تقرير أوروبي يؤكد تورط تركيا في حرب "قرة باغ" بإرسال مرتزقة
بعد سوريا وليبيا، توجهت بوصلة النظام التركي إلى أرمينيا؛ العدو التاريخي الذي خططت أنقرة لدفعه نحو الفوضى عبر دعم أذربيجان بالمرتزقة.
الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، أكبر هيئة حكومية دولية تعمل على تعزيز سيادة القانون، كشفت أن تركيا أرسلت متطرفين سوريين لمساعدة أذربيجان في نزاع العام الماضي مع جارتها أرمينيا.
وفي قرار وتقرير تم التصديق عليه بعد نقاشات حامية قبل يومين، أشارت الجمعية البرلمانية إلى أن "هناك أدلة مقلقة على استخدام أذربيجان بمساعدة تركيا، لمرتزقة سوريين".
وحثت الجمعية البرلمانية أنقرة على التعاون الكامل مع المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن الشكاوى المقدمة ضدها بسبب هذا الإجراء، بحسب موقع "نورديك مونيتور" السويدي.
وأشارت الجمعية البرلمانية إلى الفريق العامل التابع للأمم المتحدة المعني باستخدام المرتزقة، وقالت إن "أذربيجان استخدمت، بمساعدة تركيا، مسلحين سوريين خلال الحرب التي استمرت ستة أسابيع، بما في ذلك على الجبهة".
وأضافت: "بدا أن المسلحين مدفوعون في المقام الأول بمكاسب خاصة، وفي حال مقتلهم، قيل إن أقاربهم تلقوا وعودا بالحصول على تعويضات مالية بالإضافة إلى الجنسية التركية".
ووفق المصدر نفسه، طعن أعضاء الوفدين التركي والأذري بنتائج التقرير، وأرسلوا سلسلة تعديلات لإزالة الإشارة إلى المرتزقة من التقرير.
لكنهم فشلوا في تأمين ما يكفي من الأصوات، وعارض المقرر واللجنة ذات الصلة خطوتهم بعدما كانت وافقت عليها في اجتماع سابق.
وقال أحمد يلديز، رئيس الوفد التركي إلى الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا والعضو بحزب العدالة والتنمية الحاكم: "كانت لدينا آمال عريضة من هذا التقرير من بول جافان (مؤلف التقرير)، لكن للأسف تبين أنه تقرير متحيز بدلًا من محايد".
فيما قال المشرع الأرميني روبن روبينيان، في رده على الطلبات المقدمة من الوفد التركي لحذف الإشارة للمقاتلين في التقرير والقرار، إن "استخدام أذربيجان لمرتزقة من سوريا بمساعدة تركيا هي حقيقة"، لافتا إلى أن تلك الحقيقة أكدتها وكالات أمنية من عدة دول من بينها الولايات المتحدة وفرنسا، ووسائل الإعلام الدولية، والمراقبين الحقوقيين.
ورفضت الجمعية التعديل بـ68 صوتا معارضا، و28 موافقة، بينما امتنع 10 عن التصويت، مما أبقى على الإشارة لاستخدام أذربيجان للمرتزقة بمساعدة تركيا.
وفي نهاية النقاش، تمت الموافقة على القرار والتقرير المرفق بأغلبية ساحقة بالرغم من معارضة الوفد التركي الذي لم يقتصر على حزب العدالة والتنمية فحسب، بل تضمن أيضًا مشرعين من حزب الشعب الجمهوري المعارض.
وأكدت الجمعية البرلمانية نتائج الفريق العامل التابع للأمم المتحدة المعني استخدام المرتزقة، والتي أشارت إلى أن الطريقة التي تم بها تجنيد هؤلاء الأشخاص ونقلهم واستخدامهم داخل وحول منطقة الصراع، بدت متسقة مع تعريف كلمة مرتزقة.
وقال معد التقرير، بول جافان من أيرلندا، إنه شاهد صورًا ومقاطع فيديو وتقارير تفيد باستخدام أذربيجان للمرتزقة خلال الحرب التي استمرت ستة أسابيع عام 2020، مضيفا أن ذلك يدعم مزاعم استخدام أذربيجان لمرتزقة أجانب.