يكفي أن ننظر إلى قيادة الإمارات، ونستلهم منها الإيجابية والمثابرة، فهي لا تتوقف عن طرح المبادرات وتقديم الحلول.
علينا أن نقر أولاً، أنه لا يوجد اقتصاد في العالم يستطيع مواصلة النمو بشكل مستمر، فلا بد أن يمر بدورات مختلفة تهدئه ليتمكن من بناء قواعد جديدة ينطلق من خلالها لتحقيق زخم إضافي.
علينا أن نقر أيضاً أنه مهما كان اقتصادك قابلاً للنمو لأن أساسياته الداخلية قوية، فإن ما يحيط به من عوامل خارجية سلبية تلعب دوراً أساسياً في تثبيط نشاطه، وهي عوامل لا يستطيع التحكم بها أو إدارتها.
ما تقدم ليس فلسفة لتبرير الهدوء الذي يشهده اقتصادنا، ولكن لتبيان واقع اقتصادنا الذي ما زال يبلي بلاء حسناً في أدائه ونموه واتجاهاته.
اقتصاد الإمارات على مدار عقود توسع بطريقة مثيرة للإعجاب، وبات فاعلاً ومؤثراً إقليمياً وعالمياً، وأهم ما يميزه تمتعه بدرجة مرونة عالية تؤهله لتغيير تركيزه وشركائه وأسواقه، وهو بالتالي نضج بفضل تجاربه السابقة؛ حيث بات حجمه قادراً على استيعاب أي خلل يعتري أي قطاع
لكن هناك وقائع لا يمكن تخطيها أو تجاهلها، أبرزها أن اقتصاد الإمارات هو إقليمي منفتح على العالم، وهو في الوقت ذاته مدعوم بإنتاج نفطي يشكل له صِمَام أمان ويكفل له استقراراً وديمومة نمو، فيما قطاعاته غير النفطية متنوعة النشاط، وبينما قاعدته المالية والنقدية عميقة مدعومة باستثمارات ضخمة من خلال صناديق سيادية عملاقة ومؤثرة.
اقتصاد الإمارات على مدار عقود توسع بطريقة مثيرة للإعجاب، وبات فاعلاً ومؤثراً إقليمياً وعالمياً، وأهم ما يميزه تمتعه بدرجة مرونة عالية تؤهله لتغيير تركيزه وشركائه وأسواقه، وهو بالتالي نضج بفضل تجاربه السابقة؛ حيث بات حجمه قادراً على استيعاب أي خلل يعتري أي قطاع.
لا نريد أن «نجلد الذات» عند الحديث عن هدوء أو تباطؤ اقتصادنا و«نرجع كل شيء» إلى عوامل داخلية، متناسين ال«جيوسياسي» في محيطنا، فهناك التهديد الإيراني، ومعركة الإرهاب في العالم، وحرب اليمن لإعادة الشرعية، يضاف إلى ذلك مصيبة قطر ودعمها للإرهاب، والخراب في سوريا والاضطرابات في العراق.
أما اقتصادياً فيكفي ما تعانيه الدول الناشئة التي هي شريكة فعالة مع أسواقنا؛ حيث عملاتها تئن، فيما بعضها على شفا الإفلاس، بينما الحرب التجارية إلى تفاقم.
هذه وقائع لا يمكن تجاهلها بل تدخل في صميم اقتصاد الإمارات حتى ولو قلل البعض من تأثيرها.
من المؤكد أننا في مرحلة مؤقتة سنعبرها بنجاح، لكن علينا التعاطي معها بتفكير أعمق وبعمل أشمل، والأهم من ذلك التحلي بإيجابية، لا أن نستسلم ونتحول إلى متشائمين وسلبيين.
يكفي أن ننظر إلى قيادة الإمارات، ونستلهم منها الإيجابية والمثابرة، فهي لا تتوقف عن طرح المبادرات وتقديم الحلول وتسهيل الأمور لتبقى عجلة الاقتصاد دائرة بما يحقق الفائدة للجميع.
علينا أن نتذكر أنه في أيام الهدوء والتباطؤ يصبح الجميع مستشارين ووعاظاً وخبراء، والكل «يدلي بدلوه»، يحلل ويشخص و«يمنح الشهادات»، أما في أيام النشاط والطفرة، فيختفون؛ حيث يعظمون ثرواتهم!!
نقلا عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة