الأسهم الأوروبية تتراجع وسط مخاوف من أزمة ائتمانية أمريكية

شهدت أسواق المال الأوروبية حالة من التراجع الحذر، في ظل تصاعد القلق بين المستثمرين بشأن أوضاع البنوك الإقليمية في الولايات المتحدة، وما يمكن أن تحمله من تداعيات محتملة على النظام المالي العالمي.
يأتي ذلك في وقت تتزايد فيه مؤشرات التوتر الاقتصادي، وتتجه أنظار الأسواق نحو الأصول الآمنة بحثا عن الاستقرار في بيئة تتسم بعدم اليقين.
وفقا لرويترز، تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة، بعد أن أثارت مؤشرات على ضغوط ائتمانية في البنوك الإقليمية الأمريكية قلق المستثمرين، ودَفعتهم إلى الإقبال على الملاذات الآمنة.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي على انخفاض بنحو 1%، رغم تسجيله مكاسب أسبوعية طفيفة.
وشهدت أسهم البنوك الأوروبية أكبر الخسائر، متراجعة بنسبة 2.5%، بعد أن تكبدت مؤسسات مصرفية كبرى مثل دويتشه بنك وباركليز ويونيكريديت الإيطالي وبي إن بي باريبا الفرنسي خسائر ملموسة.
وفي الولايات المتحدة، انخفضت أسهم البنوك الإقليمية بعد أن كشف بنكان عن عمليات احتيال في القروض، ما أثار المخاوف بشأن جودة الائتمان، خصوصا بعد إفلاس شركتين في قطاع السيارات الأمريكي مؤخرا، وهو ما زاد من توتر المستثمرين إزاء انكشاف القطاع المالي على مخاطر جديدة.
ودفع هذا القلق المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، حيث ارتفع الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، مستفيدا من تراجع الثقة في الأسهم واتجاه رؤوس الأموال نحو الأصول المستقرة.
وقال كينيث بروكس، كبير الاستراتيجيين في سوسيتيه جنرال، إن استمرار المخاوف الائتمانية قد يؤثر على تقييمات الأصول المالية بشكل أوسع، مما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى إعادة النظر في سياساته النقدية إذا اشتدت الظروف المالية.
وعلى الجانب الآخر، قدمت أسهم السلع الفاخرة دعما محدودا للأسواق، إذ قفز سهم مجموعة إيسيلور لوكسوتيكا، المصنعة لنظارات راي-بان، بعد الإعلان عن نسخة جديدة مزودة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ما أضاف مليارات الدولارات إلى قيمتها السوقية.
وجاءت هذه التطورات في ظل توقف تدفق البيانات الاقتصادية الأمريكية نتيجة الإغلاق الحكومي الممتد، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وازدياد المخاوف من المبالغة في تقييمات أسهم التكنولوجيا، ما أبقى الأسواق في حالة من الحذر والترقب خلال الأسبوع الجاري.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز