قمة "أوروبا الموسعة".. الدلالات وسر التوقيت
اجتماعات مكثفة تجمع زعماء الاتحاد الأوروبي مع قادة دول خارج التكتل، فيما يشبه قمة لكل القارة تغلفها قضايا الأمن، ما يثير التساؤلات.
وتجمع قمة المجموعة السياسية الأوروبية (EPC) في براغ، اليوم الخميس، قادة الاتحاد الأوروبي وعددهم 27، مع 17 زعيما من القارة خارج التكتل، بما في ذلك بريطانيا وتركيا والنرويج وأوكرانيا، أي أنها تشمل كل دول القارة ما عدا روسيا وبيلاروسيا.
ويبدأ وصول القادة المشاركين في الاجتماع إلى القاعة في براغ في تمام الساعة 12:00 ظهرا بالتوقيت الأوروبي (١١ غرينتش)، قبل ساعة من الجلسة الافتتاحية العامة في تمام الـ13 بعد الظهر.
وفي تمام الساعة 14:00، تبدأ مناقشات المائدة المستديرة، حول السلام والأمن، والطاقة والمناخ والوضع الاقتصادي، وتستمر ساعتين، قبل أن تبدأ سلسلة من اللقاءات الثنائية بين القادة.
وفي نهاية اليوم، يعقد بعض القادة مؤتمرا صحفيا للحديث عن المناقشات والقضايا الرئيسية.
وفي اليوم التالي، يعقد قادة دول الاتحاد الأوروبي قمة غير رسمية تناقش 3 قضايا مترابطة، الحرب في أوكرانيا والطاقة والأوضاع الاقتصادية.
روح الوحدة
ووصف المجلس الأوروبي اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية، الذي يضم قادة من جميع أنحاء القارة الأوروبية، بأنه اجتماع "بروح الوحدة".
ووفق المجلس الأوروبي فإن المجموعة السياسية الأوروبية تهدف إلى تعزيز الحوار السياسي والتعاون لمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في القارة الأوروبية.
رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قال في دعوة وجهها إلى زعماء الاتحاد الأوروبي لحضور اجتماع اليوم "في المجلس الأوروبي في يونيو/حزيران، عقدنا مناقشة استراتيجية حول علاقات الاتحاد الأوروبي مع شركائه في أوروبا".
ومبررا تأسيس المجموعة السياسية، أوضح ميشال "مع العواقب المأساوية للحرب الروسية التي أثرت على الدول الأوروبية على جبهات عديدة، اتفقنا على إطلاق المجموعة السياسية الأوروبية بهدف الجمع بين دول القارة الأوروبية وتوفير منصة للتنسيق السياسي".
وأضاف أن "الطموح هو الجمع بين القادة على قدم المساواة وتعزيز الحوار السياسي والتعاون بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك حتى نعمل معًا على تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار في أوروبا ككل".
ومضى قائلا: "خلال المباحثات المختلفة المخطط لها، ستتاح لنا الفرصة لمناقشة مواضيع مثل السلام والأمن، والوضع الاقتصادي، والطاقة والمناخ، والهجرة والتنقل.. لا توجد نتيجة رسمية مكتوبة (بيان ختامي) للمجموعة السياسية الأوروبية".
هيكل جديد
ورغم حديث مراقبين عن محاولة تدشين هيكل جديد في القارة الأوروبية في ظل التوتر الراهن مع روسيا، قال المجلس الأوروبي في بيان بوضوح إن المجموعة السياسية "لا تحل محل أي منظمة أو هيكل أو عملية قائمة ولا تهدف إلى إنشاء مؤسسات جديدة في هذه المرحلة".
لكن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طرح فكرة إنشاء هذه المنصة، قبل 5 أشهر كرد فعل على الحرب الروسية في أوكرانيا وإعادة التفكير الجيوسياسي الكامل الذي أحدثته الحرب في جميع العواصم الأوروبية.
كما أن هذه المنصة تهدف، وفق تقارير أوروبية، إلى تهدئة الدول التي تقف في صف انتظار الانضمام للاتحاد الأوروبي، بعد أن تفاقمت الضغوط بتقديم أوكرانيا ومولدوفا وجورجيا طلبات سريعة للانضمام بعد بداية الحرب في فبراير/شباط 2022.
وفي هذا الإطار، قال ستيفن بلوكمانز، مدير الأبحاث في مركز دراسات السياسة الأوروبية، في تصريحات صحفية إن السرعة التي تم بها تنظيم اجتماع المجموعة السياسية الأوروبية، تشير إلى أن هناك "قضايا هنا تتجاوز النزاعات الثنائية وتتعلق بمستقبل نظام الأمن الأوروبي"، بعد الحرب الأخيرة.
وأوضح أن ذلك يظهر أيضا لروسيا وبيلاروسيا، أن بقية أوروبا "متحدة بشكل أساسي من أجل الدفاع عن ذلك النظام الأمني الأوروبي".
فيما قالت الخبيرة دانيلا شفارتز "هذا الاجتماع يملك القدرة على بناء منتدى جديد للتبادل الاستراتيجي وصنع السياسات على نطاق قاري، وهو ما يتطلبه الوضع الجيوسياسي في الوقت الحالي".
aXA6IDMuMTI4LjMxLjIyNyA=
جزيرة ام اند امز