وول ستريت على حافة التوتر.. شبح الائتمان يطل مجددا من البنوك الإقليمية

استقرت الأسواق الأمريكية في وقت مبكر من اليوم الجمعة بعد أن أثارت المخاوف بشأن سلامة البنوك الإقليمية والمؤسسات المالية الأخرى قلقا واسعا، مهددة بالاستمرار لليوم الثاني على التوالي.

انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.1% قبل إغلاق السوق، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بالنسبة نفسها. وكان كلا المؤشرين قد تراجعا بأكثر من 1% قبل ساعات من افتتاح التداولات. كما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.2%.

وفقا لـ"AP"، شهدت أسهم البنوك الإقليمية تراجعا حادا يوم الخميس بعد إقرارها بوجود مشكلات تتعلق بالمقترضين، ما زاد من القلق بشأن احتمال عدم تقدير القروض المتعثرة وعمليات الاحتيال في سوق الإقراض الخاص بالقدر الكافي.

وبعد خسائر كبيرة يوم الخميس، استعادت تلك البنوك جزءا من خسائرها خلال تعاملات الجمعة؛ إذ ارتفعت أسهم بنك زيونز بنسبة 3% في فترة ما قبل الافتتاح بعد انخفاضها بنسبة 13.1% في اليوم السابق.

• أسهم وول ستريت ترتفع بدعم طفرة الذكاء الاصطناعي وقفزة أرباح TSMC

وأعلنت زيونز يوم الخميس أن أرباحها للربع الثالث ستتأثر سلبا بشطب 50 مليون دولار من القروض الممنوحة لمقترضين. وأوضحت الشركة أنها اكتشفت «تحريفات واضحة وتقصيرا في الالتزام بالتعاقدات» من جانب المقترضين وعدد من الضامنين، إلى جانب مخالفات أخرى.

كما ارتفع سهم ويسترن ألاينس بانكورب بنسبة 1.3% في بداية التداولات، بعد أن كان قد انخفض بنسبة 10.8% في اليوم السابق، عقب إعلان البنك رفع دعوى قضائية ضد أحد المقترضين بتهمة الاحتيال، مؤكدا في الوقت ذاته تمسكه بتوقعاته المالية لعام 2025.

وتزايد التدقيق على جودة القروض المقدمة من البنوك والمؤسسات المقرضة الأخرى على نطاق واسع، عقب إعلان شركة فيرست براندز جروب – وهي مورد لقطع غيار السيارات – الشهر الماضي طلبها الحماية من الإفلاس بموجب الفصل الحادي عشر من القانون الأمريكي.

وعوضت مجموعة جيفريز المالية، إحدى الجهات المقرضة المنكشفة على «فيرست براندز»، جزءا من خسائرها التي تجاوزت 10% في اليوم السابق، بارتفاع نسبته 2.9% قبل بدء التداول.

ويبقى التساؤل مطروحا: هل تمثل هذه المشكلات سلسلة من الأحداث الاستثنائية، أم أنها مؤشر على أزمة أوسع تهدد القطاع المالي بأكمله؟

وقال ستيفن إينيس من شركة «إس بي آي لإدارة الأصول» في تعليق له: «لقد استغل السوق خفض أسعار الفائدة والتفاؤل بشأن الذكاء الاصطناعي لأشهر، لكن هذا الأسبوع عاد شبح الائتمان».

وأضاف: «أصبحت البنوك الإقليمية بمثابة ناقوس خطر في منجم فحم الائتمان، ويبدو زقزقتها ضعيفًا على نحو مقلق».

من جانبه، تناول جيمي ديمون، الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان، هذه القضية خلال مؤتمر عبر الهاتف لمناقشة الأرباح مع المحللين في وقت سابق من الأسبوع، قائلا: «عندما ترى صرصورا واحدا، فمن المحتمل أن يكون هناك المزيد. يجب على الجميع توخي الحذر».

وفي أسواق العملات المشفرة، واصلت بيتكوين انخفاضها بنسبة 2.3% إضافية لتصل إلى 105715 دولارا، بعد أن فقدت أكثر من 15% من قيمتها خلال الأيام العشرة الماضية، مع اتجاه المستثمرين نحو ملاذات أكثر أمانا.

أما في أسواق السلع، فقد تراجعت أسعار النفط، في حين ارتفع سعر الذهب إلى أكثر من 4383 دولارا للأونصة، قبل أن يستقر عند 4356.50 دولار، وسط تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.

وفي أوروبا، أدت موجة بيع مكثفة لأسهم البنوك والمؤسسات المالية إلى تراجع المؤشرات الإقليمية، إذ انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 1.6%، ومؤشر فوتسي 100 البريطاني بنسبة 1%، فيما تراجع مؤشر كاك 40 الفرنسي بنسبة 0.2%.

وفي آسيا، هبط مؤشر نيكاي 225 الياباني بنسبة 1.4% ليصل إلى 47582.15 نقطة، متتبعًا الخسائر الأمريكية، وسط حالة من عدم اليقين السياسي بشأن اختيار رئيس وزراء جديد، ما أثر على معنويات المستثمرين.

وفي الصين، تراجعت الأسهم مع تصاعد التوتر التجاري مع الولايات المتحدة، إذ انخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 2.5% ليصل إلى 25,247.10 نقطة، بينما تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنحو 2% ليسجل 3,839.76 نقطة.

وظل المتداولون في حالة حذر قبل صدور البيانات الاقتصادية المنتظرة يوم الإثنين، وقبيل اجتماع مهم لقيادة الحزب الشيوعي الحاكم الأسبوع المقبل.

وفي كوريا الجنوبية، أغلق مؤشر كوسبي مستقرا تقريبا عند 3,748.89 نقطة بعد أن تخلى عن مكاسبه السابقة، على الرغم من التفاؤل بشأن التقدم في محادثات التجارة مع الولايات المتحدة.

وأظهرت البيانات الصادرة يوم الجمعة انخفاض معدل البطالة المعدل موسميا في كوريا الجنوبية إلى 2.5% في سبتمبر، مقارنة بـ2.6% في أغسطس.

كما انخفض مؤشر S&P/ASX 200 الأسترالي بنسبة 0.8% ليصل إلى 8,995.30 نقطة، متراجعا عن أعلى مستوى قياسي سجله في اليوم السابق، بقيادة تراجعات في أسهم الطاقة والتكنولوجيا.

أما في تايوان، فقد انخفض مؤشر تايكس بنسبة 1.3%، بينما ارتفع مؤشر سينسكس الهندي بنسبة 0.4%.