أوروبيون يتحدون تهديدات كورونا بالخروج للمتنزهات
المتابع لإحصاءات كورونا بأوروبا سيتذكر مشهد انتشار الرعب في شوارع المدن الأوروبية الشتاء الماضي والتزام الناس بالبقاء في المنازل
لكن الوضع لا يسير وفق هذا السيناريو، فالناس في أوروبا يتحركون في الشوارع دون أقنعة طبية، ويرتادون المقاهي المزدحمة، ولا يبالون بتحذيرات الحكومات، ولا يريدون إغلاقا جديدا.
ففي النمسا على سبيل المثال، سجلت إصابات "كورونا" طفرة كبيرة خلال الأسبوع الماضي، وسجلت البلاد، السبت، 3611 إصابة في رقم قياسي، بل إن نسبة الإصابات المؤكدة وصلت إلى 10% من إجمالي عدد تحاليل "بي سي آر" اليومية، مقارنة بـ0.5% في يونيو/حزيران الماضي.
وفي بيانين منفصلين، حذر الرئيس النمساوي ألكسندر فاندر بيلن، والمستشار سبستيان كورتس، الأحد، من "وضع خطير قد تتعرض له البلاد مع تزايد إصابات كورونا".
ودعا فان دير بلين، النمساويين إلى "تقبل القيود والامتثال للإجراءات الاحترازية قبل دخول فترة الأعياد، وخاصة عيد الهالوين والميلاد".
فيما قال كورتس: "الوضع خطير للغاية، ويقترب من الذروة وإذا لم تنخفض الإصابات، سيتعين اتخاذ المزيد من التدابير".
وأوضح: "في بلدان أخرى، جرى بالفعل إغلاق المدارس والمتاجر والمطاعم وفرض حظر التجول، وهذا أمر وشيك أيضًا في النمسا إذا لم ينخفض نمو العدوى".
ورغم هذه التحذيرات والارقام الكبيرة في الإصابات مقارنة بتعداد الشعب النمساوي (8 ملايين نسمة)، فإن الوضع في شوارع فيينا لا يشير إلى التزام المواطنين بالاجراءات الاحترازية، أو تخوفهم مما هو قادم.
وفي مقاهي وسط العاصمة النمساوية، بدا الوضع اعتياديا؛ فالناس تجلس بجوار بعضها دون مسافات آمنة، أو أقنعة طبية، بل ووصلت نسبة الإشغال في بعض المقاهي إلى 100%.
كما تزدحم الشوارع بالمارة الذين لا يرتدون أي أقنعة طبية وكأنه يوم أحد عادي في البلاد، وكأن كورونا لم يعد موجودا.
ويقول كريستيان تسمرمان، وهو مواطن نمساوي يبلغ من العمر 30 عاما، لـ"العين الإخبارية": "الناس لم تعد تطيق البقاء في المنازل، والإغلاق لم يعد فكرة مقبولة شعبيا".
وتابع: "الإغلاق أدى إلى كثير من المشاكل النفسية لقطاعات كبيرة من الناس، وتكراره لن يكون خيارا جيدا، وأعارضه بشدة".
مضيفا: "كورونا لا يقتل سوى كبار السن، وعلى حكومتنا إيجاد طريقة ما لحماية هذه الفئة، وترك الحياة تسير بشكل اعتيادي".
وأضاف: "الناس تحاول الخروج والاستمتاع بالأجواء قبل دخول الصقيع، فبعد أسابيع قليلة لن تكون هناك مقاهي في الهواء الطلق من الأساس".
وفي ألمانيا، ورغم تحذيرات المستشارة أنجيلا ميركل من وضع كورونا الخطير، وتسجيل البلاد أكثر من 11 ألف إصابة، الأحد، إلا أن الأمر لا يختلف كثيرا عن النمسا، ولا يبدو أن المواطنين يرغبون في الالتزام بالإجراءات الاحترازية.
ففي برلين، على سبيل المثال، أعلنت بلدية المدينة، الأحد، أن "الوضع خرج عن السيطرة، وأن الإغلاق بات مسألة وقت"، لكن المواطنين لم يمتنعوا عن عاداتهم العادية في أيام الآحاد، وخرجوا للشوارع دون "أقنعة طبية" أو مسافات آمنة، وفق تقرير لصحيفة بيلد الألمانية الخاصة.
بل أن شرطة المدينة فضت في اليومين الماضيين، احتفالات وحفلات شارك فيها عدد كبير من الناس، رغم تحذير الحكومة من خطر التجمعات.
وقالت ماريا شنايدر، وهي مواطنة ألمانية تبلغ من العمر 45 عاما، إن "الناس في برلين تعلم أن هناك إغلاقا قادما لا محالة، لذلك قرروا الاستمتاع والخروج للشارع بشكل معتاد، قبل أن يحرموا من ذلك".
وتابعت: "وفق الأرقام الرسمية، وضع كورونا كارثي، لكننا نريد أن نعيش حياتنا كما اعتدنا، ولا نتقبل قيود".
وسياسيا، يرفض قطاع من الألمان، يتصدره نشطاء اليمين المتطرف، قيود "كورونا"، ويتحركون ضدها في المجال العام.
وفي وسط برلين، نظم 3000 شخص مظاهرة ضد قيود كورونا، الأحد، دون الالتزام بالاجراءات الاحترازية، واشتبكوا مع الشرطة التي تدخلت لفض الحشد، ما أدى إلى بعض الاعتقالات في صفوف المتظاهرين.
وفجر الأحد، هاجم مجهولون بمواد حارقة، مبنى معهد روبرت كوخ في برلين، وهو المعني برصد إحصائيات كورونا، وتحقق السلطات في وقوف أطراف رافضة لقيود كورونا خلفه.