال الأزمة الأفغانية الأخيرة، حيث سارعت الإمارات للقيام بدورها الإنساني بإجلاء الأفغان أو الأجانب عبر مطاراتها، واستضافت الآلاف منهم على أراضيها مؤقتا لحين ترتيب أوضاعهم، في موقف أشاد به العالم كله.
لا يستطيع أحد أن يزايد على الإمارات في سياستها، التي تضع الإنسان في المقام الأول، وتعتبر احترام حقوقه أولوية قصوى لديها، تستمد زخمها من تراثها الثقافي ودستورها، الذي يكفل الحريات المدنية للجميع، ومنظومتها التشريعية التي تحرص على تعزيز مبادئ العدالة والمساواة والتسامح والأخوة الإنسانية.
تقرير البرلمان الأوروبي لن يضر إلا بصورة من أقره وتبنّاه، لأنه يكشف جهل مَن أعدَّه بسياسات الإمارات ومواقفها، فيما ستظل صورة الإمارات مضيئة باعتبارها "وطن الإنسانية"، ولن تنال منه هذه الأكاذيب والافتراءات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة