التعويضات.. فصل جديد من أزمة "قناة السويس" و"إيفر جيفن"
يبدو أن قصة السفينة "إيفر جيفن" التي عطلت الملاحة بقناة السويس لمدة 6 أيام الشهر الماضي، تستعد لدخول فصل جديد من الأزمات.
هيئة قناة السويس اتخذت قرارا بالتحفظ على سفينة الحاويات "إيفر جيفن"، لحين سداد شركة شوي كيسن اليابانية المالكة للسفينة تعويضات تبلغ قيمتها 916 مليون دولار.
وقال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس: "نفضل أن نصل إلى اتفاق مع الشركة عن الأضرار المادية التي لحقت بالمجرى الملاحي، ومصروفات تعويم السفينة، والإيرادات المفقودة من تعطل الملاحة، وكذلك الأضرار التي لحقت بسمعة قناة السويس".
وأكد ربيع بشكل واضح أن قناة السويس لا تفضل اللجوء إلى المحاكم، وفي حالة الاضطرار لقطع هذه الخطوة، فإن المحاكم المصرية هي الجهة المنوطة بالفصل في الأمر.
وقال مالك السفينة اليابانية العملاقة المتحفظ عليها إثر عرقلتها الملاحة في قناة السويس إنه يتفاوض مع السلطات المصرية بعدما طالبته بسداد تعويضات بقيمة 900 مليون دولار.
وفي غضون ذلك، أصدرت محكمة الإسماعيلية الاقتصادية، هذا الأسبوع أمرا بالحجز التحفظي على السفينة بموقعها الحالي في البحيرات المرة بالقناة، بناء على طلب قدمته قناة السويس.
التعويضات المطلوبة
كشفت شركة يو كيه كلوب، إحدى شركات التأمين على سفينة الحاويات إيفر جيفن، تفاصيل مطالب التعويضات من طرف قناة السويس.
وأوضحت يو كيه كلوب، في بيان لها، أن مطالب القناة تشمل 300 مليون دولار "علاوة إنقاذ" و300 مليون أخرى تعويضا عن "الضرر المعنوي".
وقالت الشركة إن حجم هذه المطالبات لا سند لها إلى حد بعيد، ومع ذلك تفاوض الملاك وشركات التأمين بحسن نية مع قناة السويس.
وتابعت: "قُدم عرض سخي ومدروس بعناية إلى الهيئة في 12 من أبريل/نيسان لتسوية مطالباتها. نشعر بخيبة أمل إزاء قرار الهيئة لاحقا باحتجاز السفينة".
نتائج التحقيقات
أعلن أسامة ربيع أن نتائج التحقيقات التي تُجرى بشأن السفينة "إيفر جيفن"، سيتم الإعلان عنها نهاية الأسبوع الجاري، أي غد الخميس، وذلك بعد الانتهاء من تفريغ الصندوق الأسود.
وقالت الشركة المسؤولة عن الجوانب الفنية للسفينة، وهي شركة "برنهارد شولته" لإدارة السفن، أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السفينة جنحت نتيجة هبوب رياح عاتية، ومستبعدة أن يكون الحادث نتيجة عطل ميكانيكي.
ولكن في المقابل، رجح رئيس قناة السويس أن تكون هناك عدة أسباب مجتمعة لحادث جنوح السفينة، تشمل سرعة الرياح وخطأ بشري من جانب طاقم السفينة أو وقوع خلل فني، وهو ما سيكشف عنه الصندوق الأسود للسفينة.
وذكرت "برنهارد شولته" أنه لم ترد أي تقارير تتحدث عن وقوع أي تلوث أو أضرار في البضائع التي تحملها نتيجة جنوحها.
فيما قالت "إيفر جرين" التايوانية المشغلة لسفينة الحاويات، إن السفينة صالحة للإبحار من البحيرات المرة إلى بورسعيد حيث سيجري فحصها مجددا.
وأضافت أن السفينة راسية في البحيرات المرة إلى حين التوصل لاتفاق بين الشركة المالكة قناة السويس، واصفة قرار الأخيرة بالتحفظ على السفينة بـ"المحبط للغاية".
وكانت السفينة "إيفر جيفن" البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 مترا وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.
وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل زاد عن 420 سفينة، وأعلنت الهيئة في 29 مارس/ آذار الماضي فتح الملاحة مجددا بعد إعادة تعويم السفينة، وفي الثالث من أبريل/ نيسان الحالي أكدت قناة السويس انتهاء أزمة الملاحة وعبور كافة السفن المنتظرة.
وأسفر جنوح السفينة إلى إرباك حركة التجارة العالمية، إذ تستحوذ قناة السويس على نحو 12% من حركة التجارة العالمية المنقولة بحرا.
وقالت شركة أليانز للتأمين إن تعطل القناة ليوم واحد يكلف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار.
وتعد قناة السويس ممرا صناعيا بطول 193 كيلو متر تم حفره على مدار 10 سنوات، وافتتاحه عام 1869، وتربط بين شرق وغرب الكرة الأرضية.
aXA6IDMuMTQzLjIxOC4xMTUg
جزيرة ام اند امز