"سلاسل إمداد مرنة".. أقصى أماني الاتحاد الأوروبي للحصول على الطاقة
الطلب المتزايد على التقنيات التي تتيح إزالة الكربون في أوروبا، يواجه صعوبة في إمداد السوق بالخلايا الشمسية وتوربينات الرياح.
تواجه دول الاتحاد الأوروبي تحديات مرتبطة بإمدادات الطاقة وبشكل مستدام خلال السنوات المقبلة، وتجنب التحديات التي عايشتها خلال العام الجاري بفعل الحرب الروسية الأوكرانية.
تشير بيانات المفوضية الأوروبية إلى أن انتقال الطاقة جارٍ بالفعل في أوروبا، ولكنه يحتاج إلى الإسراع بشكل كبير لتلبية أهداف الاتحاد الأوروبي التي تم تطويرها استجابة للأحداث في أوكرانيا.
وعلى الرغم من نمو الكهرباء المولدة من المصادر المتجددة، فإن السرعة الحالية في إنتاج الطاقة، تجعل الاتحاد الأوروبي يتجه إلى عدة عقود وصولا إلى الاستغناء الكامل عن روسيا في مجال الغاز الطبيعي.
تتطلب خطة الاتحاد الأوروبي على سبيل المثال تركيب 320 جيجاوات من الخلايا الشمسية الكهروضوئية الجديدة بحلول عام 2025 و600 جيجاوات بحلول عام 2030. وسيتطلب تحقيق هذا الهدف زيادة بمعدل ثلاثة أضعاف إلى خمسة أضعاف المستويات الحالية.
وبحسب تقرير حديث عن شركة ماكنزي، فإن الطلب المتزايد على التقنيات التي تتيح إزالة الكربون تخلق العديد من الفرص غير المباشرة لكن لا تزال أوروبا تواجه صعوبة في إمداد السوق بالخلايا الشمسية وتوربينات الرياح.
تجنب الاختناقات في سلاسل التوريد
وترى ماكنزي أن الاتحاد الأوروبي مطالب قبل كل شيء، بتجنب الاختناقات في سلاسل التوريد، لا سيما في سياق الأحداث الجيوسياسية الأخيرة.
وتخلق الاختناقات مخاطر تتعلق بنقص الحجم، وتقلب الأسعار، والاعتماد على المصادر الجغرافية، وفترات التسليم الطويلة، ومشكلات الجودة.
ويمكن أن تؤثر هذه المخاطر على جميع تقنيات نقل الطاقة الرئيسية وكل خطوة في سلسلة التوريد؛ ومن المتوقع حدوث تحديات خاصة حول شراء المواد الخام وتصنيع المكونات وتوافر العمالة للبناء والتركيب.
تعتبر الصين وروسيا مصدرين رئيسيين لمكنونات الولايات الشمسية، والأهم لبطاريات السيارات الكهربائية، وبدرجة متقدمة، بحاجة إلى المواد الخام اللازمة لتوليد الكهرباء النووية.
أدى التوجه نحو إزالة الكربون وزيادة القدرة التنافسية من حيث التكلفة، والاعتبارات الجيوسياسية إلى تسريع انتقال الطاقة وزيادة وتيرة الكهربة بشكل كبير، وهو ما بدأه الاتحاد الأوروبي لكن السرعة الحالية ما تزال دون التطلعات.
معدل إزالة الكربون
كذلك، فإن معدل إزالة الكربون سيحتاج إلى أكثر من ثلاثة أضعاف السرعة الحالية، لتلبية هدف الاتحاد الأوروبي المناسب لخفض الانبعاثات بنسبة 55% من مستويات عام 1990 بحلول عام 2030، سيكون هناك حاجة إلى تحول كبير نحو مصادر الطاقة المتجددة في إمدادات الطاقة ونحو تقنيات الكهربة المطلوبة .
هذه الأهداف عالية المستوى لها آثار عميقة على المنتجات والتقنيات التي تمكن من توليد الكهرباء وبالتالي إزالة الكربون. ستحتاج دول الاتحاد الأوروبي إلى أن تشكل الطاقة المتجددة 70% من مزيج التوليد بحلول عام 2030 لتحقيق أهدافها.
وستكون نتيجة هذه التحولات طلبا قويا ومتزايدا على تقنيات التمكين الكهربائي؛ تشمل هذه التقنيات طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية وتخزين البطاريات في صناعة الطاقة؛ ومضخات حرارية للمباني والعمليات الصناعية؛ والبطاريات والبنية التحتية لشحن قطاع التنقل.
لكن سلاسل التوريد لتقنيات التحول الرئيسية في مجال الطاقة تواجه تحديات، إذ أدت الأحداث الجيوسياسية الأخيرة إلى تفاقم الوضع؛ كذلك عطّل الوباء العالمي سلاسل التوريد، مما أدى تعطيل الإنتاج لعدة أشهر.
aXA6IDE4LjIxNy4xMzIuMTA3IA==
جزيرة ام اند امز