هل انهارت "إيفرجراند" على طاولة "البوكر"؟.. لغز 3 رجال وامرأتين
الفرص تخرج من رحم الأزمات أو على طاولة بوكر، جملة قد تفسر أزمة ديون إيفرجراند الصينية التي تهدد العالم بأزمة مالية.
وجاء شراء الصين حصة في بنك إقليمي متعثر من مجموعة "تشاينا إيفرجراند" بهدف منع انتشار العدوى في مصلحة المستثمرين في بنك "شينغ-جينغ" (Shengjing Bank)، ومن بينهم بعض أصدقاء كانوا يلعبون لعبة "البوكر" مع هوي كا يان، مؤسس مجموعة "إيفرجراند".
وافقت المجموعة على بيع 20% من أسهم البنك إلى الحكومة المحلية في "شين-يانغ" مقابل عشرة مليارات يوان (1.55 مليار دولار أمريكي).
وطالب البنك بأن توجَه كل حصيلة البيع إلى تسوية الديون، وارتفعت أسهم بنك "شينغ-جينغ" بنسبة 1.4%، الأربعاء الماضي، في "بورصة هونغ كونغ" بعد توقيع الاتفاق، رغم أن بيع الأسهم لن يؤثر كثيراً في تخفيف مديونية "إيفرجراند" الضخمة لصالح حاملي السندات ومشتري الوحدات السكنية.
كما هبطت أسهم "إيفرجراند" بنسبة 4% الخميس، لتكسر ثلاثة أيام متتالية من المكاسب.
واليوم أعلنت شركة العقارات الصينية العملاقة "إيفرجراند" الإثنين، تعليق التداول بأسهمها في بورصة هونج كونج دون أن توضح أسباب هذه الخطوة.
كما لم تعلن أيضا إدارة البورصة عن سبب وقف التداول، ويذكر أن هذه أول مرة في تاريخ الشركة يتم فيها وقف تداول أسهمها في الوقت الذي تواجه فيه أزمة سيولة كبيرة.
تضم قائمة المستثمرين الجدد في بنك "شينغ-جينغ" المجموعة التالية من مليارديرات العقارات الذين دعموا ماليا مجموعة "إيفرجراند" ومؤسسها هوي كا يان:
تشيونغ تشانغ كيو
رئيس ومؤسس شركة "سي سي لاند هولدينجز" (C C Land Holdings) الذي وُلد في مقاطعة تشونغ-كينغ بجنوب غربي الصين، وشركته مدرجة في بورصة هونغ كونغ، وقد اعتاد أن يلعب مع "هوي" لعبة البوكر الصينية بانتظام.
بدأ تشيونغ نشاطه بشراء أجهزة إلكترونية وبضائع أخرى من هونغ كونغ وبيعها في داخل الصين، ثم انتقل بعد ذلك إلى النشاط العقاري.
تمتلك شركته حاليا عقارات قيمتها مليارات الدولارات في المملكة المتحدة، من بينها ناطحة السحاب "تشيزغرايتر" (Cheesegrater) في حي المال في لندن.
كما امتلك تشيونغ حصة أقلية مباشرة وغير مباشرة في بنك "شينغ-جينغ" في 30 يونيو، وفق آخر إفصاح من البنك حول المساهمين.
عائلة تشنغ
هنري تشنغ، رئيس شركة "نيو ورلد ديفيلوبمنت" (New World Development)، هو أغنى رفاق هوي في لعبة البوكر الصينية.
وتبلغ ثروته 23.5 مليار دولار وفقا لمؤشر "بلومبرج للمليارديرات" (Bloomberg Billionaires Index).
وهو الابن الأكبر للراحل تشنغ يو-تونغ، الذي هرب من مقاطعة غوانغ-دونغ الريفية إلى ماكاو في عام 1940 قبيل الاحتلال الياباني، وتزوج ابنة صائغ حلي ذهبية، وحقق ثروة من النشاط العقاري.
استثمرت عائلة تشنغ في مشروعات مجموعة "إيفرجراند" وفي أسهمها، بما في ذلك المشاركة في طرح عام لأسهم شركة بيع العقارات والسيارات عبر الانترنت التابعة لـ"إيفرغراند" والمعروفة باسم "إف سي بي" (FCB). وحسب تقرير البنك، تمتلك العائلة حصة في بنك "شينغ-جينغ" ملكية غير مباشرة.
بول سيون
اشتهر سيون في وقت من الأوقات باسم "ملك الأصداف" لامتلاكه حصصاً في عشرات الشركات الصغيرة، إذ كان يلعب على أسهم هذه الشركات التي تكون أسعارها عادة رخيصة.
وتضم محفظته أيضا حصة أقلية مباشرة وغير مباشرة في بنك "شينغ-جينغ"، وقد استثمر أموالاً في نادي كرة القدم الإنجليزي "بيرمينغهام سيتي"، وكذلك في نادي السفراء في لندن "Les Ambassadeurs Club"، وهو نادٍ للقمار ظهر في فيلم من أفلام جيمس بوند، "دكتور لا" (Dr. No).
وكشف إفصاح في عام 2019 عن شراء سيون حصة في بنك "شينغ-جينغ"، وأنه كان يمتلك كذلك حصة في شركة السيارات الكهربائية التابعة لمجموعة "إيفرجراند" في ذلك الوقت، علاوة على سندات صادرة عن المجموعة.
كارين لو
هي امرأة ثرية وسليلة أكبر أسرة مالكة لإمبراطورية حليب الصويا في هونغ كونغ، وتتنوع ممتلكاتها العقارية من قصور في مناطق هولمبي هيلز وماليبو في كاليفورنيا، إلى شقة كان يملكها النجم الشعبي ستينغ، وتطل على حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك (New York’s Central Park).
تحولت "لو"، التي تخرجت في جامعة بنسلفانيا، وتملك أسهماً في عشرات الشركات، من مستثمر في شركة الملابس المدرجة في بورصة هونغ كونغ "اسبريت هولدينجز" (Esprit Holdings)، إلى أكبر مساهم فيها.
وأجْرت باستثمارات بجانب بول سيون، بما في ذلك امتلاك حصة في بنك "شينغ-جينغ" منذ عام 2019، عندما أفصحا كذلك عن امتلاك حصص في شركة السيارات الكهربائية التابعة لمجموعة "إيفرجراند".
"لو" وشريكها يوجين شوانغ -وهو مستثمر ويهوى سباق الخيل– منحا درجة الأستاذية بأسمائهما في جامعة هونغ كونغ. في تقارير إفصاح قدمها بنك "شينغ-جينغ" إلى بورصة هونغ كونغ في 27 سبتمبر تبين أن "لو" لم تعد تملك حصة في البنك تستوجب الإفصاح.
عائلة لاو
باعت شركة "تشاينيز إستيتس" المملوكة لجوزيف لاو أسهمها في بنك "شينغ-جينغ" في عام 2017 إلى شركة تملكها زوجته تشان هوي-وان.
ويشير تقرير إفصاح البنك إلى أن "تشان" بعد ذلك باعت هذه الأسهم ولم تعد تملك حصة تذكر في الشركة منذ يناير عام 2020. وكانت عائلة لاو الثرية، وهي من رفاق هوي في لعبة البوكر الصينية، تبيع أيضاً أسهمها في مجموعة "إيفرجراند".