مهمة إنقاذ.. "إيفرجراند" تبحث هيكلة ديونها في هونج كونج
تحاول شركة العقارات الصينية العملاقة "إيفرجراند" إنقاذ نفسها من الانهيار عبر جولة جديدة من مفاوضات بهونج كونج.. فهل تنجح؟
وقال مصدران إن شيا هايجون، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إيفرجراند" الصينية، يجري محادثات في هونج كونج مع بنوك استثمار، ودائنين بخصوص إعادة هيكلة محتملة وبيع أصول.
في الوقت الذي تكافح فيه مجموعة التطوير العقاري الصينية المتعثرة، العجز عن سداد ديون تتجاوز 300 مليار دولار.
مهمة هونج كونج
وأبلغ المصدران رويترز أن الرئيس التنفيذي شيا هايجون، المقرب من هوي كا يان رئيس مجلس الإدارة، والذي يدير العمليات اليومية للمجموعة بما في ذلك التمويل، موجود في هونج كونج، حيث تمتلك المجموعة عمليات كبيرة، منذ أكثر من شهرين.
وذكر مصدر ثالث أن شيا يجري محادثات مع بنوك، ودائنين في هونج كونج، لكنه لم يفصح عما تجري مناقشته.
جمع السيولة
ولم تطلع "إيفرجراند"، التي مقرها "شنتشن"، وينوء كاهلها بالتزامات بأكثر من 300 مليار دولار، المستثمرين الخارجيين على تفاصيل بشأن خططها للسداد بعدما تخلفت بالفعل عن سداد 3 دفعات فوائد على سندات دولارية.
وقال أحد المصادر إن شيا يريد التواصل مع البنوك الأجنبية بشأن تمديد أجل قروض ومدفوعات.
وامتنع المصدر عن تحديد هوية الدائنين الذين تحدث معهم شيا.
وتسعى "إيفرجراند" جاهدة لبيع بعض الأصول لجمع سيولة، وهي جهود لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن، مع تنامي المخاوف في الأسابيع الأخيرة من انهيار محتمل وتأثيره على الأسواق العالمية، والاقتصاد الصيني.
وقال مسؤول بالبنك المركزي الصيني، الجمعة، إن آثار مشكلات ديون "إيفرجراند" على النظام المصرفي تحت السيطرة، وإن المخاطر على المؤسسات المالية الفردية ليست كبيرة.
ولم ترد "إيفرجراند"، ولا شيا ،على طلبات من رويترز للتعقيب.
وطلبت المصادر المطلعة بشكل مباشر على التطورات، عدم الكشف عن أسمائها لحساسية الأمر.
"قروض الظل"
وجفت قروض الظل -التمويل غير المصرفي الذي شكَّل ما يقرب من ثلث ديون "إيفرغراند" في عام 2019- وخضع الاقتراض المبهم من خلال المشاريع المشتركة للتدقيق، ومنع المنظِّمون الاقتراض الجديد من خلال سياسة "الخطوط الحمراء الثلاثة" للحدِّ من الاستثمار بالرافعة المالية.
وتسبَّبت هذه الإجراءات في أزمة سيولة في شركة "هوي" في 2020، وأدى فشل الاستحواذ العكسي لوحدة تابعة لـ"إيفرجراند" في البر الرئيسى إلى تعثرها عن سداد ما يصل إلى 20 مليار دولار من المدفوعات للمستثمرين.
وفقد "هوي كا يان" مؤسس ورئيس مجلس إدارة "إيفرجراند" الصينية، نحو 15 مليار دولار من ثروته، خلال العام الجاري فقط، بعد أن تخطت ديون شركته "إيفرجراند" حاجز 305 مليارات دولار.
أكبر عملية إعادة هيكلة ديون في الصين
واعتمد "هوي" في بناء "إيفرجراند" والشركات التابعة لها على مزيج عنيف من إصدار الديون المقوَّمة بالدولار، ومبيعات الأسهم، والقروض المصرفية، وتمويل الظل-طرق التمويل التي تمَّ القضاء عليها تقريباً.
وتواجه المجموعة حالياً على أقل تقدير عملية إعادة هيكلة ديون، والتي قد تكون الأكبر في تاريخ الصين.
وتواجه المجموعة حالياً على أقل تقدير عملية إعادة هيكلة ديون، والتي قد تكون الأكبر في تاريخ الصين، حتى تفاقمت ديون الشركة في عام 2018 وبلغت 100 مليار دولار.
إجراءات بكين
وعلى الرغم من أن حكومة بكين حاولت السيطرة على الأزمة من خلال ضخ 14 مليار دولار في النظام البنكي لتوفير السيولة، كما رهنت شركة إيفرجراند بعض ممتلكاتها ومعداتها لتأمين سداد جزء من القروض التي بلغ متوسط سعر فائدتها 9.02%، إلا أن الرئيس الصيني يتبع سياسة صارمة للقضاء على الكيانات العملاقة التي تعتمد على الديون، الأمر الذي ينذر بتخلي الحزب الحاكم عن أحد مستشاريه السياسيين.
ويرى بعض الخبراء أن إمبراطورية "إيفرجراند" تعد واحدة من أكبر ضحايا جهود الرئيس شي جين بينغ، للحد من الأحجام المفرطة للتكتلات التي تغذيها الديون، ولنزع فتيل مخاطر سوق الإسكان في الصين.
مصرف الصين المركزي
خرج المصرف المركزي الصيني الجمعة عن صمته مؤكدا أن الدين الهائل للمجموعة الصينية العملاقة "إيفرغراند" يفترض ألا يشكل خطرا على النظام المالي للبلاد.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن زو لان المسؤول في المصرف المركزي الصيني قوله: "بشكل عام يمكننا التحكم بمخاطر انتقال عدوى النظام المالي".
وأضاف في لقاء مع صحفيين أن السلطات "تحث إيفرجراند على زيادة جهودها لبيع الأصول وتسريع استئناف العمل في مواقع البناء". وتابع زو أن السلطات "تقوم بعمل إصلاح تنظيف ومعالجة المخاطر وفقا لقواعد القانون والسوق".